كأس ولي العهد ليس مكاناً لتجارب صافرة محلية فاشلة

  • 2/15/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

مسابقة كأس ولي العهد واحدة من أهم وأقوى المسابقات الكروية السعودية، كانت ولازالت أحد أسباب تطور الرياضة وتخريج النجوم والكوادر الإدارية وبروزهم على صعيد الأندية والمنتخبات، وعلى الرغم من ذلك تحاول لجنة الحكام الرئيسية بعدم منحها الأهمية الكافية من خلال عدم تكليف حكام أجانب يقودون هذه المباراة في ظل الأوضاع المتدهورة للحكم السعودي وتذمر الجميع من قراراته وانحدار مستواه، الهلال والأهلي اتفقا على الاستعانة بالحكم الأجنبي ورفعا طلبا بذلك إلى اتحاد الكرة تخفيفا لحدة التوتر والشحن الجماهيري والتفاعل الإعلامي بسبب أخطاء الحكام ولجنتهم والمضي بالتحكيم إلى طريق مجهول، ورئيس اللجنة الموقرة يصر على أن يكون الطاقم سعوديا انتصارا لقناعاته ورغبته، وتأكيدا على أن الحكم بالمملكة في عهده تطور ولابد أن يكون له حضور في النهائي حتى لو كانت قراراته ومستواه لا يؤهلانه لمثل هذه المباراة الكبيرة التي يحمل كأسها اسم ولي العهد -يحفظه الله-، وهذا الإصرار الغريب من المهنا يؤكد أن همه الأول أن تكون بحكم سعودي بغض النظر عن الاسم العريض للمسابقة، والتبعات المنتظرة فيما لو ارتكب كوارث ستضر بأحد الفريقين. هذا كأس ولي العهد وليس مباراة دورية أو بطولة ثانوية، من لا يختار حكاما أجانب أكفاء تقديرا لحجمه فهو لا يقدر قيمة المناسبة وضرورة أن تظهر بأجمل صورها الفنية والتنظيمية انسجاما مع الرعاية والإطلالة المرتقبتين للرجل الثاني في البلاد، برأي اتحاد الكرة ولجنة الحكام أنه من الممكن أن يقود المباراة أي من مرعي عواجي وتركي الخضير وفهد المرداسي وعبدالرحمن السلطان ومحمد الهويش، هذه الأسماء من يمكن تكليفهم للمباريات الأقل تأثيرا وأهمية، ولكنهم بكوارثهم وتفاوت مستوياتهم وقراراتهم لا يرتقون إلى مستوى مواجهة كروية ستكون برعاية الأمير محمد بن نايف، تكليف أي منهم سيزيد أجواء المباراة احتقانا وتشكيكا قبل أن تبدأ؛ لأن أحوال التحكيم بوجود عناصره الحالية المهزوزة ولجنته المتخبطة التي تصر على العناد والسباحة وسط الأمواج العاتية وهي لا تجيد السباحة لا يمكن أن تجلب التفاؤل بنجاح النهائي تحكيميا فيما لو كُلف حكم سعودي. الانتصار للقناعات الخاطئة لا يمنح الحدث الكبير حقه من الاهتمام تم تسريب أن الهويش سيقود المباراة وربما هذا جس نبض واختبار لردة الفعل؛ لأن اللجنة تريد عواجي، وإذا ما كان الأمر صحيحا فسيكون ذلك خطأ كبيرا، فالأول رسب في اختبارات اللياقة الآسيوية، وأعيدت له أكثر من مرة حتى تجاوزها بتوصيات عدة، فضلا عن الكوارث التحكيمية التي شوهت تاريخه بداية بقراراته "الدلهومية" يومها تحولت كرة القدم على مرأى منه إلى لعبة طائرة، ومرورا بأخطاء أخرى كارثية, أما مرعي فانكشف منذ مواجهة الشباب والنصر الشهيرة ووجوده ماهو