'الدعم السريع' تسيطر على مواقع إستراتيجية وتدعو البرهان للاستسلام

  • 4/16/2023
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة/الخرطوم - دعا موسى خدام مستشار نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي اليوم الأحد قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبدالفتاح البرهان للاستسلام، مؤكدا في تصريحات لقناة 'الجزيرة' القطرية أن قوات الدعم تسيطر حاليا على وزارة الدفاع ومحيط القيادة العامة والقصر الجمهوري والمطار وعددا من المواقع الإستراتيجية. وعن مكان البرهان، قال خدام إن "مكانه غير معلوم ونطلب منه تسليم نفسه"، مضيفا أن "القادة الذين كانوا معه محاصرين داخل القيادة العامة". وقال مستشار الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) "بالتفصيل.. قوات الدعم السريع مسيطرة على قيادة القوات البرية والبحرية ومحيط القيادة"، مضيفا أن الفريق حميدتي موجود الآن ويدير العمليات وسط قواته في أرض الميدان. ودعا "المواطنين للتحلي بالصبر والتزام أماكنهم"، موضحا أن "بعض المتفلتين يحملون السلاح ويستغلون هذه الظروف". وجدد تأكيده على أن قوات الدعم السريع لا ترفض الحوار، مذكرا بأن حميدتي وقبل الحرب، دعا إلى تسليم السلطة للمدنيين والمضي قدما في الاتفاق الاطاري، لكن قيادة الجيش تعنت وتمسكت بموقفها. وقال "نحن لا نرفض الجلوس مع البرهان والجيش إذا كان مبدأ الجلوس هو تسليم السلطة للمدنيين". ونفى موسى خدام صحة ما أورده الجيش السوداني عن سيطرته على قاعدة مروي الجوية، بينما أظهرت مقاطع فيديو نشرتها 'الدعم السريع' على صفحتها بفيسبوك انتشار قواتها في القاعدة، فيما أظهرت أخرى استسلام عدد من قادة وحدات بالجيش. وأظهرت مقاطع فيديو سيطرة وحدات من قوات الدعم على عدة مواقع وإسقاط مروحيتين تابعتين للجيش السوداني. وكان الأخير قد شن ضربات جوية على مواقع لـ"الدعم السريع" في خطوة تهدد بسقوط المزيد من القتلى المدنيين. وقال خدام أيضا، إن القوات المصرية التي تم القبض على عناصرها تحت أيدينا، معربا عن استعداد قوات الدعم السريع لتسليمهم للجيش المصري. وقبل يوم من اندلاع المواجهات بعد مهاجمة وحدات من الجيش لمقار ومواقع لقوات الدعم السريع في الخرطوم، كانت مصادر قد نقلت عن حميدتي استعداده للحوار مع البرهان وتأكيده على الحوار والالتزام بعدم التصعيد، لكن الخطوات العسكرية التي أقدم عليها قائد الجيش فجرت الموقف وقوضت جهود التهدئة وحل الخلافات سلميا. وأعلنت قوات الدعم السريع بقيادة دقلو (حميدتي) اليوم الأحد إحكام سيطرتها على عدة مدن ومواقع عسكرية بعد اشتباكات دامية مع قوات الجيش السوداني، مؤكدة في تدوينات متتالية على صفحتها الرسمية بفيسبوك السيطرة على القصر الجمهوري في الخرطوم. وقالت في تدوينة لاحقة "شعبنا الحر المناضل.. ترقبوا أخبار سعيدة قريبا...". وأكدت بسط سيطرتها بعد معارك ضارية على رئاسة الفرقة 16 مشاة بنيالا، كما وضعت يدها على سلاح المهندسين بأم درمان وأفادت باستسلام مدير دائرة القضاء العسكري ومدير معهد الاستخبارات العسكرية وتمكنت من إسقاط مروحية تابعة للجيش قرب جسر كوبر وطائرة حربية (أباتشي) في الخرطوم بحري "العزبة" وبثت على صفحتها فيديوهات تظهر استلام قاعدة عسكرية بكامل عتادها الحربي. وتواصلت الاشتباكات لليوم الثاني على التوالي في 9 ولايات، مع توقعات باستمرار القتال لعدة أيام في ظل تضارب بشأن السيطرة على الأرض. ودوت أصوات مدافع في أكثر من منطقة وسط الخرطوم، حيث يوجد مقر القيادة العامة للجيش وعدد من المواقع الإستراتيجية. ونفت قوات الدعم السريع ما أشيع حول مقتل قائديها بشمال وغرب دارفور، مؤكدة أنهما "في أتم الصحة والجاهزية ويشرفان بنفسيهما على معركة العزة والكرامة بالفاشر والجنينة"، لافتة إلى أن موقعها الإلكتروني وصفحاتها على منصات التواصل الاجتماعي هي المصادر الوحيدة لاستقاء الأخبار.  