عرض بيت الخير في مشاركته بالجنادرية 30 مهنة من المهن الخاصة بتراث المنطقة الشرقية، ومنها مهنة الطواش بحكم كون المنطقة الشرقية مدينة ساحلية يعمل بعض سكانها في عمليات صيد اللؤلؤ. والطواش مصطلح محلي أطلقه عرب الخليج على تاجر اللؤلؤ الذي يقوم بالتنقل والسفر والتطواف على سفن الغوص، وهي في مواقع الصيد، أو بين نواخذة الغوص بعد عودتهم، وذلك للبحث عن اللؤلؤ وشراء ما ينتقيـه منه بالثمن الذي يرغب فيه. ويقول الطواش سلامة آل بن علي انه يتطلب من كل من يقوم بهذه المهنة أن يكون عالماً بأوزان اللؤلؤ وتقدير أثمـانه، إلى جانب معرفته بأسعار اللؤلؤ في السوق المركزي أولاً بأول، ولا يلزم أن يكون متعلماً، إنما يكفيه أن يكون ملمـاً بالمسائل الحسابية التي تعتمد على الذكاء والفطنة، ويلزم للطواش أن يكون مصطحباً معه أدوات الوزن المعروفة لدى تجـار اللؤلؤ. واضاف ان مهنة (الطواشة) تشابه رحلة الغوص من حيث اشتمالهما على السفر والتنقل البحري، إلا أن في الأولى توجد الحرية وشيء من الترف المعيشي، كما لا يوجد فيها غوص تحت الماء، إذ إن ذلك من مهمة الغواصين والطواش يعتبر رئيس فريق العمل الذي معه في السفينة التي ينتقل بها، وهو المسئول عن بدء السفر وانتهائه، وتحديد المدة التي يمكث فيها خلال هذا السفر. واشار الى ان مهـام الطـواش تتمثل في السفر إلى مغاصات اللؤلؤ، حيث توجد سفن الغوص هناك، ويكون ذلك بعد سفر الغواصين بشهر تقريباً، كي يتمكن الغواصون من جمع كمية من اللؤلؤ، ولكي يكون على دراية بأسعار اللؤلؤ التي تصل إلى التجار من الأسواق المركزية، خاصة من البحرين ودبي والهند وسيلان، كما يقوم الطواش بالتنقل بين سفن الغوص بواسطة قارب صغير خفيف الحركة، وذلك للالتقاء بالنواخذة ومعاينة ما لديهم من لؤلؤ، تمهيداً للتفاوض معهم وعقد الصفقات التجارية لشراء كميات اللؤلؤ خاصة الأحجام الكبيرة منه. وقال: يعتبر الطواش تاجر لؤلؤ من الدرجة الثانية؛ نظراً لعدم امتلاكـه رأس مال كبيرا من ناحية، ولعدم قدرته على شراء كافة اللؤلؤ الموجود لدى سفن الغوص من ناحية ثانية، ومن ناحية ثالثة قد لا يستطيع شراء لؤلؤة كبيرة مثل (الدانة) أو (الحصباة) إذا عرضت بثمن مرتفع، لهذه الأسباب يصنف الطواش على أنه من التجار الصغار. وبين أن مهنة (الطواش) كان يحتل صاحبها مركزاً اجتماعياً واقتصادياً مشهوراً، مما جعل بعض الأسر والعوائل في ذلك الوقت ترحب بتزويج بناتهـا من طبقات معينة في المجتمع كالنواخذة والطواويش والتجار، بل إن الطواش يعتبر أحد رجالات الحاكم والقاضي في الإمارة يندبه لإبرام العقود وإجراء المصالحات في خصومات الجماعات المتنازعة. ويعرض مع هذه المهنة للزوار نماذج من اللؤلؤ وكذلك ادوات الوزن ويتم الشرح للزوار عن عمليات البيع والشراء وكيفية معرفة انواع اللؤلؤ. إقبال كبير من الزوار في آخر أيام المهرجان
مشاركة :