قال اقتصاديون ومراقبون إن الانتعاش الاقتصادي القوي للصين سيعود بفوائد على الاقتصادات الأخرى، وهو ما يسلط الضوء على دورها في إضافة زخم للاقتصاد العالمي الراكد. وصرح كلفن تشيسانغا، الخبير الاقتصادي الاجتماعي الزامبي، لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة أُجريت معه مؤخرا، بأن البداية الجيدة للاقتصاد الصيني هذا العام تُبشر بآفاق كبيرة لاقتصادات الدول الأخرى في العالم. وقال تشيسانغا إن الانتعاش علامة على أن الصين تتغلب تدريجيا على الآثار السلبية لجائحة كوفيد-19، مشيدا بقدرة الصين على الصمود في مواجهة التحديات. فقد أظهرت البيانات الصادرة عن الهيئة الوطنية للإحصاء الأسبوع الماضي أن الناتج المحلي الإجمالي للصين نما بنسبة 4.5 في المائة على أساس سنوي في الربع الأول، متجاوزا التوقعات المجمع عليها ومسجلا أعلى نمو في عام. وذكر تشيسانغا "في الواقع، عندما تسير الصين على ما يرام جدا، نتوقع عموما نموا كبيرا في مناطق أخرى"، مضيفا أن نمو الاقتصاد الصيني له تأثيرات متتالية، فالدول الأخرى ستستفيد بلا شك من النمو الإيجابي". وشاطره الرأي خافيير نورييغا، كبير الاقتصاديين في بنك هيلدبرانت وفيرار الاستثماري ومقره ميلان، قائلا لـ((شينخوا)) "لا شك أن الأنباء السارة من الاقتصاد الصيني تعد أخبارا سارة للاقتصادات الأخرى". توقع صندوق النقد الدولي مؤخرا نموا بنسبة 5.2 في المائة للصين في عام 2023، بزيادة عن 3 في المائة العام الماضي. ومن ناحية أخرى، يتوقع البنك الدولي أن ينتعش نمو الناتج المحلي الإجمالي الصيني ليصل إلى 5.1 في المائة في عام 2023. وكلاهما يتماشى مع هدف النمو الرسمي للصين البالغ حوالي 5 في المائة. ومن جانبه صرح ستيفن بارنيت، الممثل المقيم البارز لصندوق النقد الدولي في الصين، بأن مساهمة الصين في النمو الاقتصادي العالمي ستبلغ أكثر من الثلث هذا العام. "فعندما تنمو الصين بشكل أسرع، فإنها توفر حقا دفعة طيبة للعالم بأسره"، هكذا قال بارنيت لـ((شينخوا)). وذكر المسؤول بصندوق النقد الدولي "مع ارتفاع الدخل في الصين، يشتري الناس في الصين المزيد من السلع"، الأمر الذي من شأنه تعزيز الواردات ومساعدة الشركاء التجاريين للصين، مضيفا بقوله "يمكن للسياح الصينيين أيضا السفر إلى الخارج، وكلما سافروا إلى الخارج، زاد إنفاقهم في البلدان الأخرى". وأشار بارنيت إلى أن أبحاث صندوق النقد الدولي تُظهر أن كل نقطة مئوية واحدة من النمو في الصين تعزز 0.3 نقطة مئوية من النمو في البلدان الأخرى. وقال إن "هذا يظهر الفوائد التي تعم على بقية العالم من تحقيق نمو أسرع في الصين". واستشرافا للمستقبل، تبنى البعض وجهة نظر أكثر تفاؤلا بشأن الاقتصاد الصيني. فقد صرح مراد توفان، المحلل بمحطة إيكوتورك التركية، لوكالة أنباء ((شينخوا)) قائلا "لن يفاجأ أحد عندما تصبح الصين الأولى في العالم بأدائها في النمو في السنوات الخمس القادمة"، متوقعا أن ترفع مؤسسات مثل صندوق النقد والبنك الدولى توقعاتها للنمو في الصين خلال الفترة المقبلة.
مشاركة :