طرابلس تعود بالليبيين إلى أجواء الزمن الجميل

  • 4/17/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

طرابلس - يستمتع الليبيون بمجموعة متنوعة من الفعاليات في ليالي رمضان بمدينة طرابلس القديمة طوال شهر الصوم، حيث أعد المسؤولون موسما ثقافيا رمضانيا دسما يتضمن العديد من الأنشطة كالمسرح الترفيهي للأطفال ومشاهد تمثيلية راجلة والحكواتي والمعارض وغيرها. وتزينت شوارع المدينة القديمة وانتشرت عربات بيع الشاي والحلويات وأصبح الناس يأتون بأعداد غفيرة كل يوم بعد صلاة التراويح للاستمتاع بهده الأجواء مع أهلهم وأصدقائهم. وتمتلئ المدينة بالعائلات التي تشتري حلوى القطن، فيما يتجاذب الشباب أطراف الحديث على مقاعد المقاهي، بينما يلتقط آخرون صور سيلفي أمام زينة رمضان. وللسنة الثانية على التوالي، تولت البلدية تزيين الساحات والأزقة الرئيسية بالأضواء والفوانيس التقليدية ووضعت هياكل كبيرة على شكل هلال. وبتقديم شخصيات تاريخية ومصنوعات يدوية ليبية، اعتبر البعض أن هذه الأنشطة فرصة للأطفال للتعرف على تراث بلادهم. قال أنور التير وهو فنان وممثل ليبي "البرامج الآن تعود بالناس إلى الزمن الجميل، حيث تستعيد ذاكرتهم كيف كانت أجواء المدينة القديمة وطبيعة الحياة فيها". وأضاف "مشاهد مختلفة تعترضك اليوم، فقد تشاهد الجيش الانكشاري وهو يمشي أمامك، ثم ترى المجاهدين وهم يتجولون في شوارع المدينة القديمة بزيهم"، متابعا "بإمكانك أن تمر بالعديد من الحقب والشخصيات والأزياء التاريخية التي تظهر من الشرفات وتعرف بنفسها". وشدد على أن "هذه الأجواء عادت بالليبيين إلى تاريخهم وأرشفته بشكل جميل جدا ومدروس"، معربا عن شكره لكل القائمين على هذا البرنامج. ويرى الليبي محمد المصراتي الذي جاء لمشاهدة ليالي رمضان مع أطفاله أن هناك فرقا بين أجواء هذه السنة والسنة التي سبقتها، معتبرا أن ليالي المدينة الرمضانية صارت ساحرة وجميلة. ويحاول القائمون على البرنامج الإجابة عن كل تساؤلات الأطفال الذين يعبرون عن إعجابهم بالأجواء من خلال السؤال عن كل التفاصيل المحيطة بهم، وفقا لمحمد المصراتي، مضيفا "نحاول أن نقدم لهم صورة لطرابلس، فنحن بحاجة لتعريفهم ببلدهم بشكل جيد". ووصف الليبي مبروك الأجواء بأنها جميلة جدا، متمنيا أن تشهد البلاد استقرارا وأن تتواصل مثل هذه الأجواء في تطوير أنشطتها وفعالياتها عاما بعد آخر، لبعث الحياة مجددا في مدينة طرابلس القديمة التي تخضع لعملية تجديد بعد تعرضها للإهمال طوال 40 عاما. وأصبحت مدينة طرابلس مقصدا للزوار الراغبين في الترويح عن أنفسهم تحت قبة لياليها متجاهلين الصراعات السياسية التي حرمتهم من هذه الأجواء لسنوات طويلة. وفي طرابلس التي استؤنفت الحياة فيها وامتلأت مقاهيها، يجتمع الليبيون حول طاولات بار على شرفات المقاهي أو على امتداد الرصيف، يرتشفون القهوة، ويتبادلون أحاديث عن يومياتهم أو تعليقات على الفوضى السياسية. وليبيا كباقي البلدان الإسلامية تعرف بحلول شهر رمضان مجموعة من التغييرات على مستوى التعامل والعادات والتقاليد، إذ تفوح من كل مكان الأجواء الرمضانية من خلال روائح ونكهات الأطباق المختلفة التي تتيح الفرصة لاجتماع أفراد الأسرة.

مشاركة :