وقال شهود عيان مساء الأحد إن الجيش شن ضربات جوية على ثكنات وقواعد تابعة لقوات الدعم السريع، بعضها في مدينة أم درمان وتمكن من تدمير معظم منشآتها، مضيفين أنه استعاد السيطرة على جزء كبير من القصر الرئاسي بالخرطوم من قوات الدعم السريع بعد أن أعلن كل جانب السيطرة عليه إلى جانب منشآت مهمة أخرى في المدينة التي ما زالت تشهد اشتباكات بالمدفعية الثقيلة والأسلحة النارية. لكن قوات الدعم السريع نفت بالأدلة سيطرة الجيش على المواقع المذكورة وأظهرت فيديوهات صحة ما ذكرته عن إحكام سيطرتها على مواقع بينها القصر الجمهوري في العاصمة. وتتضارب الأنباء بشأن نتائج الاشتباكات الدائرة داخل المدن وفي مناطق طرفية، حيث تتواجد معسكرات القوات وقواعدها، إذ ينشر الجيش والدعم السريع بيانات متواصلة عن انتصارات تتناقض مع بيانات الطرف الآخر. وحتى الآن، شملت الاشتباكات 10 مدن في 9 ولايات، مما يعني أنها قابلة للتمدد والاستمرار لأيام. وأعلن الجيش السوداني أن قواته سيطرت على جميع مقار "الدعم السريع" في مدينة أم درمان غربي الخرطوم، بالإضافة إلى قواعد ومقار في مدن بورتسودان وكسلا (شرق) والدمازين (جنوب شرق) وكوستي وكادوقلي (جنوب) وأعلنت قوات الدعم السريع في بيان صباحا أنها سيطرت على برج القوات البحرية في القيادة العامة للجيش ونفت صحة بيانات قيادة الجيش. وأضافت أن قواتها في بورتسودان (شرق) تعرضت لهجوم من طيران أجنبي (لم تسمه) وحذرت من التدخل الأجنبي وأهابت بالرأي العام الإقليمي والدولي "وقف هذا العدوان". وقال مراسلون لرويترز في الخرطوم ودول أخرى إن بث التلفزيون السوداني الرسمي انقطع بعد ظهر اليوم الأحد، لكن لم يتضح حتى الآن السبب وراء ذلك، إلا أن مصادر رجحت أن تكون قوات الدعم السريع قد سيطرت على مقره. وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية (غير حكومية) في بيان، أن الاشتباكات أودت بحياة 56 مدنيا وأصابت 595، بينهم عسكريون ومنهم عشرات الحالات الحرجة وأفادت بوجود حالات وفاة وإصابة بين المدنيين تعذر نقلها إلى مستشفيات ومرافق صحية جراء صعوبة الحركة واعتراض القوات النظامية لعربات الإسعاف والمسعفين. ولم يغادر السكان منازلهم في مناطق الاشتباكات، مع مخاوف من تدهور الأوضاع الإنسانية إذا استمر القتال في إحدى أفقر دول العالم. ومحذرةً من نسف العملية السياسية في البلاد، اعتبرت قوى الحرية والتغيير، المجلس المركزي أن القتال الراهن من صنع أنصار نظام الرئيس المعزول عمر البشير (1989-2019). وفي أول تعليق للائتلاف الحاكم سابقا وأبرز القوى المدنية الموقعة على "الاتفاق الإطاري"، قالت الحرية والتغيير في بيان إن "مخططات عناصر النظام البائد تكشفت وبوضوح عقب إشعال فتيل المعركة، ليتضح أنهم هم الجهة التي قامت بالتعبئة لهذه الحرب، وهم الذين يرجون حصاد نتائجها". ودعت الشعب السوداني إلى مواجهة "فلول النظام السابقين الذين يحاولون تمرير أجندتهم بتأجيج الكراهية والحرب وقطع الطريق أمام مسار الانتقال الديمقراطي"، وفقا للبيان. الخرطوم - تعددت اليوم الأحد دعوات الوساطة لاحتواء الأزمة بين قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم "حميدتي"، إذ أجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان اتصالين هاتفيين مع طرفي النزاع داعيا إلى إنهاء التصعيد العسكري بين الجانبين وأكد على دعوة السعودية إلى الهدوء، كما دعا رئيسا مصر عبدالفتاح السيسي وجنوب السودان سلفاكير ميارديت خلال اتصال هاتفي إلى وقف فوري للقتال، معربين عن استعدادهما للعب دور وساطة. ودعت الولايات المتحدة والصين وروسيا ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي إلى إنهاء فوري للأعمال القتالية التي تهدد بتفاقم حالة عدم الاستقرار في منطقة تشهد توترا بالفعل. وكثفت دول مجاورة ومنظمات إقليمية جهودها لإنهاء العنف.  