مكتبة دبا الحصن العامة .. منارة للتعليم والثقافة

  • 2/13/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تلعب المكتبات بشكل عام دوراً بارزاً في تنمية ثقافة الإنسان المحب للاطلاع، وتساعد الباحث عن العلم والمعرفة في الاستزادة مما تحتويه من مكنون في شتى أنواع الكتب والمراجع، وتعينه على انتقاء ما يرمي إليه من توسع في مجال بحثه، فضلاً عن إطلاعه على الجديد الذي تضخه المطابع من شتى بقاع الأرض، لتمول به رفوف المكتبات المنتشرة، سعياً منها في توسيع مدارك المطلعين وتبصيرهم بكل جديد وفريد. تمثل المكتبة جزءاً حيوياً من النظم التعليمية وأجهزة تخزين واسترجاع المعلومات في العالم، ومن هذا المنطلق أمر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بإنشاء مكتبة عامة في مدينة دبا الحصن، لتكون ثالث مكتبة عامة في المنطقة الشرقية لإمارة الشارقة، ولتكون منارة للتعليم والثقافة في هذه المدينة الفاضلة، والتي افتُتحت في 23 من إبريل/نيسان من العام 2003، والذي يصادف يوم الكتاب العالمي. موزة علي الطنيجي، أمينة مكتبة دبا الحصن العامة، تقول: تعد المكتبة منظومة ثقافية وواجهة حضارية تعكس مدى الاهتمام بالتعلم والمعرفة، وأهميته للفرد والمجتمع، من خلال ما توفره من مراجع وكتب قيمة، وكذلك معلومات ثقافية وخدمات متميزة أخرى، مشيرة إلى أن المكتبة تفتح أبوابها للجمهور يومياً عدا الجمعة من الساعة الثامنة صباحاً. وتضيف: تصنف المكتبة الكتب وفق أوعية المعلومات، وهي القواعد والإجراءات المتعارف عليها في العالم. وتوجد أنواع كثيرة من التصنيفات. ومن أكثرها شيوعاً وتستخدمه المكتبة العامة، هو تصنيف ديوي العشري، القائم على تحديد كل فروع المعرفة البشرية بتقسيمها إلى 10 أقسام هي: المعارف العامة، والفلسفة وعلم النفس، والديانات، والعلوم الاجتماعية، وقسم اللغات، والعلوم البحتة، والعلوم التطبيقية، والفنون، والآداب، والتاريخ والجغرافيا، إلى جانب قسم خاص بالكتب اللغة الإنجليزية، وآخر خاص يتحدث عن الدولة. كما توجد مكتبة الطفل التي تشمل على تصنيفات مختلفة، ومنها الكتب الدينية والعلمية والقصص الخيالية وكتب اللغة الإنجليزية وركن لهواة التلوين وآخر خاص لرياض الأطفال، إلى جانب ركن المجسمات والتراكيب الإدراكية التي تنمي القدرات العقلية والفكرية لدى الطفل، وأيضاً ركن خاص بالأفلام، ويشمل الأفلام الترفيهية والتعليمية والدينية والثقافية، المناسبة لعمرهم. وعن أهداف المكتبة، تؤكد الطنيجي أنها تسعى إلى تنمية مقتنياتها، والتزود بمجموعة منتقاة من أوعية المعلومات المختلفة، من خلال الخدمة المكتبية واقتناء وتهيئة وتنظيم المواد المختلفة، لتجد طريقها سهلاً إلى أيدي الجميع وعقولهم، إضافة إلى تقديم الخدمات المكتبية المختلفة لكل المترددين من دون استثناء، وتشجيع الجمهور على القراءة والاطلاع والاستفادة من المصادر المتنوعة بالمكتبة، ومساندة ودعم المكتبات الأخرى القريبة منها، خصوصاً المكتبات المدرسية، وتشجيع التعليم الذاتي للكبار والصغار، ومساعدة المؤسسات التعليمية على إكمال رسالتها، عبر اقتنائها عدداً من الكتب التي تتفق ومستويات الطلاب، ومراحلهم الدراسية والعمرية المختلفة، وتمكين الدارسين والباحثين من الحصول على الكتب والمراجع ذات الصلة بموضوعات دراستهم وبحوثهم. كما تهدف المكتبة إلى تقديم المعلومات العامة إلى الجمهور وتثقيفه بأنواع الثقافات المختلفة والخبرات المتنوعة وتمكين الجمهور من المتابعة المستمرة لتطورات المعرفة في المجالات المختلفة وإثارة رغبة القراءة والاطلاع لدى الفرد، وجمع المعلومات الصحيحة عن البيئة المحلية التي توضح تاريخها وجغرافيتها، وبذلك تكون المكتبة العامة مركزاً لدراسة البيئة المحلية وحفظ تراثها، بحسب الطنيجي. وتوضح أن مكتبة دبا الحصن توفر العديد من الخدمات، من أبرزها خدمات المطالعة الداخلية والتصوير والماسح الضوئي والإنترنت مجاناً، إلى جانب الأرشيف وخدمة الدوريات والوسائل السمعية والبصرية والفهرسة الآلية