130 مليـون مـادة معرفيـة فـي مكتبـة الكونجـرس

  • 3/17/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: عثمان حسن حين نتحدث عن مكتبة الكونجرس، فنحن في رحاب مكتبة هي الأضخم في العالم، والأكبر من حيث احتفاظها بكتب وإصدارات وموسوعات وسجلات ثقافية وفكرية، ومصادر متنوعة من المعرفة، حيث يمكن اعتبارها صرحاً ثقافياً وحضارياً وقانونياً يستلهم منه المشرعون ما يحتاجون إليه في إقرار سياسات الدولة في كافة المستويات. مر تأسيس المكتبة بمراحل عدة بدأت من 1800 إلى الوقت الحالي، ويشار إلى تقسيم هذه الفترات تبعاً لتطورها ولمعاصرتها لعدة رؤساء أمريكيين على النحو التالي: الفترة ما بين 1800 إلى 1851، تليها فترة 1851 و1865 إلى 1897، ثم 1897 و1939، إلى الوقت الحالي. في عام 1800 قام الرئيس الأمريكي جون آدمز بتوقيع مشروع قانون وجّه بموجبه إلى نقل العاصمة الأمريكية من مدينة فيلادلفيا إلى واشنطن. وتضمن القانون إشارة إلى إنشاء مكتبة للكونجرس تحتوي على كتب «قد تصبح ضرورية» للمجلس التشريعي. وأقرت حينها ميزانية متواضعة لا تتجاوز 5000 دولار، على أن يكون مكانها داخل حرم مبنى الكونجرس ذاته، واستقرت المكتبة الصغيرة في مبنى الكابيتول حتى أوائل 1890. مرت المكتبة بأحداث مؤسفة حين حرقها البريطانيون في عام 1814، ففقدت معظم مجموعاتها الأصلية، وبعد مرور شهر على هذه الحادثة قام الرئيس الأمريكي توماس جيفرسون، بالتبرع بمحتويات مكتبته الخاصة التي قضى نحو 50 عاماً في جمعها، للمكتبة، واشتملت تلك المقتنيات على كتب نادرة ذات طابع علمي. غير أن المكتبة تعرضت لحريق آخر، بعد فترة قصيرة من نموها، فأصاب غرف الكابيتول عام 1851، مما أدى مرة أخرى إلى تدمير كمية كبيرة من مقتنياتها، بما في ذلك العديد من كتب جيفرسون. وبعد الحرب الأهلية تطورت مكتبة الكونجرس بسرعة من حيث الحجم والأهمية، مما أثار حملة لشراء نسخ بديلة للمجلدات التي تم حرقها، وحصلت المكتبة على حق نقل جميع الأعمال المحمية بحقوق النشر لإيداع نسختين من الكتب والخرائط والرسوم التوضيحية والبيانية المطبوعة في أمريكا، كما بدأت في بناء مجموعاتها، وتوج تطورها بين عامي 1888 و1894 بتشييد مبنى واسع منفصل ومتفرع عن مبنى الكابيتول. وتتمثل المهمة الأساسية للمكتبة في الإجابة عن الاستفسارات التي يقوم بها أعضاء الكونجرس، من خلال خدمة خاصة بهذا الشأن، وتفتح المكتبة أبوابها أمام الجمهور ويسمح على نحو خاص باستخدام أية مواد يطلبها المسؤولون الحكوميون رفيعو المستوى. أمناء وعيّن أبراهام لينكولن جون ج.ستيفنسون أميناً للمكتبة عام 1861 وكان طبيباً قضى نصف وقته في العمل فيها، والنصف الثاني كطبيب في جيش الاتحاد. وبعد نهاية الحرب الأهلية تم تعيين اينسويرت راند أميناً للمكتبة، وكان له فضل في تطويرها خاصة في مجال حقوق التأليف، فأمر كل كاتب يريد تسجيل مؤلفاته بأن يرسل نسختين منها للمكتبة، التي أصبحت تضم مئات الآلاف من الكتب والخرائط والمطبوعات والتسجيلات الموسيقية. وقام راند أيضاً بتغيير مكانها؛ لأنها لم تعد تتسع للكتب الموجودة، فأمر الكونجرس عام 1873 ببناء مكان جديد للمكتبة، أعلن