إلا مجاملة له؛ لأنه حتى الآن لم يخرج من تداعيات وأضرار تلك المباراة وهذا كاف لأن يُبعد الثنائي وبقية زملائهما الذين لا يقلون عنهم أخطاء ليس عن نهائي كأس ولي العهد إنما عن أي مباراة مهمة لأن وجودهم لا يمثل مستقبل التحكيم الواعد الذي يذهب إلى ما هو أبعد من المحلية. حكام المهنا حتى وإن أظهروا حماسا في قيادتهم للمباريات ومحاولة الخروج بأقل الأضرار إلا أن حضورهم لا يمثل الهيبة المطلوبة للحكام المتمكنين والقاعدة القوية التي تنهض بالتحكيم وتعيد له هيبته منذ سقوطه بصافرة إبراهيم العمر والمهنا ومحمد السويل ومطرف القحطاني، ومعجب الدوسري ويوسف العقيلي، وممدوح المرداسي، وغيرهم كُثر مع الأسف، والمضحك أن جزءا من هؤلاء وغيرهم من أسماء فشلت في قيادة المباريات والمراقبة والتقييم، فأفشلوا التحكيم وغاب بوجودهم تطبيق القانون وتحولت المباريات إلى فوضى. في الموسم الواحد يقام نهائيان مهمان يترقبهما الوسط الرياضي على أحر من الجمر حرصا من الشباب على اللقاء بالقيادة -حفظها الله- التي لم تبخل عليهم بشيء، الأول نهائي كأس الملك والثاني كأس ولي العهد، لذلك لا يمكن تشويههما بتكليف حكم محلي مثل عواجي والهويش وبقية القائمة، متدنية القدرات، وضعيفة القرارات، ومتواضعة الحضور بحجة منح الحكم السعودي الفرصة والثقة، هؤلاء هم تلاميذ اللجنة الحالية يشوهون مباريات دورية لا ترتقي إلى أهمية كأس ولي العهد بهفواتهم وأخطائهم المؤثرة التي أدت إلى شكاوى الأندية وإصدار البيانات، فما بالنا بنهائي تاريخي يشرفه ولي العهد, حتى وأن تحمست لجنة الحكام ورئيسها وأعضاؤها للوقوف بجوار الحكم المحلي ودعمه والاستماتة من أجل النهوض به" ومع الأسف أن هذه الاستماتة لم تؤت نتائجها منذ اختيارها" فالوسط الرياضي الطامح إلى رؤية مباراة كبيرة نظيفة يزيدها جمالا رعاية ولي العهد لا يقبل بتجارب الحكام على أمل لعل وعسى، هذه التجارب لا تكون على حساب مباراة مصيرية بوجود فريقين كبيرين يتنافسان على هذه البطولة وبطولة الدوري، وأصبحا الآن هما حاملا لواء السباق نحو البطولات المحلية. ما يطالب به الرياضيون والهلاليون والأهلاويون ليس رفضا لوجود الحكم المحلي فكم من الجيل منح الفرص ولكنه أعاد الرياضة بصافرته وقراراته إلى الوراء بكل أسف، إنما يطالبون بوجود حكم يرتقي مستواه وخبرته واسمه إلى النهائي الكبير، فهل يقدر الاتحاد ولجنة الحكام اسم كأس ولي العهد وقيمته ويفصلان بين رغبتهما تكليف الحكم المحلي أم يزجان بأحد الأسماء الموجودة فيعيش الوسط الرياضي وأنصار الناديين على أعصابهم خشية أن تتكرر كوارث المهنا نفسه عندما كان حكما والعمر والسويل والهويش و"دلهومياته" وعبدالعزيز الفينطل وسقوطه، وعواجي وهفواته المؤثرة، هذا ما لا يتمناه الجميع، وإن حدث لا سمح الله فالاتحاد واللجنة مسؤولان مسؤولية كاملة ويجب أن يحاسبا من رعاية الشباب التي ستكون ذات علاقة بالمباراة.

مشاركة :