قال المحلل السياسي المهتم بالشأن الليبي عادل الخطاب، إن بعض المسئولين الإيطاليين كشفوا عن خطة بلادهم لتوطين المهاجرين غير الشرعيين في الجنوب الليبي بعد أسبوع من توقيع الاتفاقية بين منظمة آراباتشي الإيطالية وعميد بلدية أوباري، أحمد ماتكو، لتعزيز قطاع الزراعة والعمالة الزراعية في فزان. وأضاف أن توطين المهاجرين غير الشرعيين في الجنوب الليبي جاء بعدما رفضت الجارة تونس استقبالهم وتوطينهم مقابل مبلغ مالي مُقدم من إيطاليا ودول الإتحاد الأوروبي، وهو ما كشفه، رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان، مصطفى عبد الكبير. وقال عبد الكبير في تصريحٍ صحفى، إن المنظمة تفاجآت بقرار السلطات الإيطالية إعلان خطة الطوارئ في ملف الهجرة بسبب تزايد عدد المهاجرين غير النظاميين، ورصد حجم كبير من الأموال لفائدة هذه الخطة، بدعم من الاتحاد الأوروبي. وأعرب عبد الكبير عن رفضه لمبدأ المقايضة في ملف الهجرة عن طريق رصد مبالغ ضخمة من إيطاليا والإتحاد الأوروبي لتحويل تونس إلى منصة لإستقبال المهاجرين غير الشرعيين. وتابع المحلل، أنه بعد رفض تونس لمحاولة استغلال أراضيها من قبل إيطاليا، على الرغم من حديث وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، أن نسبة المهاجرين القادمين من تونس زادت بنسبة 100%، قررت إيطاليا أن تستغل الوضع السياسي والأمني المتدهور في ليبيا من أجل تمرير أجندة تحويل الجنوب الليبي إلى ساحة إنتظار للمهاجرين بدلًا عنها. وأشار إلى أن هناك تلاعب بديموغرافية ومعتقدات الشعب الليبي حسب الأنباء والتقارير المخطط الأمريكي- الإيطالي، ففي وقتٍ سابق أعلن جهاز الامن الداخلي في طرابلس، القبض على أحد الأجانب، الذي كان سببًا في التأثير على الشباب الليبيين. وبحسب التقارير فإن السفارة الأمريكية في طرابلس، تُنظم بعثات ورحلات في مجالات مُختلفة كتعليم اللغة الإنجليزية وتشكيل مُنظمات حقوق الإنسان والمرأة وغيرها، وتأسيس جمعيات لاستقطاب الشباب لأمور خارجة عن التقاليد والعادات وديمغرافية شعب ليبيا، كما تسعى واشنطن لتوسيع نطاق نشاطها نحو مدينة بنغازي أحد أكبر المدن في شرق ليبيا. رئيس حزب صوت الشعب والناطق الرسمي باسم تجمع الأحزاب الليبية، فتحي الشبلي، قال إن أي عمل القصد منه المس بالأمن القومي الليبي من خلال زعزعة السلم والأمن الاجتماعي والعمل على التغيير الديموغرافي للجنوب الليبي هو عمل مرفوض وغير مقبول مهما كانت مبرراته أو الأهداف منه، وتغيير بعض المعتقدات الدينية. وفي هذا السياق، أكد الناشط السياسي والصحفي الليبي، محمد القماطي، رفض الشعب الليبي وسكان المنطقة الجنوبية للمشروع الاستعماري الجديد الذي جاءت به إيطاليا، وألقى باللوم على الحكومة، التي سمحت للدول الأجنبية التدخل بشكل سافر في الشأن الليبي ولإيطاليا في الآونة الأخيرة وإهدار ثروات الشعب الليبي وعمّق الأزمة السياسية والإنقسام المؤسساتي في البلاد فقط من أجل البقاء في السلطة.
مشاركة :