أكد مدير قسم التخدير بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة، الدكتور معن قطان، أنه خلال السنوات الأخيرة تم الارتقاء بمفاهيم التثقيف الصحي، فأصبح علماً من علوم المعرفة يستخدم النظريات السلوكية والتربوية، وأساليب الاتصال، ووسائل التعليم، ومبادئ الإعلام للارتقاء بالمستوى الصحي للفرد والمجتمع، منوها بأهمية التثقيف في نشر المفاهيم والمعارف الصحية السليمة في المجتمع، وتمكين الناس من تحديد مشاكلهم الصحية واحتياجاتهم، كذلك مساعدة الناس في حل مشاكلهم الصحية، وبناء الاتجاهات الصحية السوية، وترسيخ السلوك الصحي السليم، وتغير المفاهيم الخاطئة إلى سلوك صحي. وأشار إلى أن الهدف الرئيسي من التثقيف هو تحسين الصحة على مستوى الفرد والمجتمع، كما بين أن مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة، ممثلةً في قسم التخدير، بصدد إقامة الحملة التوعوية السنوية الأولى لطب التخدير تحت شعار "نحو تخدير آمن"، وذلك يوم الخميس الموافق 18 فبراير 2016م في "الرد سي مول"، وبالتعاون مع البورد السعودي للتخدير. وبين الدكتور قطان أن "التوعية لهذا الجانب مهمة جدا، خاصة أن التخدير له أهمية كبرى"، وقال إن "التخدير هو حالة غير دائمة لفقدان الوعي، وعدم الإحساس بالألم، بالإضافة إلى ارتخاء العضلات. وأبان أن "هناك إستراتيجيات مختلفة للتخدير، وهي: التخدير العام (الكامل)، وهو النوع الأكثر شيوعاً، وهو حالة من النوم الكامل بالعقاقير تحت إشراف طبيب التخدير. والتخدير النصفي: وهو النوع المفضل للعمليات في النصف السفلي من الجسم، ويتم حقن المسكنات الموضعية في الأغشية المحيطة أو بالسائل النخاعي. وتخدير الأعصاب الطرفية: ويتم فيه حقن المسكن الموضعي حول أحد أو مجموعة من الأعصاب الطرفية". يذكر أن التخدير الموضعي هو تخدير الجلد بالمسكن الموضعي، ويكون في العمليات السطحية وعمليات اليوم الواحد. من جهتها، أوضحت استشاري التخدير نائب رئيس برنامج التخدير للأطباء المقيميين بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة، الدكتورة هيفاء كيال، أن من أهداف الحملة التوعوية الأولى لطب التخدير توعية أفراد المجتمع بعلم التخدير، وأهميته في تسهيل الكثير من العمليات الجراحية وغير الجراحية كالمناظير والأشعة العلاجية والتخصصية وتثقيف المجتمع بأنواع التخدير، وأهميه كل نوع، وكيفية اختيار النوع المناسب للمريض، وتغير بعض المفاهيم الخاطئة لدى البعض، والتي تكون ناتجة عن عدم علم أو دراية ببعض التفاصيل المهمة للمريض، وتبديد بعض المخاوف والأفكار عن التخدير، والتعرف كيفيه تهيئة المريض لتلقي التخدير، وما يجب فعله قبل التعرض للتخدير، ونشر ثقافه الولادة بلا ألم لدى السيدات الحوامل. وأضافت الدكتورة هيفاء أن الحملة التوعوية تتضمن ست محطات تثقيفية، وهي (التخدير الكامل- التخدير النصفي– عيادة التخدير- تخدير الأطفال– ولادة بلا ألم- علاج الألم). كما بينت أن "من أهم ما سيقدم في الحملة التوعوية تثقيف النساء كافة بإبرة الظهر من خلال محطة التثقيف "ولادة بدون ألم"، وقالت "إنها طريقة تستخدم فيها جرعات متكررة من المخدر الموضعي في المنطقة فوق الجافية (المحيطة بالنخاع الشوكي)؛ مما يؤدي إلى تخدير الأعصاب الخاصة بالرحم، وهذه الطريقة ملائمة لمعظم النساء". وأشارت الدكتورة إلى أن هناك من الأمور التي يجب إبرازها بخصوص التخدير، وذلك إعداد حالة المريض قبل وضعه للتخدير، ومنها التوقف عن التدخين لفترة طويلة قبل العملية، والاستمرار في استخدام بعض الأدوية الموصوفة للمريض حتى يوم العملية كأدوية السكر والضغط وإيقاف بعضها عدة أيام مثل أدوية سيولة الدم، وذلك حسب تعليمات التخدير. وعلاوة على ذلك، شددت على أهمية رفع المستوى الثقافي بخصوص الإفاقة، حيث يتوجه المريض إلى غرفة الإفاقة بعد العملية الجراحية، وخلال مكوثه في غرفة الإفاقة يتم مراقبته ووظائفه الحيوية خلال زوال تأثير التخدير لفترة يحددها طبيب التخدير للاطمئنان على المريض. يذكر أنه سيصاحب الفعاليات تنظيم يوم توعوي بمركز العيادات الخارجية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة، وذلك يوم 28 فبراير 2016م بمشاركة الكثير من الإدارات و الأقسام الداخلية ذات العلاقة بالشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني القطاع الغربي و الجهات ذات العلاقة.
مشاركة :