أسرار منظمات عالم الجريمة الأوروبية في 'رأس العقرب'

  • 5/1/2023
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تتمحور رواية "رأس العقرب" للكاتبة البلجيكية هيلدا فاندرميرين حول عالم منظمات الجريمة وأسرار عملها عبر الويب المظلم في أوروبا، وعلى الرغم من تعدد شخصياتها وأماكن أحداثها، لكنها ترتكز على ثلاث شخصيات القاتل المتعاقد ووالدة المطلوب قتله ورئيس المنظمة، وجميعها تتمتع بإدارة منظمة وصلبة لتحقيق أهدافها. الشخصية الأولى في الرواية التي ترجمتها علا سمير الشربيني وصدرت عن دار العربي للنشر تتمثل في مايكل القاتل المتعاقد عالي الكفاءة والذي يعرف باسم الحرباء لإتقانه للتنكر، يعمل لصالح منظمة غامضة تُعرف باسم العقرب بقيادة امرأة تدعى دولوريس، هذه المنظمة تتاجر في القتل عند الطلب دون أن تثني أحدا، والتي ليس لها وجود إلا على "الويب المظلم"، أعضاؤها الذين يخالفون القواعد يوقعون على مذكرة الموت الخاصة بهم. يقرر مايكل أن يرفض تنفيذ مهمته الجديدة والمتمثل في قتلجايل وابنها لوكاس، ومن ثم يصبح هو نفسه هدفًا للقتل، يدرك أنه أمام مخاطرة كبيرة وعليه أن يركض للنجاة بحياته، حيث تتم مطاردته بواسطة قاتل متعاقد ثان، فيقرر إسقاط المنظمة، ويبدأ مهمته بإبعاد جايلولوكاس عن براثن المنظمة بينما يسعى للانتقام. أما الشخصية الثانية فهي جايل البالغة من العمر 36 عامًا والتي تستيقظ في جناح آمن في مستشفى للأمراض النفسية في برلين، ألمانيا، في حالة هذيان من غيبوبة. وتفاجأ بأنها مصابة. فيما ابنها لوكاس البالغ من العمر سبع سنوات في غيبوبة في مستشفى آخر، وتشتبه الشرطة في محاولتها لقتل ابنها، إنها لا تتذكر ما حدث ولكنها مقتنعة ببراءتها. تقرر الهرب لتبحث عن الحقيقة وتبرئ نفسها. والشخصية الثالثة هي "دولوريس"رئيس المنظمة التي تجلس خلف الأوامر عبر الويب المظلم، في الرسائل التي ترسلها لا تذكر أبدًا أي شيء عن القتلة المأجورين. كان "العقرب" هو اسم شركتها، وكانت سيدة أعمال تتعامل في جرائم القتل بالوكالة. كان هناك عملاء ومهام وموظفون.. لكن كانت هناك أيضًا منافسة حيث توجد هناك منظمات أخرى تروج لخدماتها في سوق القتلة المحترفين على "الويب المظلم"، بنتائج ممتازة ورسوم أقل. ولذا قررت "دولوريس" توسيع نطاق عملياتها، كما اكتشف "مايكل" عندما تلقى مهمته بقتل الطفل لوكاس. يأخذنا تحقيق الأم جايل عقب هروبها من المستشفى من بلجيكا لسراديب عالم الجريمة والقتل بدم باردبين باريس وبولندا وانتهاءب ألمانيا، الأمر الذي يقودها للعثور على الشخص الذي أمر بالقتل المزدوج.. لتكشف أن مايكل هو في الواقع وراء محاولة قتل طفلها، وهو يكافح الآن شكوكه حول طبيعة مهمته، والتي لن يغفرها لنفسه.. تتقاطع طرقومساراتمايكل وجايل وتتحد قصصهم، وثم تتصاعد الأحداث من أجل ؤ الذي لا يدركه كلاهما. مقتطف من الرواية اسمه "مايكل"، لكنهم أطلقوا عليه لقب "الحرباء". ففي مجال عمله، لا يستخدم أحد هويته الكاملة. وبالنسبة للخدمات التي يقدمها، فإن ترك بطاقة بيانات الاتصال به، قد يعني موته، أو على الأقل ضمان قضاء فترة طويلة في السجن. لم يصل الأمر إلى ذلك أبدًا. عاش "مايكل" حياته في الظل، مثله مثل قتلة منظمة "العقرب" الآخرين.. كان بارعًا في الاختفاء.. يمكنه أن يشبه الجميع أو لا يكون أحدًا في الوقت نفسه.. كان يتحدث ثماني لغات بطلاقة.. وفي السنوات الأخيرة، تخصص في أحدث التقنيات، مثل الرقائق الدقيقة التي تغير صوته، كما استخدم الأطراف الصناعية وتقنيات المكياج الاحترافية، التي سمحت له بانتحال هويات أخرى. كان ضحاياه المستقبليون يتجاهلون المتسول الذي يمد يده في محطة السكة الحديدية، غير مدركين أن هذا المتسول نفسه سيقتلهم بعدها بساعتين. كان هو النادل الأجنبي الذي اعتقدت زبائنه من النساء أنه يتمتع بالمهارة النموذجية لأبناء البحر