أشاد ماديار مينيلبيكوف، سفير جمهورية كازاخستان لدى الدولة بالعلاقات «الإماراتية- الكازاخستانية» والتي تشهد تطوراً ملحوظاً في جميع المجالات، وتتسم بوجود روابط قوية بين قيادة وشعبي البلدين، مؤكداً أن زيارة فخامة قاسم جومارت توقايف رئيس جمهورية كازاخستان لدولة الإمارات في منتصف يناير الماضي أعطت دفعة قوية لتنمية التعاون الثنائي بين البلدين، لافتاً إلى أنه في الوقت الحالي، يجري العمل النشط على التنفيذ للاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال الزيارة. وقال ماديار مينيلبيكوف، في حوار مع «الاتحاد»: إن التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري، العنصر الأهم في العلاقات الكازاخستانية الإماراتية، حيث تعد دولة الإمارات اليوم أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين لكازاخستان في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، موضحاً أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 632 مليون دولار أميركي خلال العام الماضي، فيما بلغ إجمالي حجم التجارة خلال السنوات العشر الماضية (2012-2022) نحو 4.4 مليار دولار أميركي. ولفت إلى أنه يجري حالياً تنفيذ نحو 10 مشاريع استثمارية كبيرة تبلغ قيمتها نحو 5.6 مليار دولار أميركي في جمهورية كازاخستان بمشاركة مستثمرين إماراتيين، مشيراً إلى أن هناك إمكانات هائلة للتنمية في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية. وأكد أن الانتخابات الأخيرة في مجلس النواب ببرلمان جمهورية كازاخستان، علامة بارزة في تطور الديمقراطية الكازاخستانية، لافتاً إلى أن كازاخستان المستقرة والمزدهرة تخدم ليس فقط مصالح مواطنيها، ولكن أيضاً مصالح أبعد من منطقتها. وفي ما يلي نص الحوار: * قام فخامة قاسم جومارت توقايف رئيس جمهورية كازاخستان، بزيارة رسمية لدولة الإمارات في منتصف يناير من العام الجاري.. حدّثنا عن أهم النتائج للزيارة؟ في 16 - 18 يناير 2023، تمت الزيارة الرسمية لفخامة قاسم جومارت توقايف رئيس جمهورية كازاخستان إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وتجدر الإشارة إلى أن هذه هي الزيارة الرسمية الثانية لرئيس كازاخستان لدولة الإمارات خلال السنوات الثلاث الماضية، كما كانت هناك زيارة العمل للرئيس إلى الدولة في العام الماضي. وخلال الزيارة، شارك رئيس كازاخستان في قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة وألقى الكلمة فيه، كما أجرى محادثات مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ومع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ومع سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة، وسمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان، كذلك التقى رئيس كازاخستان الكابتن محمد جمعة الشامسي الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ أبوظبي ومحمد جميل الرمحي الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر». كما تبنى رئيسا البلدين خلال الزيارة بياناً مشتركاً وبالإضافة إلى ذلك نُظمت طاولة مستديرة للاستثمار بين كازاخستان ودولة الإمارات. وتم خلال الزيارة التوقيع على عديد من الاتفاقيات الاستثمارية والمذكرات، من بينها: إعلان مشترك بين حكومة جمهورية كازاخستان وحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن إقامة مشاريع استثمارية استراتيجية، ومذكرة تفاهم بين وزارة الصناعة وتطوير البنية التحتية في جمهورية كازاخستان والهيئة العامة للطيران المدني في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الرعاية الصحية بين وزارة الصحة في جمهورية كازاخستان ووزارة الصحة ووقاية المجتمع