والخدمة المرجعية، كما تقوم المكتبة بعدة أنشطة تتنوع بين الداخلية والخارجية، وتقدم خدماتها من خلال الزيارات التي تقوم بها المدارس إلى المكتبة، فتقدم الأنشطة والفعاليات والبرامج القرائية التي تسهم في نشر الوعي العلمي والثقافي لدى الطلاب والطالبات وإقامة المحاضرات والندوات ، أما الأنشطة الخارجية فيقوم بعض أعضاء المكتبة بزيارة المدارس والمؤسسات لتعريفهم عن المكتبة وأنشطتها الشهرية، إلى جانب عمل بعض الورش القرائية ومشاركة المؤسسات المختلفة في الأنشطة الخاصة لهم والبرامج والفعاليات الوطنية. أثناء تجولنا في المكتبة، التقينا عدداً من زوارها، كانت من بينهم أم محمد التي تؤكد أنها تتردد بشكل مستمر على زيارة المكتبة. تقول: أحب القراءة والمطالعة، وآتي دائماً إلى هنا لأقرأ الكتب التي تعجبني. أغلب مطالعاتي في كتب الأدبية والثقافية والتاريخ، خصوصاً فيما يخص تاريخ الخليج العربي بشكل عام والدولة بشكل خاص. وتضيف أم محمد: ارتياد المكتبات من الأمور المهمة في هذا العصر، لأن العالم يتجه نحو البحث العلمي والتطور وبالتالي الأمة التي لم تتعود على القراءة، وتعود أطفالها عليها، فلن تواكب التطور العلمي ولن تكون قادرة على إنشاء جيل واعٍ ومثقف، مؤكدة أن مكتبة دبا الحصن العامة توفر تنوعاً ثرياً من أهم المراجع والكتب لجميع زوارها، فضلاً عن سبل الراحة من هدوء وتعاون الموظفين في المساعدة. أم ماجد، موظفة، تقول: أنا من المترددين دائماً على المكتبة، حيث أحضر أنا وأبنائي للقراءة والاستفادة من الخدمات التي تقدمها، أما بالنسبة لي فأني أتردد على قسم النساء للمطالعة وقراءة بعض كتب الآداب، والكتب الدينية والاجتماعية ومن محبي مطالعة الدوريات التي تهتم بمواضيع الأسرة. وتشير إلى أن المكتبة رائدة في تقديم خدمات القراءة والبحث وهي مؤسسة ثقافية ومصدر دائم لسد احتياجات ومتطلبات الجميع من معلومات متنوعة لملء أوقات الفراغ، وهي تعتبر مكتبة دبا الحصن العامة صرحاً ثقافياً يزود الجمهور بكل متطلبات البحث، كما أن الموظفات على درجة جيدة من التدريب على التعامل مع الزوار وتوفير المساعدة. ويقول الإماراتي علي عبد الله: تعمل المكتبة على توفير الكتب وجعلها في متناول الجميع وتعزيز ثقافة العطاء والتبادل المعرفي والتواصل المجتمعي، وفي العادة أزور المكتبة بشكل أسبوعي لقراءة واستعارة بعض الكتب الخاصة في العلوم الاجتماعية والسياسية. ويعرب راشد سليمان اليماحي، عن إعجابه الكبير بالمكتبة، ويعتبرها المكان المثالي للقراءة والبحث. يقول: أنا من سكان مدينة دبا الفجيرة، وعلمت منذ 4 سنوات من أحد أصدقائي بوجود هذه المكتبة، ومنذ تلك الفترة أستعير بعض الكتب، وأنهي قراءتها لأعيدها وأستعير غيرها، وأنا أقضي أوقات طويلة في داخل المكتبة لقراءة العديد من الكتب في الآداب والعلوم الإنسانية. الطالبة شمسة محمد الظنحاني من المترددين على المكتبة، تقول: أقرأ بعض القصص الجميلة وأستخدم الإنترنت مجاناً للبحث عن المعلومات التي تخص دروسي وأطبع بعض الموضوعات التي تفيدني في دراستي، وتوفر موظفات المكتبة الهدوء والمكان المناسب للقراءة والبحث، يساعدن الجميع على إيجاد الكتب المطلوبة، وتصوير ما أحتاج إليها. أما الطالب عبدالله الشحي، يقول: في مكتبة دبا الحصن أجد فيها كل ما أحتاج إليه من كتب ومراجع الذي يخص بحثي، وكذلك أستخدم الإنترنت لإكمال المعلومات الناقصة في كتابة البحوث وأجد كل التعاون من قبل الموظفين لتوفير كل ما أحتاج إليه من مصادر ومراجع في كتابة بحثي. وأشكر كل القائمين على إقامة المكتبة التي تخدم جميع فئات المجتمع. -تزور الخليج أسبوعيا واحدة من المكتبات الوطنية المنتشرة في ربوع الدولة، لتتجول فيها وتتعرف عن الكنوز التي تضمها والخدمات التي توفرها، من إنترنت وكتب مسموعة ومتعددة الوسائط ووثائق، وتلتقي روادها والقائمين عليها بهدف نقل القارئ إلى عالم غني بالمعرفة والخيال، ولتتيح له كماً هائلاً من المعرفة والفكر. وذلك تماشياً مع عام القراءة.

مشاركة :