أصدر قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان قرارا بحل قوات الدعم السريع وهو إجراء يجعل تلك القوات غير نظامية. وقال جهاز المخابرات العامة السوداني في بيان على "فيسبوك" اليوم (السبت) "أصدر القائد العام للجيش السوداني قرارا بحل قوات الدعم السريع". وأضاف الجهاز " أن قائد الجيش قرر أيضا إنهاء انتداب ضباط الجيش في قوات الدعم السريع المتمردة". وأعلن الناطق الرسمي للجيش السوداني العميد نبيل عبد الله استقرار الأوضاع الأمنية بالعاصمة الخرطوم ، رغم تقارير عن استمرار الاشتباكات في محيط القيادة العام للجيش السوداني بوسط الخرطوم. وقال الناطق الرسمي للجيش السوداني في بيان صحفي " نبشر شعبنا الصامد بأن الموقف مستقر جدا وسيبقى السودان مابقي أبناءه البررة في قواته المسلحة". ولم تصدر حتي الأن إحصاءات رسمية عن أعداد القتلي والجرحي نتيجة الاشتباكات العسكرية بالخرطوم ومناطق متفرقة أخرى بالسودان. ولكن تقارير إعلامية أشارت إلي مقتل 12 شخصا بالخرطوم ومدينتي الفاشر ونيالا بإقليم دارفور ومدينة الأبيض بولاية شمال كردفان. ونقل موقع "سودان تريبيون" المستقل عن مصطفى سليمان وهو مسعف طبي يعمل في مستشفى الفاشر التعليمي قوله "إن جثامين 3 أشخاص وصلت المستشفى بعد أن سقطوا في سوق الملجة جراء سقوط دانات". فيما قال أمين عام حكومة ولاية جنوب دارفور بشير مرسال حسب الله في تصريحات صحفية إن عدد القتلى في الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع بمدينة نيالا عاصمة الولاية بلغ نحو 6 أشخاص و16جريحا. ومن جانبها قالت اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء، (غير حكومية) في تقرير ميداني اليوم "إن شخصين لقيا مصرعهما بمطار الخرطوم وثالث بمدينة الأبيض بولاية شمال كردفان". وأشارت في تحديث لاحق إلى وجود أعداد كبيرة من المصابين، بعضهم حالتهم حرجة تتطلب تدخلا جراحيا بصورة عاجلة، مناشدة الأطباء بالتوجه إلى مستشفى بشائر وشرق النيل بالعاصمة الخرطوم ومستشفى الفاشر بشمال دارفور. وأظهرت مقاطع فيديو وصور على مواقع وسائل التواصل الاجتماعية اكتظاظ مستشفيات العاصمة الخرطوم بالمصابين من أفراد الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. فيما وجهت نقابة أطباء السودان نداء عاجلا للكوادر الطبية بالتوجه للمستشفيات لوجود أعداد كبيرة من الحالات الحرجة. وقالت النقابة في بيان: "نداء عاجل للأطباء والكوادر الطبية ، نرجو من جميع القادرين على تلبية النداء التوجه فورا للمستشفيات المذكورة نظرا لوجود أعداد كبيرة من المصابين والحالات الحرجة التي تتطلب تدخلا جراحيا بصورة عاجلة". وفي ردود الأفعال ، دعا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس اليوم إلى وقف فوري للقتال في البلاد. وقال بيرتس، في بيان نشرته بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية على صفحتها بفيسبوك، إنه يدين بشدة اندلاع القتال في السودان، ودعا لاستعادة الهدوء. واستيقظت العاصمة السودانية الخرطوم اليوم على أصوات إطلاق نار كثيف ، سرعان ما تبين انها بسبب اندلاع شرارة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع (شبه النظامية). وتبادل الجانبان اتهامات بالتسبب في اندلاع شرارة الحرب بالعاصمة السودانية الخرطوم ومناطق أخرى متفرقة بالسودان. واتهم قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان قوات الدعم السريع بمهاجمة مقرات سيادية بالخرطوم ومنها منزل البرهان بالقيادة العامة. وقال البرهان في مقابلة هاتفية مع قناة الجزيرة القطرية من الخرطوم اليوم " قوات الدعم هي من هاجمت مقراتنا ببيت الضيافة". ومن جانبه قال قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان (حميدتي) في تصريحات لقناة الجزيرة القطرية " الجيش هو من اعتدى علينا والمعركة فرضت علينا من قبل البرهان وقيادات الإخوان المسلمين". وأعلنت قيادة قوات الدعم السريع سيطرة قواتها على مواقع سيادية منها القصر الجمهوري وبيت الضيافة ، إلى جانب السيطرة علي مطاري الخرطوم ومروي. لكن القيادة العامة للجيش السوداني نفت في بيان رسمي سيطرة قوات الدعم السريع علي أي من المواقع السيادية. وأظهرت مقاطع فيديو تم نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي استهداف الجيش السوداني لمقرات تابعة لقوات الدعم السريع بالخرطوم عبر الطيران الحربي. لكن قائد قوات الدعم السريع حميدتي نفي تدمير مقرات قواته عبر طيران الجيش السوداني. وأعلنت سلطات الطيران المدني بالسودان تعليق الرحلات بمطار الخرطوم الدولي بعد وقوع اشتباكات داخل المطار أدت إلي تضرر طائرتين تتبع إحداهما للخطوط الجوية السعودية ، فيما تتبع الأخرى لمنظمة الأمم المتحدة. وبدأت شرارة الاشتباكات بإطلاق نار كثيف حول مقر رئيسي لقوات الدعم السريع جنوبي العاصمة السودانية، الخرطوم اليوم . وسرعان ما تمددت المواجهات إلى مناطق أخرى بالعاصمة الخرطوم ولاسيما قرب القيادة العامة للجيش السوداني ومطار الخرطوم الدولي. وكانت الخلافات بين القوتين العسكريتين قد بدأت منذ (الأربعاء) الماضي في منطقة مروي بشمال السودان ، بعد أن نقلت قوات الدعم السريع اليات عسكرية إلى موقع قريب من القاعدة الجوية العسكرية هناك، وهو ما اعتبره الجيش تحركا غير قانوني. كما برزت مؤخرا خلافات عميقة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ، وخاصة فيما يتصل بدمج "الدعم السريع" في الجيش، المنصوص عليه في الاتفاق الإطاري الموقع بين المكونين العسكري والمدني في الخامس من ديسمبر الماضي.
مشاركة :