مع تطور القطاع المالي في السعودية من خلال التقنية المالية "الفنتك"، ظهرت وسائل دفع متنوعة أسهمت في تقليل التعاملات النقدية وزيادة الطلب على المنتجات، ومضاعفة حجم المبيعات منها خدمات الدفع بالتقسيط أو ما يعرف بقطاع "اشتر الآن وادفع لاحقا". وبحسب رصد وحدة التقارير في صحيفة "الاقتصادية"، يراوح متوسط العمولة على التاجر الذي تتقاضاه شركات "اشتر الآن وادفع لاحقا" المحلية ما بين 5-13 في المائة وذلك بحسب المخاطر والفئة. وأظهر الرصد أنه على الرغم من عدم تقاضي الشركات فوائد من العميل إلا أنها تفرض رسوم على التأخير عن السداد حيث تقدر قيمتها في "تمارا" و"تابي" بنحو 25 ريالا في أول يوم تأخير مع تكرارها كل 15 يوما مع عدم تجاوزها 150 ريالا. وتبرز في السعودية شركتان تعملان في هذا القطاع هما (تمارا، تابي)، حيث أتمت الأولى شراكة مع 1642 متجرا في السعودية، تتنوع الخدمات المقدمة من خلاله في مجال الإلكترونيات، الأغذية، الملابس، الحلي، واحتياجات المنزل وغيرها، أما الشركة الثانية "تابي" فلديها شراكة مع 1936 متجرا في السعودية. وفي تقرير منظومة الإنترنت الصادر عن "هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية" فإن خمسة من أصل عشرة تطبيقات تعد الأكثر تحميلا في السعودية تتعامل مع شركات "اشتر الآن وادفع لاحقا"، الذي يعد في صدارة القائمة تطبيق "شي إن" الذي تتوفر لديه خدمات الدفع من خلال التقسيط متمثلة في (تمارا، تابي، وباي بال)، من بعده جاء تطبيق "نون" ثاني أكثر تطبيقات التسوق تحميلا الذي يتعامل بدوره مع كل من (تابي وتمارا) كذلك تطبيق "جرير"، الذي حل خامس التطبيقات الأكثر تحميلا، فإن "تمارا" تعد إحدى خدمات الدفع من خلاله. ووفقا لتقرير الهيئة شغلت "تمارا" و"تابي" الترتيب الخامس والسادس في قائمة التطبيقات المالية الأكثر تحميلا، فيما تصدر "الراجحي" و"إس تي سي باي" الترتيب الأول والثاني، حيث يعود السبب في ارتفاع معدلات تحميل تطبيقات "اشتر الآن وادفع لاحقا" إلى أن 63.9 في المائة من الأنشطة التي يقوم بها مستخدمي الإنترنت تتمثل في شراء السلع. وبالمقارنة ما بين الجنسين كانت حصيلة الإناث الأعلى بمعدل 74.4 في المائة فيما بلغت للذكور 53.6 في المائة وبحسب المناطق تصدرت جازان بمعدل 70.7 في المائة تتبعها الرياض بنحو 70.1 في المائة. وأسهمت خدمات الدفع المتعددة في تقليل التعاملات من خلال الكاش أو النقد فبحسب "إيكيا السعودية" فإن 90 في المائة من عملائها من فئة الشباب يعتمدون "تمارا" وسيلة دفع. كما قلل هذا من استخدام طريقة "الدفع عند التسلم" وبالتالي أسهمت في تقليل مخاطر عدم التزام العميل باستقبال المنتج والدفع، الذي بدوره أسهم في انخفاض حجم المنتجات المستردة، والتقليل من تكاليف الشحن. كما أن وجود وسائل دفع متعددة أدى إلى زيادة قدرة العميل الشرائية، فمع دخول "تمارا" كإحدى وسائل الدفع المتبعة في "إيكيا" زاد متوسط قيمة الطلب بنحو 40 في المائة كما أدى إلى انخفاض معدل استرداد الطلبات بمقدار 18 في المائة. وأعلن "مصرف الراجحي "عن خدمة "تساهيل" الجديدة الخاصة بحاملي بطاقة الراجحي الائتمانية (المرابحة) مع 77 تاجرا مشاركا من ضمنها: إس تي سي، إكسترا، وهايبر بنده بفترات استحقاق تراوح ما بين 3 –12 شهرا، بحسب المنتج المراد تقسيطه، كذلك أعلنت ﺷرﻛﺔ اﻟﻣﻌﻣر ﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت دخول القطاع من خلال شركتها "إم أي إس باي". وأخيرا أعلنت شركة "أبل" دخولها قطاع "اشتر الآن وادفع لاحقا" في خدمة "أبل باي لاتير" في الولايات المتحدة، ما سيسمح للمستهلكين بدفع ثمن المشتريات على فترات زمنية. وقالت الشركة: إن خدمة "أبل باي ليتر" ستسمح للمستخدمين بتقسيم ثمن المشتريات إلى أربع مدفوعات على ستة أسابيع دون فوائد أو رسوم. تشهد شركات الدفع بالتقسيط، التي توفر حلول الدفع الآجل للمتاجر الإلكترونية، التي تعرف بشركات "اشتر الآن وادفع لاحقا" على مستوى العالم نموا كبير في أعمالها، ما جعلها محط أنظار الجميع، حيث تخطت المعاملات الدولية لتك الشركات 214 مليار دولار خلال العام الماضي مسجلة نموا سنويا بلغ 78 في المائة، في حين كان النمو في العام الذي سبقه بنسبة 100 في المائة بعدما سجلت تعاملات بقيمة 120 مليار دولار مقارنة بـ60 مليار خلال 2020. الأرقام السابقة تعكس حجم النمو الكبير في الأعمال، إلا أن الحصة السوقية ما زالت قليلة، حيث مثلت المعاملات على مستوى العالم خلال عام 2021 نحو 3 في المائة فقط من إجمالي مدفوعات التجارة الإلكترونية، ما يشير إلى إمكانية استمرار النمو المستقبلي. وصل عدد الشركات في قطاع "اشتر الآن وادفع لاحقا" العالمي بنهاية 2021 نحو 50 شركة تمثل الشركات الأمريكية منها 28 في المائة بإجمالي 14 شركة تشمل الشركات الأكبر في القطاع من حيث حجم التمويل منها: أفيرم، أب ليفت، كواد باي. فيما تملك أوروبا أكبر شركة في القطاع "كلارنا" السويدية، التي يبلغ عدد عملائها 90 مليون عميل نشط، بحسب "سي بي إنسايت". تمثل شركات قطاع "اشتر الآن وادفع لاحقا" في الشرق الأوسط 14 في المائة من إجمالي القطاع حيث يبلغ عددها سبع شركات منها: تمارا السعودية، تابي الإماراتية، شهري المصرية، أرامكس سمارت الإماراتية، كاشيو الإماراتية، بوست باي الإماراتية، وفاليو المصرية. وحدة التقارير الاقتصادية