( 106) أيام كانت فاصلة بين مشهد الجماهير النصراوية التي تهتف للمدرب الإيطالي الشاب فابيو كانافاور في ملعب مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية بالشرائع في مكة المكرمة مرحبة به وهو يتابع مباراة فريقها أمام الوحدة بعد التعاقد معه مدرب للفريق خلفا للأوروغوياني المقال خورخي داسيلفا، والمشهد المعاكس لنفس الجماهير وهي ترمي الإيطالي الأنيق بقوارير المياه وتطالبه بالرحيل عقب سقوطه الكارثي أمام نجران برباعية على ملعب مدينة الملك عبدالله بجدة. هذان المشهدان فسرا مسيرة ابن نابولي صاحب الـــ (42) ربيعا مع العالمي في فترة لم تتجاوز أربعة أشهر قاد فيها الفريق بـ (13) مباراة، (11) منها في الدوري فاز بثلاثة فقط وخسر مثلها، بينما غلبت على مبارياته التعادلات بخمس مباريات، في حين تجاوز دوري (32) و(16) في كأس الملك بعد فوزه على فريقي الدرعية والشعلة من الدرجة الاولى. ولم يكن الإيطالي الأنيق مقنعا لمعظم جماهير النصر منذ توليه الإشراف خلفا للأوروغوياني المقال داسيلفا، حيث حضر متكئا على خبرة بسيطة لم تتجاوز أربعة أشهر كمساعد مدرب لنادي الاهلي الإماراتي، ثم تولى تدريب فريق جوانزو الصيني لمدة ستة أشهر. ورغم تفوق النصر في الاستحواذ في جميع المباريات التي لعبها ضد الفرق ( 13) إلا أنه فشل في تحقيق الانتصارات في (8) مباريات خسر بثلاثة وتعادل في خمس، بينما حضر الفوز في خمس مناسبات، اثنتان منها على فريقين من الدرجة الاولى. ولم يكن نصر كانافارو مقنعا لكل خبراء الكرة وعشاق الفريق بسبب غياب المتعة وفقدان الفريق لشكله الفني، حيث حاول فابيو تجربة عدد كبير من الخطط وتغيير مواقع اللاعبين لكنه فشل فشلا ذريعا في الاقناع والإمتاع وتحقيق الانتصار. وتشي لغة الأرقام بشيء من الواقع حيث لم يحقق فابيو مع النصر في الدوري سوى (14) نقطة من أصل (33) في إحدى عشرة مباراة ، سجل فيها (15) هدفا تدل على المعدل التهديفي الضعيف للفريق، بينما ولجت شباكة (12) هدفا تؤكد سوء التنظيم الدفاعي ايضا. والمفارقة أن النصر فشل بالتسجيل مع الايطالي في أربع مباريات بينما حافظ على شباكه نظيفة في ست مباريات، ولعب في عهد فابيو (26) لاعبا سجل منهم (11) لاعبا (24) هدفا في مسابقتي الدوري وكأس الملك، بينما تناوب سبعة لاعبين على الصناعة، وحصل (22) لاعبا على بطاقة صفراء، في حين لم يحصل أي لاعب على بطاقة حمراء. وفشل كانافارو في وضع أي بصمة فنية مميزة على الفريق رغم تعذره الدائم بالحقوق المالية المتأخرة والاصابات والايقافات حيث لم يكتمل الفريق في أي مباراة أشرف عليه الايطالي خلال أكثر من مائة يوم، ولعل ماسيذكره النصراويون للمدرب هو رفع المعدل اللياقي للفريق من خلال مدرب اللياقي الاسباني جارسيا مما جعل الفريق قادرا على لعب مباراة كاملة برتم واحد في وقت كان تشتكي جماهير العالمي من إنخفاض المعدل اللياقي بسبب الإعداد الضعيف في بداية الموسم. (النادي) قدمت رصدا متكاملا بلغة الأرقام والاحصائيات للمدرب الايطالي خلال مشواره الفني مع العالمي في مسابقتي الدوري وكأس الملك.