روما - الراية : ألقى سعادة الدكتور عبدالله بن حمد العطية وسط اهتمام بالغ ، محاضرة بجامعة تورفيرغاتا حول قطاع الطاقة والتغيرات الراهنة على مختلف الصعد لاسيما في الاقتصاد العالمي و مسائل التنمية المستدامة. وأكد سعادته على ضرورة الطاقة لنسيج الاقتصاد العالمي، واستمرارها العامل الرئيسي في تشكيل العلاقات والمصالح الاقتصادية والسياسية الدولية. وتحدث عن التجربة القطرية في صناعة الغاز الطبيعي وقال إن قطر ستبقى المنتج الأقل تكلفة بالنسبة للمنافسين الجدد ما يعطيها ميزة تنافسية، نظراً إلى أن قطر تنتج كميات كبيرة من المكثفات وسوائل الغاز المصاحب لإنتاج الغاز الطبيعي. مضيفا أن قطر تتمتع بميزة نسبية قوية جدا على أساس سجل الأداء وكمزود موثوق بالطاقة ، ومن حيث الموقع الجغرافي المتميز ، والسيطرة على القيمة المتسلسلة للغاز الطبيعي المسال من حقل الإنتاج إلى محطات الاستقبال، والتي ستمكن قطرمن الاحتفاظ والقدرة على العمل على نحو استراتيجي . وقال إن دولة قطر ومع احتياطاتها الضخمة ورؤيتها الاستراتيجية، برزت كقوة كبرى جديدة للغاز الطبيعي. في أقل من عشر سنوات منذ أن غادرت الشحنة الأولى للغاز الطبيعي المسال شواطئ قطر في عام 1997، أصبحت قطر أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم. وفي عام 2010، حققنا إنجاز الـ 77 مليون طن . وأشار الى أن تطوير غاز حقل الشمال الهائل وضع قطر في مكانة بارزة كمجهز بديل وأدى الى تحسين مبيعاتها ضمن الأسواق الآسيوية والأوروبية. الوقود الأحفوري وقال إن طاقة الوقود الأحفوري، تمثل حاليا أكبر حصة من الاستهلاك العالمي للطاقة، وتمثل المصادر غير الهيدروكربونية حوالي20٪ من احتياجات العالم من الطاقة، والطاقة المتبقية من النفط والغاز والفحم حصصها متساوية ، و يتوقع أن تستمر على هذا الحال حتى بعد عقدين من الزمن. وأوضح أن الوقود الأحفوري محدود وسيكون العمود الفقري لاقتصادات حديثة في المستقبل المنظور. وأن الوصول إلى هذه الموارد يشكل مصدر قلق خطير بالنسبة للدول المستوردة للطاقة وبالتالي، فإن منتجي الشرق الأوسط يلعبون الآن وفي المستقبل المنظور دورا أساسيا في خدمة متطلبات الطاقة للمستهلكين في جميع أنحاء العالم. وقال إنه وعلى الرغم من الكميات الهائلة من الطاقة التي تنتج وتستهلك اليوم، فهنالك ما يقرب من 1.3 مليار شخص يعيشون دون الوصول الى الطاقة الحديثة. وأضاف أن الوصول إلى مصادر الطاقة الكافية وبأسعار معقولة يمكن الاعتماد عليها هي واحدة من التحديات الرئيسية التي تواجه البلدان النامية . مشيرا الى أن كمية حرق الوقود الأحفوري حالياً تفوق ما يحتمله نظامنا البيئي، بالإضافة الى الدافع للحصول على مزيد من الطاقة يزيد من تعقيد الجهود العالمية الرامية إلى التغلب على تحديات تغير المناخ . وتناول عبدالله العطية موضوعا رئيسيا "الغاز الطبيعي ودوره ضمن المزيج الطاقوي في المستقبل" وقال في هذا الصدد إن الغاز الطبيعي ضمن نطاق الوقود الأحفوري يُعتبرالخيار الأكثر فعالية لتحقيق حل مستدام للطاقة، وذلك استنادا على حقيقة أنه الأنظف، والأكثر كفاءة وتنوعا من جميع أنواع الوقود الأحفوري، إضافة الى أنه يشكل مكملا مثاليا للطاقة المتجددة وهو الجسر الأكثر ملاءمة بين كثافة استخدام الكربون حاضراً ومستقبلا بدون الكربون. وقال العطية إن الغاز الطبيعي قد اعتبر سلعة وطنية وإقليمية لسنوات عديدة " وحتى وقت ليس ببعيد، تم تقسيم التجارة الدولية للغاز الطبيعي جغرافيا بين ثلاثة أسواق إقليمية: الولايات المتحدة وأوروبا، والتي يتم توفيرها بشكل رئيسي من قبل خطوط الأنابيب، وآسيا التي تُزود بالغاز الطبيعي المسال " . تجارة الغاز وتناول تجارة الغاز الطبيعي وقال إنها أكثر اعتمادا على ترتيبات البنية التحتية والإنتاج المترابطة بشكل صارم في جوهرها على المدى الطويل والطابع الاستراتيجي، وإن تحسين اقتصادات الحجم في تسييل الغاز الطبيعي سيوفر احتياطيات أخرى تفتح مجالاً دولياً هائلاً لسوق الغاز الطبيعي المسال ، والأهم من ذلك، توصيل الغاز الطبيعي المسال إلى أحواض المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي. وأشار الى الإسهام الكبير والفعال للغاز الطبيعي، في تلبية أهداف الحد من الانبعاثات عند استخدامه ليحل محل النفط ضمن مزيج الطاقة ، ويمكن استخدامه لتحقيق نتائج طيبة في تركيبة مع مصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية . وأضاف أن تغيير محطات الفحم القديمة الى محطات جديدة تعمل بالغاز الطبيعي ستعمل على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 60٪ لكل كيلو واط/ساعة يتم إنتاجها وحتى محطات الفحم الحجري الحديثة تنبعث منها ضعف كمية ثاني أكسيد الكربون (CO2) معادلة لكل كيلو واط/ساعة كوقود مشترك من الغاز الطبيعي لتوليد الطاقة في المحطات . مؤسسة العطية تتعاون مع معهد الجغرافيا السياسية جامعة تورفيرغاتا الإيطالية تمنح الدكتوراه الفخرية للعطية روما - الراية: منحت جامعة تورفيرغاتا الإيطالية في روما سعادة الدكتور عبدالله بن حمد العطية ، رئيس مؤسسة عبدالله بن حمد العطية للتنمية والطاقة المستدامة ونائب رئيس الوزراء ووزير الطاقة والصناعة الأسبق شهادة "أستاذ فخري محاضر"تقديرا لخبرته وتجربته الطويلة في واحد من أهم مقومات السياسة والاقتصاد العالمي أي قطاع النفط والغاز وبشكل عام حقل الطاقة بمفهومه الشامل.المعاصرة. جاء ذلك خلال زيارة قام بها سعادة الدكتور عبدالله بن حمد العطية للجامعة ، يرافقه سعادة السفير عبد العزيز بن أحمد المالكي الجهني سفير دولة قطر لدى الجمهورية الإيطالية حيث استقبله عميد الجامعة البروفسور جوزيبي نوفيللي ومدير مركز الدراسات الإسلامية في الجامعة البروفسور ماسيمو بابا والأستاذ في كلية العلوم السياسية البروفسور المحامي انطونيو كابوانو . وجرى تسليم الشهادة في حضور سفراء الدول العربية في العاصمة الإيطالية وممثلين عن الجهات الرسمية والمدنية في العاصمة ولفيف من الأساتذة والأكاديميين. من جهة ثانية وقعت مؤسسة عبدالله بن حمد العطية للطاقة والتنمية المستدامة اتفاقية للتعاون العلمي والبحثي مع معهد الدراسات العليا في الجغرافيا السياسية الإيطالي . مراسم التوقيع على الاتفاق تمت في فندق سانت ريجيس غراند في العاصمة الإيطالية روما . الذي يعتبر من أعرق وأهم بيوت الخبرة في العاصمة الإيطالية روما وذلك للتعاون في مجالاتٍ عديدة أهمها الجغرافيا السياسية والقضايا المرتبطة مع الطاقة المستدامة والطاقة المتجددة. ووقع عن الجانب القطري سعادة الدكتور عبدالله بن حمد العطية ، رئيس مؤسسة عبدالله بن حمد العطية للطاقة والتنمية المستدامة وعن الجانب الإيطالي سعادة الدكتور تيبيريو غراسياني ، رئيس معهد الدراسات الجيوسياسية. وحضر مراسم التوقيع سعادة عبدالعزيز بن أحمد المالكي الجهني ،وأعضاء الوفد المرافق لسعادة الدكتور العطية وكبار مسؤولي المعهد الإيطالي ولفيف من الأكاديميين والخبراء في مراكز التفكير وعدد من المسؤولين الإيطاليين ورجال الإعلام المحلي والدولي. الغاز الطبيعي يخفض الانبعاثات قال العطية إن الغاز الطبيعي يوفر فوائد كبيرة لخفض التكاليف وخفض الانبعاثات ليس فقط في مجال توليد الطاقة ولكن أيضا في العديد من القطاعات الأخرى " قطاع النقل على سبيل المثال، يتغذى بشكل كامل تقريبا من المنتجات النفطية حاليا، والغاز الطبيعي أثبت الجدوى التجارية لتكنولوجيا النقل البري، والنقل البحري والطيران " . وقال إن الوصول إلى أسواق الغاز الطبيعي المسال العالمية يعتمد على حرية المرور عبر الممرات المائية الاستراتيجية مثل مضيق هرمز الذي تصدر قطر عبره ما يقرب من ثلث إجمالي الغاز الطبيعي المسال المتداول في العالم. ومع ذلك، ولأن الغاز الطبيعي هو أكثر تكلفة وصعوبة في التخزين، فإنه يميل إلى أن يكون أكثر اعتمادا على اتفاقيات توريد طويلة الأجل دون عوائق، من السلع الأخرى. وأكد العطية على أن الترابط القوي بين المستورد، وبلدان العبور وأيضا البلدان المصدرة يساهم في الأهمية الاستراتيجية للغاز الطبيعي على جدول الأعمال الجيوسياسي " ومع ذلك، فإن الضغوط والتوترات في مناطق معينة تؤثر على إنتاج ، عبور واستهلاك الغاز الطبيعي ، الأمر الذي قد يضعف من مفهوم تأمين العرض والطلب " . أسعار الغاز لن تنهار مع الإمدادات الأمريكية قال سعادة الدكتور عبدالله بن حمد العطية ، إن ثورة الابتكار التكنولوجي في السنوات الأخيرة ساهمت في إنتاج الغاز غير التقليدي في الولايات المتحدة، التي كانت واحدة من أكبر المشترين المحتملين للغاز الطبيعي المسال. وبدلا من ذلك تسعى الولايات المتحدة الآن بفضل ثورة الغاز الصخري لتصبح دولة مصدرة للغاز الطبيعي عندما تكتمل البنية التحتية الضرورية لذلك. مشيرا الى أنه يجري تطوير موارد الغاز التقليدية وغير التقليدية في جميع أنحاء العالم، خاصة في أمريكا الشمالية واستراليا وشرق أفريقيا، وروسيا . وهذه الإمدادات الجديدة ستؤدي الى الضغط على أسعار الغاز الطبيعي المسال العالمية وهياكل التسعير التقليدية. وأكد العطية في محاضرته أنه في حين أن هذه التغييرات المرجح أن يكون لها تأثير على سوق الغاز الطبيعي المسال العالمي، فإنه من غير المحتمل أن تنهار الأسعار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ، حتى مع إمدادات جديدة قادمة من الولايات المتحدة وغيرها. ومن المتوقع أن تؤدي كميات الغاز الطبيعي المسال الجديدة المعروضة والتي لم يتم التعاقد بها بعقود طويلة الأجل، الى زيادة السيولة في الأسواق الفورية للغاز الطبيعي المسال، ويمكن أن يؤدي إلى زيادة المعروض في السوق الفورية للغاز الطبيعي المسال مع مرور الوقت.
مشاركة :