أكثر من 3 مليون مادة معرفية تثري مكتبة الملك عبدالعزيز

  • 4/24/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تقتني مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالعاصمة السعودية الرياض أكثر من 3 مليون مادة معرفية ما بين الكتب، والدوريات، والصحف، والمخطوطات، والوثائق النادرة، والمسكوكات، والصور الفوتوغرافية، والخرائط وغيرها من المواد التي تشكل النتاج الكبير للغة العربية.   وتقوم مكتبة الملك عبدالعزيز العامة من خلال فروعها بالرياض، والدار البيضاء، وجامعة بكين بجمهورية الصين الشعبية بجهود فعالة وبارزة في خدمة اللغة العربية التي لا تتحدد عند أطر التعليم أو الدراسة فحسب، ولكنها تتحدد من خلال البعد الثقافي والمعرفي، والعناية بالعربية وآدابها وثقافاتها، وتوفير هذه المادة المعرفية للدارسين والباحثين والقراء بوجه عام.  ويتأسس الاهتمام الكبير بكل عناصر الثقافة العربية والإسلامية عبر منظومة من البرامج والخطط الاستراتيجية الثقافية التي تنتهجها المكتبة للقيام بدورها المعرفي المتجدد في ظلال رؤية المملكة العربية السعودية 2030، ويبرز من ضمن هذه المنظومة العناية باللغة العربية لغة القرآن الكريم، حيث خصصت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ضمن برنامجها للنشر العلمي جانبًا كبيرًا لإصداراتها التي تعني باللغة العربية وآدابها وبالتراث العربي منها: "لغة العرب ورئيس كتبتها أنستاس الكرملي" لأبي عبدالرحمن ابن عقيل ود. أمين سيدو "الشعر في حاضرة اليمامة حتى نهاية العصر الأموي" د. عبدالرحمن بن إبراهيم الدباسي، "الخيل في أشعار العرب" د. حسن محمد النصيح، "حضارة الكتابة" د. سعيد بن فايز السعيد ود. عبد الله محمد المنيف، "معجم الأصول الفصيحة للأمثال الدارجة" و"معجم الكلمات الدخيلة في لغتنا الدارجة" الشيخ محمد بن ناصر العبودي، و"أبحاث في القراءة" د. فهد بن علي العليان، "السجل العلمي لندوة استخدام اللغة العربية في تقنية المعلومات" وغيرها من الكتب التي تعنى باللغة العربية وآدابها.   من جانب آخر اهتمت المكتبة منذ نشأتها برصد التراث الحضاري والثقافي والعلمي للحج وللحرمين الشريفين من خلال الكتب والصور النادرة للحرمين الشريفين، والمخطوطات التي كتبت في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمسكوكات الإسلامية، التي تم سكها منذ ما يزيد عن الألف سنة التي تنفرد مكتبة الملك عبدالعزيز العامة باقتنائها، ويمثل هذا التراث الفكري ذاكرة متكاملة باللغة العربية للحرمين الشريفين وتوثيق تاريخ المملكة العربية السعودية. الجائزة والفهرس العربي الموحد:   ومن خلال برنامج وأهداف جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة تقوم المكتبة بدور كبير في نشر ثقافة اللغة العربية، من خلال  منح جوائز للترجمة من العربية وإليها بمختلف اللغات، وهي بذلك تقوم بإثراء اللغة العربية بالمصطلحات والمفاهيم العالمية الجديدة في مختلف المجالات، مما يوسع من فضائها المعجمي والمفاهيمي ، وقد حازت جائزة الملك عبدالله العالمية للترجمة على ثقة مراكز الترجمة والتعليم والجامعات العالمية، واعترافًا دوليًّا كبيرًا لأهمية الجائزة وما تقدمه من جهود كبيرة لتفاعل الثقافات واللغات العالمية.   كما أصبح مركز الفهرس العربي الموحد الذي أطلقته مكتبة الملك عبدالعزيز العامة مطلع أبريل 2007 م لخدمة اللغة والثقافة العربية، وتوثيق وفهرسة المنجز الفكري للوطن العربي باللغة العربية، من الأعمال الثقافية الجلية، حيث يوحد الفهرس العربي العمل المكتبي في 22 دولة كما يوفر الاطلاع على كل المكتبات العربية من أي مكان وفي أي زمان وربطها بالثقافات العالمية الأخرى.  