من توم بيري ونواه باركين بيروت/ميونيخ (رويترز) - قصف الجيش التركي مقاتلين أكراد في شمال سوريا لليوم الثاني يوم الأحد بينما أوضحت روسيا أنها ستواصل قصف أهداف للمعارضة السورية المسلحة الأمر الذي أثار الشكوك بأن وقفا مقررا لإطلاق النار سيوفر استراحة من القتال. واتفقت قوى كبرى يوم الجمعة على وقف محدود للأعمال القتالية في سوريا لكن الاتفاق لن يسري قبل نهاية هذا الأسبوع ولم توقعه أي من الأطراف المتحاربة وهي الحكومة السورية والفصائل المعارضة المتنوعة التي تحاربها. وفي هذه الأثناء تساعد الضربات الجوية الروسية الموجهة ضد المعارضة المسلحة الجيش السوري على تحقيق ما سيكون أكبر انتصار له في الحرب خلال المعركة لاستعادة السيطرة على حلب كبرى مدن سوريا ومركزها التجاري قبل الحرب. وتعقد الوضع بسبب انضمام مقاتلين مدعومين من الأكراد للمعارك في المنطقة الواقعة شمالي حلب قرب الحدود التركية الأمر الذي دفع تركيا للرد سريعا بالمدفعية. وسيطرت وحدات حماية الشعب الكردية بمساعدة الضربات الجوية الروسية على قاعدة جوية سابقة في منغ الأسبوع الماضي مما أغضب تركيا التي ترى أن وحدات حماية الشعب هي امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي يشن حملة تمرد على الأراضي التركية منذ ثلاثة عقود. وبدأت تركيا القصف وطالبت وحدات حماية الشعب بالانسحاب من المناطق التي انتزعتها من مقاتلين سوريين في شمال حلب في الأيام الأخيرة بما في ذلك قاعدة منغ الجوية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القصف أدى إلى مقتل اثنين من مقاتلي وحدات حماية الشعب. ورفض حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي مطالب تركيا بالانسحاب بينما قالت الحكومة السورية إن قصف تركيا لشمال سوريا يصل إلى حد الدعم المباشر للجماعات المسلحة. وشهدت جبهات أخرى نشاطا يوم الأحد. وخاضت قوات مدعومة من الأكراد معارك مع جماعات مسلحة قرب تل رفعت في ريف حلب الشمالي بينما في الجنوب جددت قوات الحكومة قصفها لمواقع المقاتلين شمال غربي مدينة حلب. وأبلغ المرصد أيضا عن وقوع ضربات جوية من طائرات يعتقد أنها روسية في مناطق شرقي دمشق وشمالي حمص وفي محافظة درعا الجنوبية. وتواجه مساعي إرسال مساعدات إنسانية مخاطر بسبب التصعيد الأحدث في العنف. وتساءلت داليا الأوقاتي مديرة برامج شمال سوريا في منظمة فيلق الرحمة لماذا ننتظر أسبوعا من أجل هذا الوقف الضروري الملح للأعمال القتالية؟ وتابعت قولها كل تأخير يضع حياة مدنيين أبرياء في خطر أكبر ويعرقل جهودنا لدعم نصف مليون شخص يعتمدون علينا للحصول على الغذاء وغيره من الإمدادات الضرورية. * تقييم إيجابي قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي باراك أوباما اتفقا على تعزيز التعاون لتطبيق الاتفاق بشأن سوريا الذي أبرم في مدينة ميونيخ الألمانية. وبعد محادثة هاتفية بين بوتين وأوباما قال الكرملين إن الرجلين قيما اجتماع ميونيخ بشكل إيجابي. لكن بيان الكرملين أوضح أن روسيا ستواصل قصف تنظيم الدولة الإسلامية وغيره من المنظمات الإرهابية في مؤشر على أنها ستستهدف أيضا جماعات في غرب سوريا حيث تحارب جماعات جهادية مثل جبهة النصرة -جناح تنظيم القاعدة- القوات الموالية للرئيس بشار الأسد على مقربة من جماعات مقاتلة ينظر لها الغرب على أنها معتدلة. وكان رد فعل الساسة في الغرب ازاء اتفاق ميونيخ أقل إيجابية. وقال حليف بارز للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الأحد إن روسيا أصبحت لها اليد العليا في سوريا وما حولها عن طريق استخدام القوة المسلحة. وذكر نوربرت رويتجين رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني متحدثا في مؤتمر أمني في ميونيخ أنه يتشكك في تصرفات روسيا في الأيام والأسابيع المقبلة رغم موافقتها على وقف للعمليات القتالية من المقرر أن يبدأ خلال أسبوع. وقال رويتجين روسيا عازمة على خلق حقائق على الأرض وعندما ينجحوا في ذلك سيدعون الغرب لقتال العدو المشترك وهو تنظيم الدولة الإسلامية. وقال إنه يعتقد أن هذا الأسلوب ينحي روسيا جانبا باعتبارها شريكا غير مؤهل لقتال تنظيم الدولة الإسلامية. وخلال المؤتمر ذاته قال السناتور الأمريكي جون مكين إنه لا يعتبر الاتفاق انفراجا. وقال لنكن واضحين بشأن ما يفعله هذا الاتفاق. إنه يسمح باستمرار الهجوم الروسي على حلب لمدة أسبوع آخر. وتابع مكين السيد بوتين ليس مهتما بأن يكون شريكا لنا. يرغب في دعم نظام الأسد ويريد ترسيخ روسيا كقوة كبرى في الشرق الأوسط ويريد استخدام سوريا كتدريب بالذخيرة الحية لتحديث الجيش الروسي. * مصالحة ومع استمرار القتال حث الجيش السوري السكان في محافظة درعا ومنطقة الغوطة شرقي دمشق والمناطق الريفية شرقي حلب على السعي سريعا للمصالحة مع الحكومة. وكثيرا ما ينظر إلى ما يسمى باتفاقات المصالحة على أنها طريقة للحكومة لإجبار المسلحين على الاستسلام وتأتي عادة بعد فترات حصار طويلة لمناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة ويعيش فيها مدنيون. وقالت السعودية يوم الأحد إنها أرسلت طائرات إلى قاعدة إنجيرليك التركية للانضمام إلى المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية لكنها شددت على أن أي خطوة تهدف لنشر قوات خاصة سعودية في سوريا تعتمد على قرار يتخذه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية. وكان وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر قال يوم الجمعة إنه يتوقع أن ترسل كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة قوات خاصة إلى سوريا لمساعدة مقاتلي المعارضة في مساعيهم لاستعادة مدينة الرقة معقل الدولة الإسلامية في سوريا. (إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)
مشاركة :