مقالة خاصة: النساء المبتكرات الصينيات يسطعن مع تقدم الملكية الفكرية في البلاد

  • 4/28/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

اتسم التقدم الملحوظ الذي أحرزته الصين في مجال الابتكار المستقل بتزايد مشاركة النساء في صناعة الملكية الفكرية، حيث استفادت المزيد من النساء الصينيات من إمكاناتهن المبتكرة لاستهداف العلوم الرائدة، وخدمة الاقتصاد، وإفادة معيشة الناس. وسُلّطت الأضواء على المبتكرات الصينيات كموضوع لليوم العالمي للملكية الفكرية لهذا العام، والذي احتُفل به في يوم 26 أبريل الحالي، مع التركيز على موضوع "النساء والملكية الفكرية: تسريع الابتكار والإبداع"، حيث أصبحت قصصهن أيضاً ترجمة رائعة لصعود الصين في مجال الابتكار العالمي. - من أجل الاعتماد على الذات في مجال العلوم والتكنولوجيا "النساء يدعمن نصف السماء"، ينطبق هذا الاقتباس الشهير للرئيس الراحل ماو على استكشاف الفضاء في الصين الحديثة، حيث تعتبر لي ون جينغ، من الشركة الصينية للعلوم والصناعة الفضائية، واحدة من العالمات اللاتي يساهمن بحكمة في ابتكار البلاد. اضطلع الصاروخ الصيني الحامل من طراز "لونغ مارش-5" بمهام حيوية مثل إطلاق مسبار المريخ، والمركبة القمرية، ووحدات المحطة الفضائية. وخلال مراحل تطويره، تمثلت إحدى المشكلات التي عالجتها لي ون جينغ بالكمية الكبيرة من الحرارة الناتجة عن خطوط أنابيب غاز المحرك التي أتلفت المكونات الإلكترونية الداخلية. ولقد استلزم الأمر من العلماء اكتشاف طريقة لمنع حالات ارتفاع درجة الحرارة. وتوصل فريق لي ون جينغ إلى مادة عالية الكفاءة لمقاومة الحرارة، لكنها وجدت أنها مادة كثيرة المتطلبات، حيث لم يوجد دراسات سابقة حولها للمراجعة، وذلك بعد قراءة مجموعة من الأوراق البحثية في داخل البلاد وخارجها. وحول هذا الأمر؛ قالت لي: "توجّب علينا أن نصنعها من الصفر". وبفضل جهودهم الدؤوبة، ابتكرت لي وزملاؤها مادة عازلة للحرارة وطريقة تحضير لصنعها، حيث فاز الاختراعان بجائزة براءة الاختراع الذهبية في الصين في عام 2018. وقد تكرر النجاح المذكور في تصنيع مواد لمركبة الهبوط على المريخ "تيان ون -1". مثل معظم النساء المهنيات، تسعى لي جاهدة لتحقيق التوازن بين الأسرة والعمل. وعلى الرغم من أن العالمة غالباً ما تندم على قضاء القليل من الوقت مع أطفالها بسبب العمل، لكنها مصممة على المساهمة في تطوير المزيد من المواد الأرق والأخف وزناً للمركبات الفضائية، للاستجابة لدعوات البلاد للاعتماد على الذات في التكنولوجيا. - لمواجهة منافسة شديدة تعتبر شركة "غري" شركة صينية عملاقة للأجهزة الكهربائية تفخر بآلاف طلبات براءات الاختراع. ورئيستها هي دونغ مينغ تشو، التي تقدر الابتكار وتُعلي من شأنه. وقالت دونغ إن النساء هُنّ العمود الفقري لإنجازات الشركة المبتكرة، حيث أسهمت المخترعات بأكثر من 55 في المائة من طلبات براءات الاختراع في الشركة، مشيرة إلى أنها تكافئ الموظفين سنوياً نظير إسهاماتهم في التكنولوجيا العلمية، حيث أكثر من 65 بالمائة من الفائزين من النساء. انضمت شركة دونغ أيضاً بنشاط إلى المنافسة العالمية من خلال البحث والتطوير المستمر، حيث قدمت شركتها ما يقرب من 5 آلاف براءة اختراع في 35 دولة ومنطقة، مثل أوروبا، والولايات