كما تعد المكتبة الرقمية العربية الصينية التي صممت بأفضل المواصفات الفنية والعلمية، أحد أهم المشروعات المعرفية والثقافية التي يعول عليها بين الدول العربية والصين، وأحد أذرع وآليات التعاون بين الحضارتين، حيث أسندت جامعة الدول العربية تطويرها إلى مكتبة الملك عبدالعزيز العامة لنجاحها في إطلاق مركز الفهرس العربي الموحد، والمكتبة الرقمية العربية الموحدة، إضافة إلى خبرتها في صناعة المعرفة   جماليات العربية:   وفي إطار العناية والاهتمام النوعي بإبراز بعض جماليات اللغة العربية وأناقتها في الكتابة والخطوط، أقامت مكتبة الملك عبدالعزيز أربعة معارض مهمة، الأول في 9 مارس 2021 وهو " المعرض العالمي للخط العربي"   . في خطوة تعكس اهتمام المملكة، ومؤسساتها الثقافية والمعرفية، بأهمية العناية بالموروث العربي والإسلامي الأصيل، حيث عرضت فيه لوحات متنوعة لأشهر وأمهر الخطاطين، ومخطوطات نادرة تبرز جماليات الكتابة باللغة العربية ومدارس الخط العربي وأنواعه، وعرض مكتبة تضم أكثر من (200) كتاب عن جماليات الخط العربي وفنونه، ولوحات متنوعة بأنواع الخط بواسطة أشهر وأميز الخطاطين.  والمعرض الثاني هو معرض: المسكوكات الإسلامية عبر العصور، الذي أقيم في 19 ديسمبر 2021 ويتبين فيه طرق الكتابة على العملات بخطوط اللغة العربية، مما يدل على هذا التنوع وحركة الكتابة الدقيقة في صياغة معلومات العملة.   والمعرض الثالث أقيم في العشرين من أبريل 2022 وهو معرض خاص تضمن مجموعات نادرة من المصاحف الشريفة، حيث تقتني مكتبة الملك عبدالعزيز العامة مجموعات من المصاحف الشريفة كتب معظمها ما بين القرن العاشر إلى القرن الثالث عشر الهجري، وتتكون من 267 مصحفاً، وتعد المصاحف المتحفية 20 مصحفا تمثل طرز الفن الإسلامي والمنمنمات العربية والإسلامية، التي تركز على الألوان المتكررة، التي تشير دائما إلى عالم الزهور بألوانها المختلفة والطبيعة بثرائها اللوني الرحيب ورونق الخطوط العربية الزاهية.  والمعرض الرابع أقيم في 18 ديسمبر/كانون الاول 2022 بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، وضم مجموعة من مخطوطات كتب اللغة وعلومها كتبت ونسخت خلال القرون الماضية.    ثراء وتنوع:   ويعد التنوع والنهل من مختلف أنواع الثقافة هو المرتكز الأول الذي تتسم به المادة المعرفية بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة، حيث نجد على أرففها مختلف العلوم والمعارف بما يخدم القراء والباحثين بمختلف أطيافهم وتوجهاتهم العلمية والبحثية،  ويخدم اللغة العربية معا، وتمتلك المكتبة مصادر ضخمة ثرية من المعلومات، كما تضم مقتنيات كثيرة من مصادر المعرفة بمجموعة متميزة من الكتب العربية والنادرة التي تعد من بواكير الكتب العربية التي تمت طباعتها في أوروبا، بالإضافة إلى مجموعات من المجلات العربية التي يعود تاريخ بعضها إلى العام 1860م، وما يقرب من 130 ألف وثيقة وما يزيد على 35 ألف من الكتب النادرة التي تفيد في حركة التاريخ الأدبي والعلمي والثقافي بوجه عام .  وتضم مكتبة المؤسس نحو 12.000ألف مخطوطة وأكثر من 12.000 آلف صورة فوتوغرافية، ومجموعة من الخرائط تزيد على 700 خريطة، كذلك تضم “9500” من العملات النادرة، وألف كتاب للأطفال، و60 ألف من الدوريات و16 ألف من الرسائل الأكاديمية.  وفي مجال النشر والطباعة أصدرت المكتبة نحو 800 عنوان من الكتب والإصدارات الثقافية والعلمية والأعمال المترجمة، طبع منها نحو مليوني نسخة، وتحتوي على عدد من الكتب العلمية المحكمة والمترجمة والأدلة التعريفية والدوريات وكتب الأطفال..  وقدمت المكتبة طوال مسيرتها الثقافية جملة من الأنشطة والإصدارات، ومخزونا معرفيا كبيرا، يدعم اللغة العربية ويحافظ عليها، ويعتني بمختلف فنونها ويحقق الجوانب المشرقة للوعي المعرفي الوطني، فيما تُعرِّف المكتبة بثراء الثقافة العربية والإسلامية وإسهاماتها الكبيرة في تطور الحضارات الإنسانية وإبراز ذلك كله عبر الإصدارات والمؤلفات التي تشير إلى خصائص الثقافة العربية والإسلامية وتأثيرها في مختلف ثقافات العالم.

مشاركة :