القوات الشرعية تحبط محاولات حوثية لاسترداد مواقع في نهم.. والميليشيات تستحدث معسكرًا خارج صنعاء

  • 2/16/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أفشلت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، أمس، سلسلة هجمات للميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح على منطقة فرضة نهم والمناطق المجاورة لها، وهي الهجمات التي هدفت إلى استعادة بعض المواقع التي حررتها قوات الشرعية، الأيام الماضية، وقالت مصادر قيادية في المقاومة، لـ«الشرق الأوسط»، إن معارك ضارية دارت على بعد نحو كيلومترين من معسكر الفرضة وفي جبلي سحر ورشا، وأكدت أنه تم صد تلك الهجمات المتتالية، والقتال أسفر عن سقوط عشرات القتلى في صفوف المتمردين، وأن العشرات من جثث مقاتليهم ما زالت ملقاة في الجبال والشعاب التي شهدت المعارك العنيفة. وأضاف محمد مبخوت العرشاني، القيادي في المقاومة بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أنه وفي مقابل صد تلك الهجمات، جرت السيطرة، أمس، على تبتين جديدتين في جبال نهم باتجاه العاصمة صنعاء، مؤكدا وعورة المنطقة وجبالها، مشيرا إلى الإنجاز الكبير لقوات الجيش الوطني والمقاومة في الوصول إلى تلك المناطق والسيطرة عليها. وبخصوص الأنباء التي وردت حول استحداث ميليشيات المتمردين معسكرا في مديرية بني حشيش، قال العرشاني إن الميليشيات تدفع بكل قوتها لاسترداد المواقع، «لأنه لم يكن في حسبانهم بأنهم سيندحرون بهذا الشكل من فرضة نهم، ولذلك هم يريدون أن يستردوا بعض المعنويات أمام أنصارهم وأتباعهم، من خلال استحداث معسكرات جديدة والقيام بمحاولات التفاف على بعض التباب، لكنهم يندحرون والأيام القليلة المقبلة تحمل كثيرا من المفاجآت باتجاه النصر المبين»، مشيرا إلى أنه كان (أمس) في جبهة القتال، وأن «الجيش والمقاومة يتقدمان ويؤمنان كل المواقع التي يسيطران عليها أولا بأول». وفي سياق استعداداتها لمعركة صنعاء، استحدثت ميليشيات الحوثيين، أمس، معسكرا في مديرية بني حشيش، وبحسب مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط»، فإن الميليشيات استحدثت المعسكر في منطقة تسمى جبل النبي أيوب، وأن آليات عسكرية وقوة بشرية باشرت التمركز والتمترس في المعسكر الحديث، في المنطقة الواقعة على تخوم العاصمة صنعاء، وذلك بعد عدة أيام على فقدانها معسكر فرضة نهم وسيطرت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية عليه، وتمثل مديرية بني حشيش أهمية استراتيجية للعاصمة، وهي إحدى المناطق الرئيسية التي ستمر منها قوات الشرعية صوب العاصمة صنعاء لتحريرها، عبر البوابة الشرقية. وضمن تحركاتها، شمال شرقي صنعاء، قامت الميليشيات، أمس، بمداهمة إحدى القرى في مديرية أرحب، المجاورة لنهم، حيث قتلت مواطنا وأصابت 3 آخرين. ووفقا لمصادر قبلية لـ«الشرق الأوسط»، فإن الميليشيات تخشى كثيرا وصول قوات الشرعية إلى مديرية أرحب، التي تعد من أبرز المديريات المؤيدة للشرعية وهي قريبة جدا من العاصمة، وسبق للميليشيات وأن نكلت بأبناء المديرية وقتلت واعتقلت العشرات منهم، إضافة إلى تفجير العشرات من المنازل للمواطنين والوجاهات الاجتماعية الرافضة للانقلاب والمؤيدة للشرعية. من ناحية ثانية، أكدت مصادر محلية مطلعة استمرار الخلافات التي تعصف بتحالف الانقلاب (الحوثي - صالح)، ورجحت مصادر خاصة، لـ«الشرق الأوسط»، بأن تتصاعد هذه الخلافات لتصل إلى الاقتتال، دون الإعلان رسميا عن فك ارتباط التحالف. وقال الدكتور عبد الباقي شمسان، أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء، إن «تحالف الحوثي صالح مر بثلاث مراحل منذ نشأته، مرحلة ما قبل عاصفة الحزم، حيث التقت مصالح الحليفين لاستعادة السلطة السلالية بواسطة الحوثي والعائلية بواسطة المخلوع صالح، حيث أراد الأخير التحرك بواجهة الحوثيين حتى إجراء انتخابات مبكرة حال تمكنه من إسقاط الرئيس الشرعي. ونؤكد ذلك من خلال المكالمة الهاتفية المسربة بين المخلوع صالح والبخيتي (أحد القيادات الحوثية)، وعلى أثر ذلك سيعود صالح شخصيا أو عبر نجله، ومن ثمة سوف ينقلب على الحليف تدريجيا، والمقابل الحوثيون لا يستطيعون الوصول إلى السلطة إلا عبر محلل حتى لا يواجهوا برفض وطني، وينكشف مشروعهم الأمامي بمرجعيته الإيرانية». وأشار شمسان إلى أن الحليفين الانقلابيين رسما استراتيجيتهما، وفقا لحسابات «لم يكن منها إمكان تدخل المملكة العربية السعودية عسكريا، بل وحتى أن تقود تحالفا عربيا إسلاميا». كما أشار إلى أنه، ومع «استمرار المواجهة العسكرية والسياسية التفاوضية لصالح الشرعية ودول التحالف، حتى أصبحت استعادة الدولة وجغرافيتها مسألة وقت». ودخلت العلاقة مرحلة فك ارتباط غير معلن، نتيجة تباين رهانات الحليفين، إذ إن المخلوع صالح يريد أن يعود إلى الواجهة بصفته اللاعب الرئيسي، ليدخل في تفاوض الاستمرار عن طريق نجله أحمد، أو الخروج الأمن مقابل إيقاف المعارك واستعادة السلطة، وبالمقابل يريد الحوثيون الاستمرار العملي وليس الصوري في مقدمة المشهد، للمحافظة على قوتهم والاعتراف بهم بوصفهم طرفا قويا يستمر على شاكلة حزب الله مقابل إيقاف المعارك، ومن المتوقع أن تعلن جماعة الحوثي في أشكال وقنوات متعددة عن رغبتها للعودة المشروطة إلى العمل السياسي وإيقاف المعارك. وتوقع الباحث والمحلل السياسي اليمني شمسان استمرار تباين الرهانات بين حليفي الانقلاب على الشرعية في اليمن، مع تسارع خطوات استعادة الدولة، وأن ذلك «حتما سيؤدي إلى صراع تصفيات ومواجهة طاحنة بين الحلفين دون إعلان فك الارتباط، إلا إذا ما وعد طرف ما بمغنم ما في مرحلة ما بعد العمليات العسكرية، ويتوجب الانتباه إلى أن هناك مركزين أو عاصمتين، عاصمة سيادية صنعاء وهذه ملعب صالح، وعاصمة دينية ورمزية صعدة، وهذه ملعب الحوثيين، وعليه لا بد من استعادتهما تزامنا، حتى يتسنى إسقاط هدف تحول الحوثيين إلى حزب الله - يمني».

مشاركة :