إداريو الأندية هواة في زمن الاحتراف

  • 4/22/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يعتبر العمل الإداري في الأندية من المهام الصعبة، التي تتطلب جهداً كبيراً ومتابعة مستمرة، وعلى قدر عزم الإدارات تأتي النتائج، سواء كانت إيجابية أم سلبية، ويرى الكثيرون أن القرار الإداري أهم من الفني، لأنه يحدد مصير الأندية، ويفتح أمامها الطريق لبلوغ منصات التتويج، وتحقيق النجاح أو يكون سبباً في إخفاقها، ويرسم حاضرها ومستقبلها، حسب القرارات والخطة الإدارية الموضوعة. المؤكد أن إدارات أندية المحترفين بمختلف مسمياتها: مجلس الإدارة، شركة كرة القدم، شركة الألعاب، الاستثمار وغيرها، تبذل جهدها من أجل اتخاذ أفضل القرارات، التي تصب في مختلف القطاعات وتطويرها، بما تمتلكه من صلاحيات ومسؤولية رياضية ومجتمعية، لكنها تتأرجح بين الصواب والخطأ. كما أن محصلة رياضة الإمارات تحديداً كرة القدم لا تتناسب مع اسم الدولة والبنية التحتية والصرف المالي، الذي يتوفر لها الشيء الذي يطرح سؤالاً مهماً: هل إداريو الأندية يتعاملون باحترافية، أم أنهم هواة في زمن الاحتراف؟ وهل هذه الإدارات واكبت الاحتراف وتطورت؟ هذه الأسئلة كانت محور تحقيق أجرته «البيان» عن الوضع الإداري في الأندية، والذي كانت محصلته، أن الأندية تدار بطريقة الهواة في زمن الاحتراف. نتائج وأكد عيسى الذباحي رئيس مجلس إدارة اتحاد كلباء السابق، أن الاحترافية غائبة في العمل الرياضي بالدولة، موضحاً أن ذلك يظهر بشكل واضح في اختيارات اللاعبين والأجانب وتؤكده نتائج منتخباتنا وأنديتنا في المنافسات الخارجية، رغم الإمكانات المتوفرة من قبل الدولة. وأضاف: حتى يكون هنالك احتراف إداري لا بد أولاً أن يكون اختيار مجالس الإدارات قائماً على الكفاءة، فعندما تكون هنالك كفاءات تعمل بنهج احترافي سنشاهد نتائج مميزة في المسابقات الخارجية. وتابع: إدارات الأندية لا تشكل حضوراً مستمراً والبعض منها يتابع ناديه من خارج الدولة بعض الأوقات، وأرى أن عمل معظم الإدارات دون المستوى . ولا يحقق الطموح لأنه يفتقر للاحترافية، وأتمنى من المجالس الرياضية أن تختار كفاءات إدارية، لديها القدرة على التطوير والمتابعة والتواجد المستمر مع اللاعبين في مختلف الأنشطة ومتابعة المشاكل عن قرب والعمل على حلها، وأن يكون هنالك تطور في المفهوم الإداري واحترافية حقيقية لأن الهدف دائماً مصلحة رياضة الإمارات. أزمة قديمة وأكد خليفة باروت مشرف فريق الإمارات السابق، أن عدم احترافية إدارات الأندية أزمة قديمة، وتسببت في عدم تطبيق الاحتراف بمفهومه الصحيح. مبيناً أنه قبل 10 سنوات، رد على سؤال عن الاحتراف بإجابة محددة وهي «لن نصل إلى الاحتراف إلا شكلياً». وأضاف: نحتاج إلى تغيير المفاهيم وإلى اختيار إدارات متفرغة بمواصفات خاصة، لديها القدرة على المتابعة ووضع الخطط وتنفيذها لكن هذه أشياء لا تحدث في أنديتنا. وأضاف: نسمع عن وجود منظومة كروية وعن أكاديميات ووجود خبراء في مختلف الأندية، ولكن لا يوجد عمل احترافي، الخبير الذي تتعاقد معه بمبلغ ضخم لا يلتزم حتى بمواعيد عمله، إضافة إلى الكثير من القصور في الأداء مع وجود استثناءات بالتأكيد