وقالت الناطقة باسم القيادة المركزية لفارك (إي ام سي-فارك) أنخيلا إسكييردو "نعلن للعالم أجمع أن مندوبينا إلى طاولة الحوار مع الحكومة مستعدون للسادس عشر من أيار/مايو"، بعدما رفض هذا الفصيل توقيع اتفاق السلام مع الحكومة العام 2016. ويُقدّر عدد عناصر هذا الفصيل بحوالى ثلاثة آلاف وينشط في قسم كبير من مقاطعات البلاد الاثنين والثلاثين خصوصا في الأمازون على ساحل المحيط الهادئ وعند الحدود الفنزويلية. وأضافت الناطقة خلال هذا التجمع "الشعبي" غير المسبوق الذي أقيم في مناطق سيطرة هذه الميليشيا في منطقة سان فينسينتي ديل كاغوان في مقاطعة كاكيتا، أن إي ام سي-فارك "يأمل في أن يحصل تنظيم رسمي للمفاوضات". وحضر التجمع مبتسما، إيفان مورديسكو قائد هذا الفصيل الذي أعلنت الحكومة المحافظة السابقة مقتله، فضلا عن مسؤولين فيه، وقد ارتدى لباسا عسكريا. وشارك في التجمع آلاف الأشخاص غالبيتهم من المزارعين وأعضاء في جمعيات اجتماعية ومن أنصار التمرد. وقال "إيفان مورديسكو" بعد ذلك من على المنبر "نأتي بقناعة كاملة وأمل بأنه من نقطة الانطلاق هذه يمكننا أن نضع خارطة طريق تسمح لكولومبيا باستئصال جذور النزاع". وأضاف "طاولة الحوار ستدشن ثقافة سياسة جديدة سيكون الشعب الطرف الرئيسي فيها ويكون الفارك ضامنوها". في ظل قيادته، وحّد المنشقون الذين يعتبرون أنفسهم ورثة فارك الفعليين التي كانت أقوى ميليشيا ماركسية في أميركا اللاتينية لفترة طويلة، "جبهات" أخرى من المعارضة في الأشهر الأخيرة، في مناطق عدة في كولومبيا. وأكد "يجب الإصغاء إلى الشعب السيد وتلبية رغباته" مؤكدا أن حركته تدافع عن "المستضعفين" والعالم والبيئة وتواجه "المجزرة التي ترتكب في حق الطبيعة". طوال هذا التجمع، شدّد فصيله وممثلو منظمات مشاركة على ضرورة أن تحضر المفاوضات "مجتمعات" تعيش في مناطق يسيطر عليها المتمردون واشترطوا مشاركتها في وضع جدول أعمال المفاوضات. النروج و"العدالة الاجتماعية" ومع هذا التجمع الذي أتى على شكل التزام بالسلام، استجاب المنشقون عن فارك بذلك على اقتراح التفاوض للرئيس اليساري غوستافو بيترو الذي وصل إلى السلطة في صيف 2022 ويطمح إلى إقامة "سلام شامل "في البلاد بعد نزاع داخلي مستمر منذ أكثر من نصف قرن. وبمبادرة من الرئيس بيترو، تم التوصل إلى وقف متبادل لإطلاق النار مدة ستة أشهر مع الفصائل الرئيسية المنشقة عن فارك منذ الأول من كانون الثاني/يناير فضلا عن جماعات عسكرية أخرى. وفي حين انتهك كارتل المخدرات "كلان دل غولفو" هذا الاتفاق، لا يزال المنشقون عن فارك يحترمونه. واقترح إي ام سي-فارك أن يقام هذا الحوار في النروج. وأوضح أحد قادة الفصيل دانيلو الفيسو "يبقى ذلك اقتراحا" معتبرا أن "شروط الحوار متوافرة والوقت مؤات" له مع "حكومة بيترو الديموقراطية". وحضر وفد من المفوضية العليا للسلام الحكومية التجمع بتكتم. وأطلق "إيفان مورديسو" كذلك نداء إلى جيش التحرير الوطني المنخرط من جانبه بمفاوضات مع الحكومة والذي يتواجه بانتظام مع المنشقين بقوله "ندعو الرفاق في جيش التحرير الوطني إلى وضع حد للحرب بين منظمتينا التي لا تفيد إلا الطبقة النافذة في هذا البلد. من جانبنا، سنبذل قصارى جهدنا للسعي إلى تقارب". وكانت بعض الفصائل رفضت اتفاق سلام العام 2016 أدّى إلى حل ميليشيا "القوات المسلّحة الثورية الكولومبية" (فارك)، فيما عاد آخرون لاحقًا إلى حمل السلاح بعد فشلهم في الاندماج في الحياة المدنية.
مشاركة :