مراعاة كبار السن في المساجد

  • 4/22/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

من فضل الله أن مساجدنا تحظى بعناية فائقة، منها ما نجده من وفرة في المصاحف والمفروشات والمكيفات والأنوار، وإذا دخلت المسجد ليس بأيام الصيف بل في هذا الشهر الكريم الذي فيه تتجلى رحمات رب العالمين إلا وتجدها مملوءة من المصلين من كبار السن ومن الرجال الأقوياء الأشداء والشباب، ولكن للأسف هناك بعض التصرفات من الشباب مزعجة لكبار السن، فأنت إذا أدرت عينيك على الحاضرين لانتظار الصلاة ويليها التراويح تجد كبار السن إما في أطراف الصفوف أو في زواياه التي لا يصلها التبريد بالشكل الجيد، ولو سألت أحدهم لم ابتعدت عن المكان المفضل كالروضة أو أول الصفوف الجواب أنهكنا البرد وكأننا في أيام مربعانية الشتاء، وإذا تكلمنا نجد أصواتا عالية وعيونا محدقة وقلوبا قاسية من عدد من المصلين وكأن واحدهم يريد أن يصفعك لعلو صوته لا يهمه سوى التمتع بالتبريد الزائد وعلى حساب هؤلاء المسنين الذين يمنعهم الحياء من النقاش الطويل والمطالبة بحقوقهم في المساجد، والأدهى من هذا إذا كان التبريد وحدات فالأقوياء يوجهونها تجاههم وكأنها أعدت لهم فقط فكيف ستكون حال المسن الذي لا يحتمل البرودة الشديدة إذا كان قدره أن يصطف جوار هذا الرجل القوي، والأمر الثاني تجد البعض من الرجال المعنيين يتسابقون على المتكآت التي هي بالأصل وضعت للمسنين ليجلسوا عليها لعدم تمكنهم من السجود أو ليتكئوا أو يسندوا عليها ظهورهم، ولم يكتفوا بهذا، بل إن البعض من هؤلاء يشغلون ما وجد من الكراسي عن المسنين الذين لا يجدون لهم مكانا على المتكآت الثابتة أليس هذا عقوق وهضم لحقوق المسنين؟ هذا مع العلم بأنه قد صدر نظام يوضح ويحث على حقوق هؤلاء المسنين ضعفاء الاجسام فأين أولئك من قول الله: (والذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)، وجاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (هل تُنصَرون وترزقون إلا بضعفائكم) وقوله صلى الله عليه وسلم: (أبغوني ضعفاءَكم؛ فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم) أي اطْلُبُوا رِضَايَ فِي ضُعَفَائِكُمْ، وتقرّبوا إِلَيَّ بالتقرب إليهم وتفقد أحوالهم وحفظ حقوقهم والإحسان إليهم قولاً وفعلاً ألا يعلم هؤلاء الأقوياء الأصحاء أن مصيرهم ينتظرهم إن عاشوا بأن يصطفوا بجوار أولئك المسنين أو أن يحلوا مكانهم. وهنا أسوق هذه الملاحظة لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ليتخذوا ما هو مناسب لراحة هؤلاء المسنين في مساجدنا فعلى الأقل تكون درجة التبريد بقدر ما يتحمله المسنون لا بقدر ما يرغبه الأقوياء بحيث تكون درجة التبريد فيما بين (26- 27) وفقا لتعميم الوزارة السابق، ويا حبذا لو وجد ترمومتر داخل كل مسجد لقياس درجة حرارته والله المستعان.

مشاركة :