وسط رفض أهالي الموصل مشاركة ميليشيات «الحشد الشعبي» في معركة تحرير المدينة، فإن الميليشيا المقربة من الحكومة العراقية تسعى لإيجاد غطاء للمشاركة. وقال مطلعون على سير عمليات التجهيز إن سبب رفض مشاركة الميليشيا بسبب ما قامت به في تكريت والرمادي ومدن أخرى من إحراق للمنازل وتفجير المساجد في مدن أخرى، وعدم معاقبة الحكومة لمن قاموا بهذه الأعمال. وكشف سياسي موصلي معارض أمس أن الميليشيات تعمل على إشراك عدد من فصائلها المسلحة في معركة الموصل المرتقبة ويضيف: «وبالتالي توفير الغطاء اللازم لذلك». وحسب معلومات أمنية، فإن أكثر من 23 مسلحا من «داعش» قتلوا في قصف لقوات البيشمركة وغارات للتحالف الدولي استهدف مواقع التنظيم شرق الموصل. وقال السياسي الموصلي المعارض، غانم العابد، لـ«الشرق الأوسط»: «ميليشيات الحشد الشعبي وبعض المقربين من الحكومة العراقية يحاولون إشراك الميليشيات الشيعية في عملية تحرير الموصل، وتوفير الغطاء اللازم لإدخال هذه الميليشيات إلى المدينة، وذلك لإعادة ما نفذوه من أفعال من قبل في بيجي وتكريت، في حين هناك أوامر من التحالف الدولي تمنع مشاركة الميليشيات الشيعية في معركة الموصل، والقوات التي ستشارك في عملية التحرير تتمثل في الجيش العراقي وقوات البيشمركة وقوات الحشد الوطني التي يقودها محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي وقوات الحشد العشائري بدعم من قوات التحالف الدولي». وكشف السياسي الموصلي في حديثه تفاصيل مشادة كلامية بين نواب عراقيين بحضور وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي حول إشراك ميليشيات الحشد الشعبي في المعركة . وقال: «حدثت مشادة كلامية بين رئيس هيئة الحج والعمرة السابق محمد تقي المولى المقرب من حزب الدعوة وبين النائب عز الدين الدولة، (كلاهما من قضاء تلعفر التابع لمحافظة نينوى)، وبحضور وزير الدفاع، حيث بين المولى أنه يمتلك ميليشيات شيعية من أهالي تلعفر تبلغ قوامها نحو سبعة آلاف مسلح، لكن وبحسب الإحصائيات، الميليشيا التي يمتلكها لا يتجاوز عدد مسلحيها 900 مسلح، لذا يحاول أن يضيف إلى قواته 6100 مسلح من ميليشيات عصائب أهل الحق وبدر والميليشيات الشيعية الأخرى المنضوية في الحشد الشعبي، في سبيل توفير الغطاء لهذه الميليشيات لدخول الموصل». وعن آخر تطورات الوضع في الموصل، بين العابد بالقول: «تنظيم داعش يعاني من أزمة مالية واقتصادية كبيرة خاصة بعد استهداف مواقع أمواله وحقول النفط التي يسيطر عليها، من قبل طائرات التحالف الدولي، لذا بدأ التنظيم بإجبار مزارعي الموصل على تسديد قروض الحكومة العراقية التي في ذمتهم إلى ديوان حسبة التنظيم (شرطة داعش) خلال مدة عشرين يوما». بدوره قال مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل، سعيد مموزيني، إن قوات البيشمركة قصفت أمس مواقع للتنظيم المتطرف شرق الموصل وقتل في القصف تسعة مسلحين وتدمير عجلتين تابعتين له. وتابع مموزيني: «شنت طائرات التحالف الدولي مساء أمس غارات مكثفة على مواقع «داعش» في قرى وردك وشيخ أمير وناحية برطلة (شرق الموصل) وأسفرت الغارات عن مقتل أكثر من 14 مسلحا من (داعش) ودمرت ثلاث عجلات تابعة للتنظيم». لافتا إلى أن التنظيم سلم أمس إلى مستشفى الطب العدلي في الموصل جثث 23 مسلحا من مسلحيه الذين قتلوا في معارك مع قوات البيشمركة في جبهات القتال. وأضاف مموزيني بالقول: «دفع الجوع والفقر المتفشي في الموصل إثر سيطرة (داعش) عليها منذ نحو عامين إلى أن يبيع 71 شخصا كلاهم إلى التنظيم».
مشاركة :