بدولة الإمارات العربية المتحدة، ومذكرة تفاهم بين معهد الدبلوماسية التابع لأكاديمية الإدارة العامة التابعة لرئيس جمهورية كازاخستان وأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، واتفاقية بين أرشيفات رئيس جمهورية كازاخستان والأرشيف والمكتبة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الأرشفة.. وإلخ. أعطت هذه الزيارة دفعة قوية لتنمية التعاون الثنائي في جميع المجالات بين البلدين. في الوقت الحالي، يجري العمل النشط على التنفيذ للاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال الزيارة. * التعاون في مجال التجارة والاستثمارات هو بلا شك الاتجاه الرئيس للتعاون الثنائي.. ما هي الإنجازات التي تم تحقيقها وما هي الخطط للمستقبل؟ لا شك أن التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري هو العنصر الأهم في العلاقات الكازاخستانية الإماراتية؛ حيث تعد دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين لكازاخستان في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي. اليوم، يمكننا القول إنه نظراً لنظام الإعفاء الضريبي والاقتصاد القوي والطلب على السلع الكازاخستانية، تعد الإمارات واحدة من الوجهات الأكثر شعبية لرجال الأعمال الكازاخستانيين. نلاحظ كل عام زيادة في عدد العقود طويلة الأجل لتوريد المنتجات من كازاخستان إلى سوق الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى ذلك، تفتح المزيد من الشركات الكازاخستانية مكاتب في أبوظبي ودبي. وبذلك، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في العام الماضي 632 مليون دولار أميركي، وبلغت الصادرات من كازاخستان إلى الإمارات 560 مليون دولار، والواردات 72 مليون دولار أميركي. وبلغ إجمالي حجم التجارة خلال السنوات العشر الماضية (2012-2022) حوالي 4.4 مليار دولار أميركي، منها صادرات جمهورية كازاخستان إلى الإمارات 3.6 مليار دولار، والواردات – 830 مليون دولار. ويعمل الطرفان بنشاط على استخدام جميع أدوات التفاعل بين البلدين، بالإضافة إلى الزيارات المنتظمة التي ذكرتها أعلاه، تعمل اللجنة الكازاخستانية الإماراتية المشتركة بنجاح، وقد عقدت اللجنة حتى الآن 9 جلسات. ومن المقرر عقد جلسة مجلس الأعمال بين البلدين في العام الجاري، وسيكون أحد الأحداث الدولية الرئيسة في كازاخستان هذا العام منتدى أستانا الدولي، الذي يهدف إلى توحيد الجهود لمواجهة التحديات العالمية الرئيسة. وسيعقد المنتدى تحت رعاية فخامة قاسم جومارت توقايف رئيس كازاخستان في 8 و9 يونيو 2023 في أستانا، باعتبار المنتدى منصة للحوار بين المندوبين رفيعي المستوى من الحكومات الأجنبية والمنظمات الدولية والشركات والأوساط الأكاديمية من أجل إيجاد طرق لحل مشاكل مثل تغير المناخ ونقص الغذاء وأمن الطاقة. وحسب قول فخامة قاسم جومارت توقايف رئيس كازاخستان «من خلال منتدى أستانا الدولي، نأمل في بناء جسور جديدة وتعزيز العلاقات، والتوحد للتغلب على التحديات التي نواجهها، ورسم طريق جديد للمستقبل بالأساليب الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية». تولي السفارة في عملها اهتماماً خاصاً لتعزيز الدبلوماسية الاقتصادية وجذب الاستثمارات الأجنبية، وخلال سنوات الاستقلال، تم جذب 3.2 مليار دولار أميركي من الاستثمارات المباشرة من دولة الإمارات وفقاً لنتائج عام 2022م، بلغ إجمالي تدفق الاستثمارات المباشرة من دولة الإمارات 416.7 مليون دولار أميركي. بشكل عام، نلاحظ في السنوات الأخيرة نمواً إيجابياً وثابتاً في الاستثمارات الإماراتية إلى كازاخستان. وحالياً يجري تنفيذ نحو 10 مشاريع استثمارية كبيرة تبلغ قيمتها نحو 5.6 مليار دولار