المتحدة، واليابان، لتحظى الشركة بالعديد من الأوسمة على المستوى الدولي. تعرف سيدة الأعمال البالغة من العمر 68 عاماً باسم "المرأة الحديدية" في دوائر الأعمال، وهي مشرعة وطنية أيضاً أسهمت بتقديم العديد من الاقتراحات لحماية الملكية الفكرية، بما في ذلك تكثيف الجهود لقمع متصيدي براءات الاختراع وإيداعات العلامات التجارية بالنية الخبيثة. وفي مقابلة معها، قالت دونغ: "تعزز حماية الملكية الفكرية بشكل أكثر صرامة ثقة الشركة في الابتكار، فضلاً عن كونها طريقة فعالة لتعزيز الكفاءات الأساسية للمصنعين الصينيين". وأضافت دونغ: "نطالب بحماية التكنولوجيات المسجلة الملكية لأنها تُسهّل المنافسة الصحية في الصناعة، وتوفر أساساً صلباً للتكرار، والترقية، والاختراق في التكنولوجيا. وبعبارة أخرى؛ يمكن أن تشجعنا حماية الملكية الفكرية الصارمة على تحدي أنفسنا لنصبح أكثر إبداعاً ونحافظ على ريادتنا في البحث والتطوير للتكنولوجيا. " ونظراً لاستعدادها الدائم لقبول تحديات جديدة، قفزت سيدة الأعمال في عربة البث المباشر عندما أعاقت مبيعات الشركة خارج شبكة الإنترنت بسبب وباء كوفيد-19، حيث روجت دونغ لمجموعة من مبيعات المنتجات، بما في ذلك أجهزة تنقية الهواء، ومولدات التطهير، لمساعدة المستهلكين على الحفاظ على صحة منازلهم. - من أجل تحسين سبل العيش مثل دونغ، فإن ليانغ تشيان جيوان هي أيضاً مذيعة بث مباشر ممتازة على منصات التجارة الإلكترونية. ولدت كمزارعة من مقاطعة قانسو في شمال غربي الصين، ليست ليانغ صاحبة براءة اختراع ولم تقم بأي اختراعات مهمة، إلا أنها استخدمت الملكية الفكرية لزيادة دخلها الخاص ومداخيل الآخرين في مسقط رأسها. افتتحت ليانغ متجراً على الإنترنت لتسويق المنتجات الزراعية المحلية مع المؤشرات الجغرافية. يعتبر المؤشر الجغرافي نوعاً من العلامات التجارية التي تُظهر الأصل الجغرافي المحدد للمنتج، وأن له جودة أو سمعة بسبب هذا المصدر، ما جعل يضمن الجودة ويميزه عن منافسيه. وتشمل فوائد المؤشرات الجغرافية توحيد العمليات، وزيادة الغلة، وزيادة فرص العمل للسكان المحليين. يقع مسقط رأس ليانغ في قرية نائية بمدينة لونغنان، وتتميز بموارد غنية من منتجات المؤشرات الجغرافية، مثل الشاي الأخضر، وزيت الزيتون، والتفاح. وفي السنوات الأخيرة، بذلت الحكومة المحلية جهودا للحصول على مؤشرات جغرافية، حيث يشارك الآن عدد أكبر من المزارعين في إنتاج وتسويق منتجات المؤشرات الجغرافية. وبعد إدراج زيت الزيتون المحلي كمنتج محمي لعلامة تجارية جغرافية وطنية، يتم الآن زراعة أشجار الزيتون على أكثر من 34 ألف هكتار، لصالح أكثر من 210 آلاف مزارع محلي، بينما بلغت قيمة الإنتاج 1.86 مليار يوان (حوالي 268.6 مليون دولار أمريكي). وتسمح المؤشرات الجغرافية أيضاً لمندوبي المبيعات بمشاركة فوائد العلامة التجارية. وفي السنوات العشر الماضية، ارتفعت المبيعات السنوية لمتجر ليانغ عبر الإنترنت من عشرات آلاف اليوانات إلى أكثر من 4 ملايين يوان. وبفضل التوسع في المبيعات عبر الإنترنت، أصبح لديها الآن 300 مزارع محلي يقدمون منتجاتهم. وشجع نجاحها الآخرين أيضاً، حيث يوجد في مسقط رأسها الآن الآلاف من مذيعي البث المباشر عبر الإنترنت الذين يبيعون المنتجات المحلية عبر الإنترنت.

مشاركة :