أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان، فولكر بيرتس، أن الطرفين المتحاربين في السودان، منفتحان بشكل أكبر على المفاوضات، مؤكدًا أن الصراع الذي اندلع منذ أسبوعين لا يمكن أن يستمر. وأوضح بيرتس، أن الطرفين رشحا ممثلين عنهما للمحادثات التي اقتُرحت إقامتها إما في جدة بالسعودية وإما في جوبا بجنوب السودان، ولكن "ثمة سؤالا حول إذا ما كان بوسعهما الذهاب إلى أي من المكانين للجلوس معا فعليا؟". وأضاف مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان، أنه لم يُحدد جدول زمني لإجراء محادثات، مشيرًا إلى أن كلا الطرفين كان يعتقد أن بوسعه الانتصار في الصراع، وأن المواقف تتغير، فكلا الطرفين يعتقد أنه سينتصر، ولكن كليهما أكثر انفتاحا نوعا ما على المفاوضات، ولم تكن كلمة مفاوضات أو محادثات حاضرة في خطابيهما خلال الأسبوع الأول أو نحو ذلك. وأشار إلى أنه في ظل إلقاء الطرفين بيانات تقول إن الطرف الآخر عليه الاستسلام أو الموت، يقولان أيضا: «حسنا، إننا نتقبل شكلًا ما من المحادثات»، متابعًا: «أقر كلاهما بأن هذه الحرب لا يمكن أن تستمر». ولفت إلى أن المهمة التي لا تحتمل التأخير هي تطوير آلية مراقبة لتنفيذ الهدنات التي وافق الطرفان عليها عدة مرات لكنها فشلت في إيقاف القتال، وإن علامات على قرب اندلاع صراع كانت ظاهرة في بداية أبريل، إذ كافح الوسطاء الدوليون والمحليون لتخفيف حدة التوتر، لكنهم اعتقدوا أن "وقف تصعيد مؤقتا" تحقق في الليلة السابقة لاندلاع القتال. يذكر أن عبدالفتاح البرهان، قائد القوات المسلحة السودانية، قال في تصريحات صحفية، أمس، إنه لن يجلس أبدا مع قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، ووصفه بأنه "زعيم التمرد"، فيما أوضح دقلو، المعروف باسم «حمديتي»، أنه لن يجري محادثات إلا بعد أن يوقف الجيش القتال. وبينما يشن الجيش ضربات جوية يومية ويقول إنه لا يزال يسيطر على المنشآت المهمة، يقول السكان إن لدى قوات الدعم السريع وجود قوي على الأرض في العاصمة الخرطوم، وتسبب القتال بين الطرفين في إلحاق الضرر بالبنية التحتية للكهرباء والمياه والاتصالات واجتاحت أعمال النهب الشركات والمنازل.
مشاركة :