بعد مواقف سياسية كبرى دعمت وأيدت الخطوات السعودية في التصدي للإرهاب وتقليم أيادي جمهورية إيران الإسلامية التي نالت وخططت لمراحل متقدمة في التوغل على مجتمعات عربية وإسلامية، نوّه بالأمس علماء ودعاة ومفكرون من عدد من الدول الإسلامية بسياسات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. بيان مختصر دوّنه العلماء المسلمون، المشاركون في مهرجان الجنادرية الذي تجري أيامه في العاصمة الرياض، وأكد العلماء الأربعة عشر الموقعون على البيان، تأييدهم للسعودية وقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز، في مواجهة كل الأخطار المحدقة بالعالم الإسلامي المتمثّلة في التصدي للإرهاب بكل أشكاله وألوانه في المنطقة والتصدي للمخططات الإيرانية في التفريق بين الأمة الإسلامية، وبث الفرقة والشقاق بين شعوبها ومجتمعاتها، واستخدامها المذهبية والطائفية في مد نفوذها. بيان المفكرين ورجال الدين المعتدين في بلادهم، انتهج مبدأ القوة والمواجهة وعدم الحياد رغم مواقف سياسية مهمة تمرّ بها البلدان الإسلامية، مغلّبين مصلحة أمتهم الإسلامية لدرء المخاطر عنها، ومواجهين بالكلمة والرأي الديني الاستفزازات الإيرانية الحاضنة للإرهاب والمغذية للطائفية التي تحاول نهش الكيانات المجتمعية للدول الإقليمية. وقال المدونون للبيان الجمعي، إن السعودية تشكل مصدر فخر واعتزاز لكل مسلم بعلمائها الربانيين وقيادتها الحكيمة، مضيفين، عبر بيانهم، أن «كل مسلم سليم العقل سليم الفطرة ليدرك ويعترف أن المملكة العربية السعودية هي بلاد الحرمين ومثوى سيد الثقلين وقبلة سائر المسلمين، وأنها قائمة على تحكيم شريعة الإسلام منذ تأسيسها إلى يومنا هذا». وثمّن العلماء والمفكرون، عبر بيانهم، سياسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في الحفاظ على أمن المملكة العربية السعودية فكريا وأمنيا من خلال سياسة حكيمة رائدة، وتعدى بنفعه إلى بلاد الإسلام المختلفة في اليمن وسوريا وغيرهما من بلاد الإسلام. وأكد الشيخ خلدون عريميط، الأمين العام للمجلس الشرعي الإسلامي بلبنان، وأحد الموقعين على بيان ضيوف الجنادرية الداعم لحزم الرياض وتصديها للإرهاب، أن السعودية هي دولة العروبة والإسلام التي تتصدى لكل المشاريع المشبوهة التي تريد الانقضاض على وطننا العربي وعقيدتنا الإسلامية، مضيفا أن هناك معركتين في الإقليم والعالم: «معركة تشويه للإسلام يقودها الإرهاب الفارسي وتنظيما داعش والقاعدة وغيرها، وهناك معركة توضيح تقودها المملكة وحلفاؤها». وقال عريميط، خلال اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» عن دوافع الدعاة والمفكرين إلى إعلان بيانهم، إن الأخطار التي تتهدد المنطقة العربية والإسلامية وخطر المشروع الصفوي الفارسي الذي يسعى للتغيير الديموغرافي في سوريا والعراق، وما يقوم به من فتن في لبنان واليمن وكثير من الأقطار العربية والإسلامية، هي التي دفعت العلماء والمسلمين كي يقفوا هذا الموقف الحاسم، خصوصا أن السعودية بقيادة الملك سلمان اتخذت قرارا تاريخيا للتصدي لهذا الخطر الذي يهدد عقيدة الإسلام ووجود العرب ومنها قرار عاصفة الحزم. وأشاد الشيخ عريميط، بالمواقف التاريخية التي اتخذها الملك سلمان، مشيرا إلى أن هذه المواقف السعودية في التصدي للإرهاب وتوضيح حقيقة الإسلام وصد المخاطر الفارسية وفق وصفه، هي سلسلة من المواقف التاريخية التي اتخذتها المملكة سواء على صعيد القضية الفلسطينية أو في قضية وسيادة لبنان، وعدد من القرارات الأخرى التي تحمي الشعوب والإسلامية. وقال، في ختام حديثه، إن السعودية وأشقاءها من دول الخليج ودول التحالف العربي الأخرى تتصدى لنوعين من الإرهاب: الأول الإرهاب الذي تمارسه أذرع إيران العسكرية تحت أسماء مختلفة سواء في سوريا أو العراق أو لبنان، والثاني إرهاب «داعش» و«القاعدة» وتفرعاتهما. حاملا الحديث للمجتمع العربي والإسلامي أنه في حال أراد وضع حد للإرهاب فعليه أن يتعاون مع السعودية التي تقود التحالف العربي والإسلامي لضرب كل أنواع الإرهاب. بيان العلماء والدعاة والمفكرين المشاركين في المهرجان الوطني للتراث والثقافة، الذي كان أبرز الموقعين عليه، مفتي جمهورية موريتانيا، الشيخ أحمد المرابط، ومفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار، وإمام الحضرة الهاشمية في الأردن الدكتور أحمد هليل، والدكتور عبد الله الجنيد، رئيس جماعة أنصار السنة في مصر، والشيخ إسماعيل الماحي، رئيس جماعة أنصار السنة في السودان، حمل رسالة تأييد ووقوف إلى جانب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في كل ما يتخذه من قرارات في مواجهة الإرهاب بكل أشكاله وألوانه، وردع المعتدين الغاشمين، والمحافظة على وحدة المسلمين، التي رأوا تمثيلها في عاصفة الحزم في التصدي للمد الإيراني وتدخله في بلاد العرب والمسلمين، وتأييدهم المطلق للتحالف الإسلامي الذي أعلن عنه بمشاركة 34 دولة إسلامية بقيادة المملكة العربية السعودية. الاصطفاف الديني اللاحق للاصطفاف والتأييد السياسي الداعم لمواقف السعودية وإجراءاتها في مواجهة الإرهاب، الذي دعمته معظم الدول العربية والإسلامية وعدد من دول المجتمع الدولي، تؤكده القيادة السعودية دوما، حيث أصبح منهجا سعوديا تجلى منذ بدء العملية العسكرية لدعم الشرعية في اليمن ضد الانقلاب الحوثي والرئيس المخلوع صالح، وأكده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، في الخطاب السنوي الملكي بمجلس الشورى أواخر العام الماضي، بتأكيده استمرار المملكة في «محاربة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في العالم، وتوحيد الصفوف لمواجهة المخاطر والتحديات التي تحيط بالأمتين العربية والإسلامية».
مشاركة :