تقرير إخباري: عشرات المستوطنين يدخلون باحات المسجد الأقصى قبل ساعات من "مسيرة الأعلام"

  • 5/18/2023
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

رام الله 18 مايو 2023 (شينخوا) دخل عشرات المستوطنين يتقدمهم وزير إسرائيلي وأعضاء في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) اليوم (الخميس) إلى باحات المسجد الأقصى في شرق مدينة القدس قبل ساعات من "مسيرة الأعلام". وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس في بيان إن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى منذ ساعات الصباح يتقدمهم وزير النقب والجليل ايتسحاق فاسرلاف من حزب القوة اليهودية بزعامة وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير وعدد من أعضاء الكنيست من حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأضافت الدائرة أن المستوطنين اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة بحماية مشددة من قوات الشرطة الإسرائيلية وأدوا صلوات دينية قبالة "قبة الصخرة" قبل أن يغادروا المسجد. من جهتها، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية ((وفا)) بأن الشرطة الإسرائيلية أغلقت المصلى القبلي بالأقصى بعد تفريغه من المصلين ونشرت قواتها في باحاته لتأمين اقتحامات المستوطنين قبيل مسيرة الأعلام المقررة عصر اليوم. وذكرت الوكالة أن الشرطة الإسرائيلية أبعدت عشرات الفلسطينيين من سكان القدس والصحفيين عن محيط باب السلسلة أحد أبواب الأقصى و"اعتدت بقوة" على بعض الشبان في محيط المنطقة. ولم يصدر أي تعقيب إسرائيلي رسمي على تلك الأحداث التي تأتي قبيل ساعات من تنظيم مسيرة الأعلام الإسرائيلية التي من المقرر أن تسير في البلدة القديمة والأحياء الإسلامية في شرق مدينة القدس. وقالت الإذاعة العبرية العامة أمس (الأربعاء) إن الشرطة الإسرائيلية بدأت بالاستعداد لمسيرة الأعلام المقرر تنظيمها اليوم في القدس، وذلك تحسبا لوقوع أعمال عنف أو شغب. وذكرت الإذاعة أن 3300 عنصر من الشرطة سيقومون بتأمين سير فعاليات المسيرة، مشيرة إلى أن الشرطة أبعدت 37 ناشطا بينهم يهود عن القدس بسبب ورود معلومات حول نيتهم تنفيذ نشاطات محظورة في الحرم القدس أو الإخلال بالنظام العام. وكان نتنياهو، قد قال الاثنين خلال اجتماع لحزبه الليكود إن "مسيرة الأعلام ستقام على طريقها المخطط وحسب النظام المعتاد، نحن نعمل من أجل أمن إسرائيل وسنواصل القيام بذلك معًا وبنجاح كبير". إلى ذلك اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في بيان صدر عنه أن إقامة مسيرة الأعلام "محاولة يائسة لفرض وقائع زائفة في المدينة المقدسة"، واصفا المسيرة "بالعبثية والاستفزازية". وقال اشتية إن مسيرة الأعلام "لا تمنح الاحتلال أية شرعية يبحث عنها بسياسات عبثية وممارسات قمعية ولا تكسبه أية معاني أو دلالات يحاول فرضها بغطرسة القوة العمياء مثلما لا تستطيع تغيير معالم المدينة المقدسة". بدوره حمل رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو "المسؤولية الكاملة عن تداعيات مسيرة الأعلام الاستفزازية". وقال فتوح في بيان إن مسيرة الأعلام هي إحدى أدوات "الحرب العنصرية التي تشنها حكومة اليمين الفاشي، بهدف طرد الفلسطينيين من القدس وتأتي ضمن مخططات تهويد المدينة". كما حذرت وزارة شؤون القدس الفلسطينية من أن "الاقتحامات الواسعة للمسجد الأقصى والمسيرات الاستفزازية والعنصرية في البلدة القديمة، تحمل في طياتها عوامل تصعيد الأوضاع في المدينة المحتلة". وقال بيان صادر عن الوزارة إن الحكومة الإسرائيلية تحاول "نسف الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى من خلال تصعيد الاقتحامات ودعوات رفع العلم الإسرائيلي في باحاته وهو ما يمثل استفزازا لمشاعر المسلمين في فلسطين وأنحاء العالم". وطالب البيان المجتمع الدولي بالوقوف "بحزم أمام هذه الانتهاكات الإسرائيلية ووقفها وتحميل الاحتلال الإسرائيلي وحده المسؤولية عن تداعياتها"، مؤكدا أن القدس "ستبقى عربية فلسطينية ولا سلم ولا استقرار دون أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة". أما حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فقالت على لسان الناطق باسمها عبد اللطيف القانوع إن "المعركة مع الاحتلال على هوية المسجد الأقصى مازالت مفتوحة وماضية ولن نسمح له بتمرير مخطط بسط سيادته أو فرض سيطرته عليه من خلال تسيير مسيرة الأعلام أو الاقتحامات المتكررة". ودعا القانوع في بيان الفلسطينيين إلى "الاستنفار وشد الرحال للمسجد الأقصى والرباط في باحاته لحمايته وتصعيد ساحات الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي في مختلف مناطق الضفة الغربية". وتحتفل إسرائيل سنويا بمسيرة الأعلام فيما يعرف بـ"يوم توحيد القدس" بعد سيطرتها على شرق المدينة بعد حرب عام 1967. ودخلت المسيرة العام الماضي البلدة القديمة من بابي العامود والخليل وصولا إلى حائط البراق/ المبكى لإحياء الذكرى، ما تسبب في اندلاع صدامات مع الفلسطينيين أدت لوقوع إصابات. وتثير المسيرة مخاوف من عودة التصعيد العسكري بين إسرائيل وقطاع غزة، إذ كانت سببا في اندلاع تصعيد عسكري بين إسرائيل وحركة حماس في غزة في عام 2021 استمر لمدة 11 يوما. وعلى إثر ذلك أعلن مسؤول إسرائيلي للإذاعة العبرية الثلاثاء نشر منظومة القبة الحديدية في مدينة القدس قبيل مسيرة الأعلام المرتقبة تحسبا لإطلاق الفصائل الفلسطينية المسلحة صواريخ من قطاع غزة. وتأتي التحذيرات والتخوفات بعد أيام من إعلان وقف إطلاق النار برعاية مصرية أنهى جولة قتال استمرت خمسة أيام بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي في غزة أسفرت عن مقتل 33 فلسطينيا، بينهم ستة مسؤولين بارزين في سرايا القدس الجناح العسكري للحركة، وشخصان في إسرائيل أحدهما عامل فلسطيني من غزة.

مشاركة :