دخل وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير، اليوم (الأربعاء) الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية تحت حماية أمنية مشددة، الأمر الذي قوبل بتنديد فلسطيني. وقالت مصادر فلسطينية لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إن بن غفير دخل إلى الحرم الإبراهيمي وتجول فيه وأدى رقصات داخل إحدى غرفه احتفالا بذكرى ما يسمى يوم استقلال إسرائيل الـ75". ونشر بن غفير مقطع مصور قصيرا على حسابه الرسمي في ((تويتر))، وهو يرقص ويؤدي طقوسا برفقة مجموعة من المستوطنين بينهم أطفال ويرددون أغاني باللغة العبرية. وأدان وزير الأوقاف والشؤون الدينية في السلطة الفلسطينية حاتم البكري، في بيان "اقتحام" بن غفير للحرم الإبراهيمي، معتبرا إياه "انتهاكا فاضحا" للأماكن المقدسة ودور العبادة. واتهم البكري الحكومة الإسرائيلية "بتبادل الأدوار مع المستوطنين عبر السماح لهم برفع العلم الإسرائيلي والشمعدان وإطلاق الألعاب النارية على سطح الحرم وفي ساحاته الخارجية في إطار فرض هيمنتهم الكاملة عليه بهدف تحويله إلى كنيس يهودي". وقال إن ما يجري في الحرم الإبراهيمي "انتهاك فاضح لقدسيته وملكيته الوقفية الخاصة للمسلمين ولا يحق لغيرهم ممارسة العبادة فيه، وهذا أمر يقتضي العمل وبشكل جاد لإيقافه والحد منه بشكل كامل وبكل قوة من خلال التوافد على الحرم". وطالب المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان ومتابعة الأماكن الدينية بالعمل على "كف يد الاحتلال الذي أصبح يعبث بأرضنا ومقدساتنا دون رقيب، خاصة في ظل هذه الحكومة الأكثر يمينية". كما طالب البكري بضرورة وضع السفراء والقناصل المعتمدين لدى دولة فلسطين ودول العالم بصورة ما يجري داخل الحرم الإبراهيمي ومحيطه من "انتهاكات واعتداءات صارخة بقوة السلاح". ويعتبر الحرم الإبراهيمي أقدم بناء مقدس مستخدم حتى اليوم دون انقطاع تقريبا في الضفة الغربية، وهو رابع الأماكن المقدّسة عند المسلمين الفلسطينيين، وثاني الأماكن المقدّسة عند اليهود بعد جبل الهيكل. ويعتقد اليهود أن الحرم الإبراهيمي أو ما يطلقون عليه "مغارة المخبيلا" هو المكان الذي دفن فيه الأنبياء إبراهيم وإسحاق ويعقوب وزوجاتهم، وقامت إسرائيل بعد احتلال الضفة الغربية بإنشاء كنيس يهودي داخل باحات الحرم. وفي أعقاب توقيع اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في عام 1993، تم التوقيع في عام 1997 على اتفاق لاحق بشأن مدينة الخليل يقسمها إلى قسمين (H1)، الذي يخضع للسيطرة الفلسطينية و(H2) تحت السيطرة الإسرائيلية. وحولت إسرائيل جزءا من المسجد إلى كنيس يهودي فأصبح 60 في المائة من مساحته لليهود، والباقي للمسلمين وقامت بالفصل بينهما بحواجز وبوابات حديدية محكمة وضعت فيها ثكنات عسكرية للإشراف والمراقبة، بحسب مصادر فلسطينية. من جهته، حذر رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، في بيان من تداعيات "اقتحام" بن غفير للحرم الإبراهيمي، داعيا المجتمع الدولي "للجم الجنون" الذي تمارسه الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو. وقال فتوح إن "اقتحام الحرم الإبراهيمي والمسجد الأقصى يشكل انتهاكا فاضحا لدور العبادة ومحاولة لإضفاء الطابع الديني على الصراع، الذي من شأنه إشعال المنطقة وتفجير الأوضاع". وسبق أن دخل بن غفير المسجد الأقصى شرق مدينة القدس في الثالث من يناير الماضي تحت حماية الشرطة الإسرائيلية لأول مرة منذ توليه منصب وزير الأمن القومي، ما أثار موجة غضب فلسطيني شعبي ورسمي.
مشاركة :