بقيادة شريحة من الأسهم القيادية عادت البورصة إلى أيام «الزمن الجميل». زمن «الفورة» والنشاط واقتناء الفرص المتاحة بفعل عمليات الشراء التي قادتها المحافظ والصناديق ذات النفس الطويل على السلع التشغيلة الثقيلة لتتداول عند مستويات لم تشهدها منذ سنوات طويلة. وكان لتأثير الأسهم القيادية التشغيلية تأثير وانعكاس واضحين على مسار السوق واستقرار الأداء الشرائي خلال الكثير من الجلسات، حيث استحوذت تلك السلع على الجانب الأكبر من السيولة المتداولة. ولعل ما حققه سهم «أجيليتي» من قفزة سعرية بنحو 62.9 في المئة منذ بداية العام لخير دليل على أن التوجه الحالي للمحافظ والصناديق يتركز على «التشغيلية» التي تمثل الملاذ الآمن لأصحاب النفس الطويل. وأقفل سهم «أجيليتي» أمس عند مستوى 918 فلساً، وهو مستوى لم يبلغه منذ 18 نوفمبر 2009 أي قبل 8 سنوات، ثم اقترب من المستوى ذاته بتاريخ 18 سبتمبر 2014. وكان لسهم «بيت التمويل الكويتي» نصيباً وافراً من المكاسب بلغت منذ بداية العام 31 في المئة، ليقفل عند مستويات لم يشهدها هو الآخر منذ 29 يونيو 2015. من ناحيته، تحرك سهم البنك الوطني بوتيرة جيدة، حيث حقق منذ بداية العام مكاسب بلغت 25.2 في المئة، ليتداول عند مستويات مطلع يناير 2016 أي قبل 22 شهراً تقريباً، فيما لوحظ استقرار أداء سهم «زين» الذي أقفل عند حدود تداول عليها مطلع العام الحالي محققاً مكاسب تصل الى 22.2 في المئة منذ بداية تعاملات 2017. واستحوذت تلك الأسهم على حصة الأسهم من الأموال المتداولة خلال الأسابيع الاخيرة، إذ ارتكزت تحركات المتعاملين عليها في معظم الأوقات، في الوقت الذي حقق فيه مؤشر «كويت 15» نقطة التعادل وتداول فوق مستويات التأسيس البالغة ألف نقطة ليقفل مع نهاية تعاملات أمس عند 1023 نقطة. وحقق (كويت 15) مكاسب تصل إلى 15.6 في المئة منذ بداية العام ليتداول أمس عند مستويات لم يشهدها منذ 27 يوليو 2015 أي قبل ما يزيد على العامين. وقفزت المكاسب السوقية التي حققتها البورصة منذ بداية العام الحالي وحتى إقفالات أمس إلى نحو 4.5 مليار دينار تجاوزت من خلالها القيمة الإجمالية لأسهم الشركات المُدرجة مستوى الـ 30.04 مليار دينار. وعلى السيولة المتداولة فقد بلغت مع نهاية جلسة أمس 26.3 مليون دينار، وهو ما لم يتحقق منذ نحو 94 جلسة تداول، وتحديداً 20 أبريل الماضي، فيما لوحظ أن غالبية تلك السيولة توجهت للسلع الثقيلة، من بنوك وشركات استثمارية وخدمية واستهلاكية. ويرى مديرو الاستثمار أن هذه الحركة النشطة على تلك الشريحة من الأسهم تعود إلى حزمة من المعطيات والمحفزات الإيجابية منها توقع ترقية سوق الكويت وانضمام لمؤشر (فوتسي) للأسواق الناشئة ما يعني أنها الأقرب للدخول في مقدمة اهتمامات المتعاملين الافراد والمحافظ المالية وستكون على ذات المنهجية حتى نهاية hg[hvd> وكان واضحاً من مجريات جلسة بداية الاسبوع استحواذ قطاع البنوك على نسبة كبيرة من السيولة جراء التداولات على كثير من هذه الأسهم لاسيما سهمي (بيت التمويل الكويتي) وبنك الكويت الوطني ما ساهم في انعاش بعض أسهم الشركات ذات الصلة بهذه القطاع الحيوي. ومن ضمن الشركات التي كانت في محصلة المكاسب جراء هذا المنوال الإيجابي بفضل دخول بعض السيولة المحلية والأجنبية في شركات تشغيلية كثيرة ومنها شركتا «أجيليتي» و«الامتياز» حيث كانتا في دائرة الاهتمامات علاوة على شركات أخرى في قطاعات الخدمات والاتصالات والعقارات. وعلى الرغم من الارتفاع الذي طاول هذه النوعية من الشركات فقد كانت أخرى دون 100 فلس لها نصيب أيضا في ذلك الانتعاش حيث كانت ضمن الشركات الأكثر ارتفاعا خلال ساعات الجلسة جراء زيادة أوامر الشراء منذ البداية لتتصاعد تدريجيا حتى قرع جرس الإقفال. واستهدفت الضغوطات البيعية وعمليات جني الأرباح أسهم العديد من الشركات في مقدمتها «أولى تكافل» و«أغذية» و«ايفكت» و«منشآت» و«الإثمار» في حين شهدت الجلسة ارتفاع أسهم 58 شركة وانخفاض أسهم 49 شركة من إجمالي 123 شركة تم التداول عليها. واستحوذت حركة مكونات مؤشر أسهم (كويت 15) على 25.1 مليون سهم تمت عبر 1441 صفقة نقدية بقيمة نحو 13.3 مليون دينارأي 50 في المئة من السيولة المتداولة. وأنهى المؤشر السعري تعاملاته مرتفعا 28.9 نقطة ليبلغ مستوى 6926 نقطة، محققا قيمة نقدية بلغت نحو 26.3 مليون دينار من خلال 120 مليون سهم تمت عبر 4410 صفقات نقدية.
مشاركة :