الأبيض المتوسط، وكان الرجل العجوز المريض الذي تخلى الشباب، الذين يحملون ألواح التزلج، له عن طيب خاطر عن مقاعدهم في مترو الأنفاق المزدحم. لقد عاش في كل مكان وفي اللامكان. وفي تلك اللحظة، كان يقيم في موقع تخييم في "آلتنشتايج".. بالقرب من هدفه التالي. كان أمامه أربعة أيام أخرى لتنفيذ مهمته. نظر إلى أرض الغابة تحت حذائه المتين ذي الرقبة. كان اليوم يبدو في هيئة سائح بريطاني في منتصف العمر، بشعر أحمر وبطن كبير وقبعة تقيه من أشعة الشمس.. كان يبدو على هيئة الشخص الذي قد يسأل على مكان أقرب بار، وتعرض أنت عليه تلقائيًا استخدام مستحضر الوقاية من الشمس الخاص بك. وبطرف حذائه، دفع غصنًا مقطوعًا جانبًا. لقد كسر للتو إحدى قواعده الخاصة.. لم يكن عليه أن يكون خفيًا فحسب، بل صامتًا أيضًا. عندما رأى هدفه من خلال أوراق الشجر، كان قد خطا خطوة واحدة أكثر من اللازم. ربما سمعت المرأة التي كانت على الطريق شيئًا ما، لكنه كان متأكدًا من أنها لم تره. لقد توقف لمراقبتها من خلال الأشجار.. وللوهلة الأولى، بدت الفتاة - البالغة من العمر ستة وثلاثين عامًا - رياضية، بشعرها البني الفاتح المصفف على شكل ذيل حصان، والسروال القصير الذي يظهر جسدها المتناسق. ولكن الإرهاق كان يبدو في طريقة سيرها على طول الطريق. لم تبدُ المرأة نفسها التي لوَّحت بذراعيها في الهواء عندما كانت أول من اجتاز خط النهاية في سباق 100 متر عدو في بطولات ألعاب القوى الأوروبية. لقد شاهد لقطات فوزها على موقع "يوتيوب" كجزء من استعداداته للمهمة. لم تكن تلك هي الميدالية الوحيدة التي فازت بها في مسيرتها الرياضية، لكنها كانت الأخيرة، فقد وُلد ابنها في العام التالي، عندما كانت في التاسعة والعشرين من عمرها. بعد ذلك، لم تشارك مطلقًا في أي مسابقة أخرى لألعاب القوى. لقد أجرى بحثًا، وهذا ما توصل إليه. كان أسلوب عمله دائمًا هو نفسه.. المرحلة الأولى: المعلومات والمراقبة. المرحلة الثانية: بناءً على تلك المعلومات، يقوم بصياغة إستراتيجية لموت طبيعي أو حادث أو انتحار. المرحلة الثالثة: تنفيذ المهمة. وكل ذلك يجب أن يحدث بحلول الموعد النهائي الذي أعطته له المرأة التي تقود تنظيم "العقرب". لم يرها أبدًا وجهًا لوجه.. كان يعرف فقط الاسم الذي استخدمته للتوقيع على رسائلها: "دولوريس".. ربما كان هذا هو اسمها الأول حقًا، كما كان يشك، حيث كان من المستحيل تعقب هويتها عبر الإنترنت على أي حال. لقد أرسلت مهامها عبر "الويب المظلم"، وهو المصطلح المستخدم لمجموعة مواقع الإنترنت التي لا يمكن زيارتها إلا باستخدام أدوات خاصة، مع بقاء عنوان الـ"IP" أو الخادم الذي يعملون عليه مخفيًا. يمكن للعملاء المستقبليين زيارة موقع "العقرب" الإلكتروني عبر "الويب المظلم"، الذي هو جزء صغير من "الويب العميق"، وهو الجانب الخفي من الإنترنت الذي لا يمكن اكتشافه بواسطة محركات البحث العادية. خلال جلسة المعلومات التي حضرها منذ سنوات، قال المحاضر إن شبكة "الويب المظلم" كانت شديدة الغموض مثل الجانب المظلم من القمر.. ورأى "مايكل" أن ذلك القول كان إهانة للقمر، فـ"الويب المظلم" كان أكثر من مجرد مكان لا يسطع فيه الضوء. كان مكانًا يختبئ فيه من يشتهون الأطفال جنسيًا، والقتلة المأجورون، وغيرهم من المجرمين. وفي الرسائل التي أرسلتها "دولوريس"، لم تذكر أبدًا أي شيء عن القتلة المأجورين. كان "العقرب" هو اسم شركتها، وكانت سيدة أعمال تتعامل في جرائم القتل بالوكالة. كان هناك عملاء ومهام وموظفون.. لكن كانت هناك أيضًا منافسة. كانت هناك منظمات أخرى تروج لخدماتها في سوق القتلة المحترفين على "الويب المظلم"، بنتائج ممتازة ورسوم أقل. ولذا قررت "دولوريس" توسيع نطاق عملياتها، كما اكتشف "مايكل" عندما تلقى مهمته الحالية. فمن الآن فصاعدًا، أصبح الأطفال أيضًا أهدافًا متاحة.

مشاركة :