حراك تشكيلي متجدد في أكبر حاضنة للفنون البصرية بمدينة جدة

  • 4/15/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تنتشر المعارض التشكيلية بكثافة على أرض المملكة العربية السعودية، ويزداد انتشار ثقافة الفنون البصرية في المجتمع السعودي، مع تنامي دور تلك الفنون وإسهاماتها في محاور النهضة الشاملة التي تشهدها المملكة، وتوثيق مظاهرها، بجانب حفظ وتوثيق التراث والعمارة القديمة، والطبيعة الخاصة التي تتفرّد بها المملكة. وإذا كانت المملكة العربية السعودية تشهد طفرة كبيرة في مجال إقامة وتنظيم المعارض الفنية، التي تغطي مختلف الفنون التشكيلية، فإن مدينة جدة باتت تحتل مكانة خاصة في هذا المجال، إذ صارت مقصداً لفناني وعشاق الفنون التشكيلية من داخل المملكة وخارجها. وتشتهر مدينة جدة السعودية، بانتشار المراكز الفنية والثقافية بين أرجائها، وكثرة المعارض التشكيلية التي ساعدت على خلق حالة فريدة من التواصل بين الأجيال الفنية المختلفة بداية من جيل الرواد وحتى جيل الشباب، حيث يقود ذلك الحراك الفني فنانون كبار على رأسهم الفنان القدير هشام بنجابي، ونذير ياوز، وغيرهم الكثير من الأسماء التي أسهمت في خلق نهضة فنية وثقافية حقيقية على أرض المدينة. وفي ظل تزايد الإقبال على ارتياد المعارض، وممارسة الفنون التشكيلية المختلفة، انطلقت أفكار جديدة لخدمة ورعاية ذلك الحراك الفني المتنامي، وشهدت مدينة جدة إطلاق حاضنة "ريادة الابداع" لتكون أكبر حاضنة عربية للفنون التشكيلية. واستهدف مشروع الحاضنة التشكيلية التي انطلقت من مبني مرز أدهم للفنون بجدة، توظيف التقنيات الحديثة، وريادة الأعمال في خدمة الفنون البصرية والحركة الثقافية بوجه عام. وفي مناسبة مرور عام على بدء أنشطة الحاضنة، يقول الدكتور طلال أدهم، مؤسس ومدير مركز أدهم للفنون، إن ما حققته الحاضنة من نجاحات يأتي بفضل الزخم والحراك الفني والثقافي المتنامي، الذي ساعد على تشجيع حركة الاستثمار في مجال الفنون والثقافة، وتهيئة المجال لإطلاق أفكار ومبادرات تعمل على توظيف علوم التقنية وريادة الأعمال في خدمة المشهد الفني والثقافي في مدينة جدة، وكل ذلك يعود بحسب قوله إلى ما منحته رؤية 2030 من دعم وما وفرته من فرص أمام الجميع ليبدع كل في مجاله. ولفت الدكتور طلال أدهم، وفّرت بيئة مثالية متكاملة في مجال الابتكار والدعم لتأسيس ونمو المشاريع الريادية والناشئة في مجال الفنون. وتهدف الحاضنة إلى دعم أنشطة الفنون في المملكة، نشر ثقافة ريادة الأعمال بين المهتمين بالعمل في مجالات الثقافة والفنون، وتحفيز الاستثمار في المشاريع الريادية ذات الصلة بالإبداع الفني. واعتبر أن الحاضنة التي تعد أكبر حاضنة عربية للفنون التشكيلية، تعمل على ربط الفنانين وأصحاب الأعمال بعلوم الهندسة والتقنيات الحديثة ذات الصلة بالفنون، وتوظيف كل ذلك في خدمة الحركة الفنية بوجه عام، وذلك عبر تقديم برامج وخدمات متنوعة لتغطية كافة الجوانب التي يحتاجها رواد الأعمال أثناء تأسيسهم للمشاريع، مثل ورش العمل، والإرشاد وحلول التمويل والاستثمار، بجانب برامج الاحتضان، وبرامج مسرعات الأعمال، وتوفير مساحات مكتبية، وخدمات لوجستية، واستشارات إدارية، وتسويقية. وكل ذلك كما يقول مؤسس ومدير مركز أدهم للفنون بجدة، من أجل تنفيذ رسالة الحاضنة فيأن تكون بيئة عمل جاذبة تساهم في إنتاج وتأهيل رواد الأعمال في مجال الفنون التشكيلية من خلال التوجيه والتدريب وتنظيم ورش العمل. وقد جاء النجاح الذي حققته حاضنة ريادة الأعمال بمركز أدهم للفنون بمدينة جدة للعام الثاني،ليؤكد على حجم الحراك الثقافي والفني الذي تشهده المملكة العربية السعودية بوجه عام ومدينة جدة بوجه خاص، وانفتاح رجال الأعمال على الاستثمار في المشروعات الثقافية والفنية، وهو انفتاح جاء كنتاج طبيعي لتلك النهضة الثقافية والفنية التي تشهدها المملكة العربية السعودية. يُذكر أن النهضة التشكيلية التي تشهدها المملكة العربية السعودية، والتي امتدت لمدينة جدة، ليست وليدة اليوم، ولم تأتِ مصادفة، بل هي نتاج لحراك رسمي تمثل فيما منحته رؤية 2030 من دفعة قوية للمشهد الفني والثقافي بالمملكة، وجهود شخصية من قبل الكثير من الشخصيات الفاعلة في المشهد التشكيلي بالمملكة، بجانب انتشار المراكز الفنية التي تحتضن الكثير من المعارض والورش الفنية. ويستطيع المتابع والمتأمل في حركة التطور والنهضة التشكيلية بالمملكة، وفي مدينة جدة، أن يلاحظ الوجود الفاعل من قبل مبدعي المملكة، وفي طليعتهم فناني مدينة جدة، بالحركة الفنية والثقافية داخل المملكة وخارجها، بجانب تمكنهم من التعبير عن شكل وهوية المملكة العربية السعودية في أعمالهم الفنية، وذلك من خلال عناصر التشكيل ومن خلال المضامين التشكيلية التى أكدت على مفهوم هوية المملكة.

مشاركة :