بدوره أعلن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد أنه سيتوجه "فورا" إلى السودان "للتحدث مع الطرفين بشأن وقف إطلاق النار" وذلك فيما يشهد البلد يوما ثانيا من الاشتباكات العنيفة، معربا عن "قلقه العميق" إزاء الوضع، داعيا قوات الجيش والدعم السريع إلى "حماية المدنيين"، وفق بيان صدر عقب اجتماع طارئ لمجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد بعد ظهر اليوم الأحد. وقال المجلس المسؤول عن قضايا النزاع والأمن في الاتحاد إنه "طلب من رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي مواصلة بذل مساعيه الحميدة للتحدث مع طرفي النزاع من أجل تسهيل الحوار والحل السلمي للنزاع في السودان ويرحب بالتزامه بزيارة السودان فورا لحثّ الطرفين على وقف إطلاق النار". ودعا في بيان عقب اجتماع طارئ في أديس أبابا، طرفي القتال إلى الوقف الفوري لإطلاق النار دون شروط وتبني حل سلمي وحوار شامل على وجه السرعة لحل خلافاتهما. وشدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود خلال اتصال هاتفي بادر به اليوم الأحد مع كلا من رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق الأول الركن عبدالفتاح البرهان ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو على أهمية العودة إلى الاتفاق الإطاري الذي يضمن تحقيق الأمن والاستقرار للسودان . وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن "الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية أجرى صباح اليوم الأحد اتصالين هاتفيين مع كل من البرهان ودقلو بحث خلالهما الأوضاع الراهنة في السودان حيث أكد وزير الخارجية على دعوة المملكة للتهدئة وتغليب المصلحة الوطنية ووقف كافة أشكال التصعيد العسكري بما يحافظ على مقدرات ومكتسبات السودان وشعبه". وحذرت وزارة الخارجية السعودية أمس السبت مواطنيها المتواجدين في السودان ودعتهم إلى أخذ الحيطة والحذر والتواصل معها ومع السفارة خاصة بعد اندلاع الاشتباكات في الخرطوم بين قوات من الجيش وعناصر من قوات الدعم السريع. ودعت الرياض جميع القيادات السياسية في السودان إلى تغليب لغة الحوار وضبط النفس والحكمة عقب اندلاع الاشتباكات في الخرطوم. أما في اجتماع الجامعة العربية، الذي عُقد بطلب من القاهرة والرياض وهما حليفان رئيسيان، فأكد القائم بأعمال سفارة السودان لدى مصر الصادق عمر عبدالله أن "ما يحدث في السودان شأن داخلي غير ان جهود الدول العربية الشقيقة مطلوبة للمساعدة في تهدئة الأحوال بالبلاد"، مضيفا "نطلب من هذا الاجتماع التأكيد على هذا الأمر والتوصية بترك الأمر للسودانيين لإنجاز التسوية فيما بينهم بعيدا عن التدخلات الدولية".  ودعا مجلس جامعة الدول العربية في بيان ختامي لاجتماع طارئ على مستوى المندوبين الدائمين، في القاهرة، عقد بناء على دعوة مصر والسعودية، إلى "الوقف الفوري لكافة الاشتباكات المسلحة بالسودان والعودة السريعة إلى المسار السلمي لحل الأزمة". وأكد "استعداد الجامعة لبذل كافة المساعي لمعاونة السودان على إنهاء الأزمة بشكل قابل للاستدامة وبما يتسق مع مصلحة الشعب السوداني"، دعيا أيضا "السفراء العرب في الخرطوم إلى التحرك للمساهمة في استعادة استقرار الأوضاع بالبلاد عبر الاتصال بكل الأطراف". وأدانت الأمم المتحدة مقتل ثلاثة من موظفي برنامج الأغذية العالمي خلال اشتباكات في السودان السبت وأوضحت أنهم لقوا حتفهم أثناء قيامهم بواجباتهم. وأعلن فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية بالسودان (يونيتامس) اليوم الأحد في بيان أن الثلاثة لقوا حتفهم في اشتباكات اندلعت في كبكابية بشمال دارفور. وقال بيرتس وهو أيضا الممثل الخاص للأمين العام للسودان في البيان "أشعر بالانزعاج الشديد من التقارير التي تفيد بأن مقذوفات أصابت منشآت الأمم المتحدة ومباني إنسانية أخرى بالإضافة إلى تقارير عن نهب مباني الأمم المتحدة وغيرها من المباني الإنسانية في عدة مواقع في دارفور".

مشاركة :