تواصل حكومة دولة الإمارات مواكبة التطورات التقنية المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك من منطلق الحرص على تعزيز تبني التكنولوجيا المتطورة في العمل الحكومي والاستفادة من القدرات الإيجابية لها. وقد كان للإمارات السبق بين دول العالم في إطلاق استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي عام 2017، هدفت إلى تعجيل الجهود للتحول نحو الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في مجالي الخدمات وتحليل البيانات، وإلى ترسيخ مكانة دولة الإمارات كوجهة للذكاء الاصطناعي، ومنصة مفتوحة للتكنولوجيا. وتوالت بعد ذلك المبادرات العملية والفعاليات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، من مؤتمرات متخصصة ومبادرات حكومية عملية، وكان من بين أهم الخطوات في هذا المجال إنشاء جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، كمؤسسة أكاديمية فريدة من نوعها تعمل على جذب الخبراء العالميين في مجالات تعلم الآلة، ومعالجة اللغات الطبيعية، وغيرها من تخصصات الذكاء الاصطناعي. وقد شهدت تقنيات الذكاء الاصطناعي تطورات مطردة في الأشهر الأخيرة، خاصة ضمن ما يعرف بـ«الذكاء الاصطناعي التوليدي» الذي يعمل على تطبيق خوارزميات لإنشاء محتويات جديدة، في النصوص اللغوية، أو المقاطع المسجلة، أو الصور بطرق تحاكي السلوك الإبداعي البشري، بناء على تدريب هذه الأنظمة على معرفة الأنماط والبيانات، بأساليب تختلف عن «الذكاء الاصطناعي غير التوليدي»، ومن أشهر أمثلة هذا النوع من الذكاء الاصطناعي الجديد تطبيق ChatGPT، الذي شارك فيه في غضون أشهر أكثر من 100 مليون مستخدم، ويُعد حالياً أكثر هذه التطبيقات انتشارًا وتداولاً، فهو مصمم لتوفير محادثات متطورة، يجيب فيها على الأسئلة الموجه إليه، وينفذ مجموعة متنوعة من المهام. وقبل أيام، أَطلَقَ «مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد» في دولة الإمارات، دليل استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ليشكل أداة متميزة لتمكين الجهات الحكومية من توظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتعزيز استخداماته في مختلف مجالات عملها. ويتضمن هذا الدليل شرحاً حول ماهية «الذكاء الاصطناعي التوليدي»، والتحديات والفرص المرتبطة به، وأفضل الوسائل للتعامل معه، حيث يستعرض الدليل 100 استخدام وتطبيق لهذا النوع من الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تركيب الصور والمقاطع، والترجمة اللغوية، وغيرها من الإمكانات المتعددة. ويستهدف هذا الدليل رواد الأعمال، والموظفين، والطلاب والمهتمين بتجربة تطبيقات الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى إمكانية استخدامه لأتمتة استفسارات خدمة العملاء، وتحسين آلية الاستجابة بفاعلية كبيرة. إن مواكبة دولة الإمارات للتطورات التقنية العالمية، وعلى رأسها تطبيقات الذكاء الاصطناعي تُظهر مدى حرص حكومة دولة الإمارات على الاستفادة من الفرص المتاحة في هذه القطاعات الجديدة، وتوظيفها في رفع مستوى الإنتاجية، وفي تطوير الأنظمة، سعياً لتحقيق نقلة في قطاعات مثل التعليم، والرعاية الصحية، وجودة الحياة. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
مشاركة :