قصفت طائرات تركية مقاتلين أكرادا مدعومين من الولايات المتحدة في شمال سوريا بأكثر من 20 ضربة جوية الليلة الماضية (19 أكتوبر تشرين الأول) مما يسلط الضوء على الأهداف المتعارضة للبلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي في ساحة قتال تزداد تعقيدا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء إن الطائرات استهدفت مواقع لقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في ثلاث قرى شمال شرقي مدينة حلب كانت القوات قد انتزعتها من تنظيم داعش. وأكد الجيش التركي أن طائراته الحربية نفذت 26 ضربة جوية على مناطق سيطر عليها مؤخرا مسلحو وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا وقتلت ما بين 160 و200 من المسلحين. لكن المرصد أورد عددا أقل بكثير للقتلى قائلا إن 11 شخصا قتلوا وأصيب عشرات بجروح. وقال مسؤولون من الإدارة التي يقودها الأكراد وتدير أغلب مناطق شمال شرق سوريا إن عشرات قتلوا. وساندت الولايات المتحدة القوات الكردية في قتالها لتنظيم داعش مما أغضب أنقرة التي ترى وحدات حماية الشعب الكردية امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا منذ ثلاثة عقود في جنوب شرق تركيا. وتخشى تركيا أن تحاول وحدات حماية الشعب الربط بين ثلاث مناطق حكم ذاتي كردية ظهرت إلى الوجود خلال الحرب الدائرة منذ خمس سنوات لإقامة جيب يحكمه الأكراد في شمال سوريا مما يعزز آمال الانفصاليين الأكراد على أراضيها. وقال الجيش التركي إن خمس قذائف أطلقت من داخل منطقة عفرين الواقعة تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا -وتقع إلى الغرب من المناطق التي استهدفها القصف الجوي- لتسقط في أرض فضاء في إقليم خطاي التركي اليوم الخميس وإنه تم الرد عليها بمدافع هاوتزر. وقالت وكالة أنباء هاوار الموالية للأكراد إن الجيش التركي قصف قرى قرب عفرين خلال الليل. وأظهرت لقطات قالت إنها أعمدة دخان تتصاعد من الجانب السوري من الحدود. وأضافت الوكالة إن هناك قتلى وجرحى من جراء القصف الذي تم بنحو 44 قذيفة هاوتزر على الأقل. وقال الجيش أيضا أن 21 من مسلحي حزب العمال الكردستاني قتلوا في عمليات في إقليم هكاري في جنوب شرق تركيا حيث اشتعل العنف منذ تخلي حزب العمال الكردستاني عن وقف إطلاق النار العام الماضي. وهذه الضربات الجوية هي الأعنف على وحدات حماية الشعب منذ أن شنت تركيا حملتها العسكرية داخل سوريا قبل شهرين. وجاءت بعد ساعات من تحذير الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من أن تركيا قد تتصرف بشكل منفرد للقضاء على أعدائها في الخارج. ودخلت تركيا وهي أحد الداعمين الرئيسيين للمعارضة المسلحة ضد الرئيس بشار الأسد- الصراع السوري في أغسطس آب مستخدمة قوتها المدرعة والجوية لمساعدة فصائل الجيش السوري الحر المعارض للاستيلاء على أراض يسيطر عليها تنظيم داعش قرب الحدود. لكن تدخلها يهدف كذلك إلى منع قوات سوريا الديمقراطية من كسب المزيد من الأراضي. وكانت القوات تتقدم شرقا صوب الباب وهي البلدة التي تسعى القوات المعارضة المدعومة من تركيا لانتزاعها من تنظيم داعش.
مشاركة :