من خلاله عن مسابقة للمهندسين المعماريين لاختيار أفضل شكل هندسي للمكتبة. وفي عام 1886، تم إقرار البناء الجديد، الذي تقدم به المهندسان جان سميث وبول بيلز، فبدأت عملية تأسيس المبنى الجديد بمشاركة 50 مصمماً ورساماً وفناناً، تحت إدارة إدوارد بيرس كيسي، وفي الأول من نوفمبر 1897 افتتحت المكتبة أمام الجمهور لتصبح أول مكتبة عامة لكل الشعب الأمريكي. محطات في عام 1939، عين فرانكلين روزفلت أرشيبالد ماكليش أميناً للمكتبة، وقام ماكليش بإصلاحات شملت توسيع قاعة القراءة الجنوبية، وكلف الفنانة عزرا وينتر، برسم أربع جداريات للغرفة، وإنشاء «ساحة للديمقراطية» في غرفة القراءة الرئيسية في مبنى جيفرسون للوثائق المهمة. وعين الرئيس هاري ترومان لوثر ه.إيفان أميناً للمكتبة، فعمل حتى عام 1953، وقام بتوسيع عمليات الاستيعاب في المكتبة، والفهرسة، وحسن نظام الخدمات الببليوغرافية بقدر ما يسمح به الكونجرس، لكن إنجازه الأساسي كان إنشاء بعثات مكتبة الكونجرس حول العالم. وخلف لورنس كوينسي ممفورد منصب إيفان في أمانة المكتبة من عام 1953، حتى عام 1974. وشهدت فترته بدء بناء مبنى مكتبة الكونجرس الثالث، وإنشاء مراكز اقتناء جديدة في الخارج، بما في ذلك القاهرة ونيودلهي. وفي عام 1967، بدأت المكتبة تجربة تقنيات حفظ الكتب وهو أكبر جهد بحثي للمكتبات في أمريكا، وشهدت إدارة مومفورد توسيع خدمات المكتبة أكثر، تجاه دورها الوطني على حساب دورها التشريعي الصرف. وفي عام 1928، تمت توسعة المكتبة بشراء أراض جديدة لبناء ملحق جديد للمكتبة. وفي 1930 تم اعتماد ميزانية لبناء الملحق الخاص بها، مع نفق يربط بينه وبين المكتبة الرئيسية. وتضم المكتبة حالياً أكثر من 130 مليون مادة معرفية، منها 29 مليون كتاب ومواد مطبوعة ب 64 لغة، وأكثر من 58 مليون وثيقة، وهي تعد أكبر مرجع للمواد الحقوقية والخرائط والأفلام والمعزوفات الموسيقية. تصنيف متطور وتشتمل المكتبة على نظام تصنيف متطور يراعي البساطة والاختصار والشمول والمرونة، بدأ هذا التصنيف بمراحل عدة أولها في عام 1802، وكان يتم وفقاً لحجم المادة المكتبية ثم الرقم المسلسل، أما التصنيف الثاني فبدأ في عام 1812، وهو أول تصنيف موضوعي اتبعته المكتبة، واشتمل على 18 قسماً، كل قسم يختص بموضوع معين. وجرى التصنيف الثاني في عام 1814 ويسمى تصنيف جيفرسون، مروراً بالتصنيف الحالي الذي بدأ التفكير فيه عام 1897، لكي يتناسب مع مجموعات المكتبة. مباني المكتبة وتتألف المكتبة من ثلاثة مبان هي: مبنى جيفرسون، وهو المبنى الأصلي للمكتبة، ويتألف من المكاتب الإدارية، وقاعات المعارض، وصالات أخرى. مبنى جون آدمز، ويحتل 12 طابقاً مخصصة للكتب، أما مبنى ماديسون، فهو عبارة عن 4 مبانٍ في مبنى واحد، ويشتمل على مكتب حق النشر، وخدمة بحوث الكونجرس، والمكتبة القانونية، وخدمات التجهيز. موضوعات وتتضمن الأصول الرئيسية للمكتبة اليوم، معارف عدة تشمل الفلسفة والأديان، والعلوم والتاريخ والجغرافيا، والعلوم الاجتماعية والسياسية، والأنثروبولوجيا، والموسيقى والفنون الجميلة، واللغات والآداب والطب والزراعة والتكنولوجيا وغيرها.

مشاركة :