في بعض الأندية المجتهدة. وعاد باروت وقال الاحتراف الإداري موجود اسماً وصرفاً للمبالغ المالية، مبيناً أنه مع الصرف المالي وليس ضده ولكن بشرط أن تصاحبه عقلانية وعمل من أجل تطور رياضة الإمارات وحتى تصل إلى المستوى المطلوب. وأكد باروت أن الانتقال للعمل الاحترافي يتطلب أولاً اختيار كفاءات رياضية والعمل بخطة واضحة مع معاقبة كل من يرتكب خطأ سواء في الصفقات أو القرارات أو يقصر في عمله. عقلية هواة قال نجم درويش المحلل الفني والناقد الرياضي، أن كل فرد في الوسط الرياضي يدرك جيداً أن عقلية الهواة هي التي تدير الأندية، وأن الاحتراف عبارة عن عقود فقط بين النادي واللاعب، وأن ذلك يعتبر الفارق الوحيد بين زمن الهواية والاحتراف. وقال: في السابق اللاعب لم يكن لديه عقد ملزم لكنه كان لديه انتماء ويتم التعامل معه على أنه ابن النادي، أما الآن فإن العقد الاحترافي يربط اللاعب بالنادي وبالتالي هذا الفارق الوحيد، أما من ناحية سلوك وتطور ومواكبة للاحتراف العالمي كما يجب أن يكون ليس له وجود. وأشار نجم درويش، إلى أهمية مشاركة الإداريين في دورات تأهيل، موضحاً أن هناك دورات يخضع لها المختصون في الاقتصاد والسياسة وأيضاً يخضع المدربون لدورات، مؤكداً أن الإداري أيضاً باعتباره مسؤولاً عن تطوير الشأن الرياضي لا بد أن يكون مؤهلاً. وأضاف: العمل الإداري ليس سهلاً إلا بطريقته التقليدية أما العمل الاحترافي فإنه صعب ويتطلب جهداً كبيراً وتفرغاً شبه كامل لتسيير العمل في مختلف المؤسسات الرياضية والأندية، وكما يذهب الموظف صباحاً إلى عمله فإن الإداري يجب أن يذهب إلى ناديه أو المؤسسة التي ينتمي إليها للعمل أيضاً، وبالتالي فإنه في حاجة إلى التطور ومواكبة علم فن الإدارة. دور مؤثر وبين عمار الدوخي الناقد الرياضي، أن دور إدارات الأندية كبير ومؤثر جداً، لأنها المسؤولة عن التعاقدات وتهيئة الأجواء لكل الفرق الرياضية في الأنشطة المختلفة. وتوفير الاحتياجات ومتابعة اللوائح والقوانين والكثير من العمل الذي تقوم به، وقال: بصراحة العمل الإداري في أنديتنا تقليدي ولا علاقة له بالاحتراف، لأننا إذا قارنا طريقة العمل الآن وسابقاً، أي قبل الاحتراف، لن يكون هنالك فارق وربما سابقاً كان أفضل. وأرجع الدوخي سبب عدم تطوير العمل الإداري إلى غياب التأهيل الخارجي، وقال: في رأيي أن اللاعب فقط هو الذي استفاد من تطبيق نظام الاحتراف لأنه أصبح يتحصل على عائد مادي كبير وعلى الرغم من ذلك مازال هنالك لاعبون محترفون مرتبطون بوظائف مع أن كرة القدم هي وظيفة اللاعب المحترف. وأكد الدوخي أن رياضة الإمارات في حاجة إلى بلوغ الاحترافية والذي يبدأ بإدارات الأندية التي يجب أن تتفرغ وأن يكون لها عائد مادي عن العمل الذي تقوم به، ومشاركتها في دورات تأهيلية، حتى يصبح الاحتراف عندنا ثقافة وسلوك. وأضاف: إذا أردنا تحقيق النجاح علينا إعادة النظر في نظامنا الاحترافي بالكامل، وأن نبدأ بالإدارات، مع التأكيد بأن هنالك كوادر إدارية في بعض الأندية لديها قدرات عالية لكن الغالبية بعيدة كل البعد عن الاحتراف الذي نتحدث عنه. تابعوا البيان الرياضي عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :