يطل أدباء ومثقفون على مشهد العيد من زاوية خاصة، تجمع بين الشعور الإنساني الطبيعي والحاسة الفائضة المرتبطة بتكوينهم الإبداعي، «الاتحاد» فتحت لهم نوافذ العيد عبر صفحاتها ليعبروا عن شعورهم تجاهه. في البداية، يؤكد التشكيلي فيصل عبد القادر الريس أن عيد الفطر له طابع ورونق خاص، خاصة أنه يأتي عقب شهر رمضان المُبارك، حيث يجتمع الأهل والأحباب صغاراً وكباراً تقريباً كل يوم من غروب الشمس وحتى مطلع الفجر. ويضيف: «تركز لوحاتي على الحياة الاجتماعية والثقافية، وترتبط دائماً بالصحراء والبحر والهواء والماضي الجميل، وهذا يعكس مظاهر العيد وأيامه التي لم تتغير كثيراً عن الماضي في دولة الإمارات، ما يعطيني دافعاً أكبر لإبراز الدور المهم الذي تلعبه هذه المناسبات في تعزيز العلاقات الأسرية والمجتمعية من خلال رسوماتي والتعبير عن الذكريات الجميلة، لتظل معنا وللأجيال القادمة»، معتبراً أن «العيد أيام تكسوها الألوان الزاهية المعبرة عن الفرح والبهجة في أجواء من التقاليد الشعبية، القريبة إلى قلبي قبل فرشاتي». ممارسة حياتية من جانبها، قالت الناقدة والأكاديمية الدكتورة مريم الهاشمي: «العيد احتفال واحتفاء، وهو اتفاق مجتمعي أخذ الطابع الإنساني النابع من الديني، ليتم فيه الاحتفال بانتهاء ضيف حل على الأمة مدة شهر كامل، بكل ما كان يحمله من بركة وعطاء وتنزيه جسدي وروحي آذناً للروح والجسد بمرحلة جديدة، يكون فيها الفرد مؤهلاً للعودة إلى روتين الحياة، وهي كذلك بمثابة فترة (ديتوكس) الروحي قبل المادي، وكسر دائرة الراحة للفرد من أجل إعادة شحن الهمة ومعاودة الممارسة الحياتية كما يجب أن تمارس». وأضافت: «غالباً ما تكون فرحة العيد مرتبطة بفترة الطفولة الأولى، تلك الدهشة التي لم نزل نبحث عنها إلى اليوم، والشغف الذي كان يجعلنا نضع لباس العيد من الليلة السابقة بكل براءة، وفرحة دراهم العيدية وعدّها في آخر اليوم»، موضحة «لمة الأهل والأحباب في أيام العيد، وارتباطه بالفرد يحمل ذاكرة ورائحة وشعوراً رائقاً وماتعاً لأرواحنا، وحين نستحضره اليوم فإننا نذهب لتلك البقعة في الذاكرة، حتى نجد ونتلمس عنوة ما كان يحمله من شعور، وهو قبل كل شيء عيد المسلمين بانتهاء فرض الصيام والاحتفال بالفطر، ليحمل دلالة إنسانية عظيمة بأن العيد هو عيد كل البشر، فيه تُخرج زكاة الفطر مجسدة معنى التكافل، والعيد طقس يحمل في كل بقعة إسلامية سمات مميزة بقدر شحن الذاكرة بكل ما حمله من شعور غامر». مشهد بديع أما الفنان علي آل علي فقال: «في العيد، تختلط الألوان والأصوات والروائح لتشكل تجربة جميلة وممتعة. فعندما تنظر إلى المدينة، ترى الشوارع تلمع بالأنوار والألوان المختلفة، ما يعكس الفرحة والسعادة التي يعيشها الناس في هذا اليوم». ويضيف: «عندما تصل صلاة العيد، يتميز المشهد بالأزياء الفاخرة والمبهجة التي يرتديها الناس، ويختلط صوت الأذان مع ضحكات الأطفال وتحية الأصدقاء والأقارب، ما يعكس الحماسة المصاحبة لهذا الحدث السنوي. وعندما يحين الوقت لتبادل التهاني والهدايا، يزداد الجو مرحاً وحماساً. ويفرح الأطفال بالعيدية ويحتفلون بالألعاب والحلويات المميزة، بينما يتجمع الكبار للاستمتاع بأطباق الطعام والمشروبات اللذيذة التي تعكس التراث والثقافة المحلية». ويتابع: «تحمل تجربة العيد الكثير من العناصر الفنية التي يتأثر بها الفنان المعاصر، وتتمثل هذه العناصر في الألوان الزاهية والأصوات والروائح الجميلة التي تحيط بالأجواء العيدية. ففي هذه التجربة، يستطيع الفنان توسيع انتباهه وحواسه، والتعرف على عناصر جمالية متنوعة». ويؤكد: «يبقى العيد فرصة لإحياء الذكريات الجميلة والتواصل مع الأهل والأصدقاء، ويعكس هذا الحدث المهم معاني الحب والوحدة والتفاهم والسعادة التي تجمعنا».
مشاركة :