أميركي في جمهورية كازاخستان بمشاركة مستثمرين إماراتيين.. أود أن أشير إلى أن المجالات الرئيسة هي قطاع العقارات والتنمية والصناعة الكيميائية والتعليم والخدمات اللوجستية والطاقة المتجددة. وأعتقد أن هناك إمكانات هائلة للتنمية في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية. لدى بلداننا آفاق واسعة للنمو والتعاون في مجالات مثل الطاقة، والطاقة المتجددة، والخدمات اللوجستية، وقطاع الصناعة الزراعية، والمستحضرات الصيدلانية، والرقمنة، والخدمات المالية. في 19 مارس أجريت انتخابات مبكرة في مجلس النواب ببرلمان جمهورية كازاخستان.. ما سبب هذه الحاجة إلى انتخابات مبكرة ولماذا هي فريدة من نوعها؟ - أجريت في كازاخستان انتخابات مبكرة لبرلمان «مجلس النواب» في 19 مارس 2023.. كانت هذه الانتخابات فريدة من نواح كثيرة. أولاً، شارك حزبان سياسيان تم إنشاؤهما حديثاً في التصويت. وفي نهاية عام 2022 تم إنشاء «حزب الخضر» في كازاخستان، والهدف الرئيس منه هو لفت الانتباه إلى المشاكل البيئية. شاركت في الانتخابات سبعة أحزاب، مما وفر للناخبين خياراً واسعاً لممارسة حق التصويت، وساعدت مشاركة هذه الأحزاب في الانتخابات على تعزيز نظام التعددية الحزبية، وتطوير إمكانات التعددية السياسية وسياسة المعارضة - وهو الهدف الذي كانت بلادنا تتحرك نحوه باستمرار على مدى السنوات الماضية. والجدير بالذكر أن عتبة دخول الأحزاب إلى مجلس النواب قد تم تخفيضها من 7% إلى 5%، مما يسهل على الأحزاب الجديدة دخول البرلمان ويلعب دوراً مهماً في رفع مساءلة الحكومة. ثانياً، ولأول مرة منذ عام 2004، تم استخدام النموذج المختلط في انتخابات مجلس النواب، حيث تم انتخاب 70% من النواب وفقاً للقوائم الحزبية، و30% وفقاً لنظام الأغلبية ودوائر انتخابية ذات مقعد واحد، وهذا يعني أن 29 من 98 عضواً في البرلمان تم انتخابهم من دوائر انتخابية ذات مقعد واحد، بينما تم انتخاب 69 عضواً بالقوائم الحزبية. بالإضافة إلى ذلك، اشتملت أوراق الاقتراع على عمود «ضد الكل»، مما يسمح للناخبين بالتعبير عن رفضهم لجميع المرشحين المعينين إذا رغبوا في ذلك. وأخيراً، عند توزيع مقاعد أعضاء البرلمان حسب القوائم الحزبية، تم تحديد حصة 30% على المستوى التشريعي للنساء والشباب وذوي الاحتياجات الخاصة مما يضمن معه هذا الإجراء نطاقاً أوسع من التمثيل لجميع فئات السكان في البرلمان. لقد أعلن بلدنا على الدوام التزامه بإجراء انتخابات حرة وشفافة ونزيهة.. لا شك أن دور مراقبي الانتخابات حاسم جداً، كما كانت الانتخابات السابقة، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2022، شارك مراقبون من 12 منظمة دولية ومن 41 دولة في العملية الانتخابية، بما في ذلك بعثات مراقبة من مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان وكذلك من كومنولث الدول المستقلة. وبحسب نتائج التصويت، حصل حزب «أمانات» على 53.9% وحزب الشعب على 6.8% وحزب «أويل» (القرية) على 10.9% وحزب «الجمهورية» على 8.59% وحزب «أق جول» (الطريق الساطع) الديمقراطي على 8.41% والحزب الاشتراكي الديمقراطي الشعبي على 5.2% وحزب الخضر «بياتاق» على 2.30%. بذلك، 6 من 7 أحزاب حصلت على المقاعد في مجلس النواب ببرلمان كازاخستان. الانتخابات الأخيرة هي علامة بارزة أخرى على تطور الديمقراطية الكازاخستانية، مع استمرار العالم في التغلب على التحديات الجيوسياسية والجغرافية الاقتصادية الحالية، فإن كازاخستان المستقرة والمزدهرة تخدم ليس فقط مصالح مواطنيها، ولكن أيضاً مصالح أبعد من منطقتها. إن إصلاحاتنا السياسية، المدعومة بانتخابات تنافسية، هي الأساس الذي سنضمن عليه استقرارنا ونواصل بناء مستقبلنا.
مشاركة :