شهدت جبهات القتال في اليمن تصعيداً عسكرياً لافتاً مع بداية العام الجديد، وسط تأكيدات أن 2017 سيكون عام الانتصارات والقضاء على الانقلابيين وإعادة تثبيت الشرعية والدولة اليمنية الحديثة، حيث تمكنت قوات الشرعية اليمنية من تحرير ثلاثة مواقع في جبهة نهم في محافظة صنعاء، وجبلي الثأر وحبش في محافظة صعدة، واستكملت الترتيبات لتحرير العاصمة عبر أربع جبهات ومحاور متعددة. وفي التفاصيل، أكد الناطق باسم المقاومة الشعبية في صنعاء، الشيخ عبدالله الشندقي، لـ«الإمارات اليوم»، سيطرة قوات الجيش والمقاومة بمساندة مقاتلات التحالف على ثلاثة مواقع جديدة في محيط جبل يام في ميمنة الجيش، بعد معارك عنيفة خلفت قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات، التي فرت عناصرها من مواقع المعارك مخلفة أسلحة وذخيرة غنمتها قوات الجيش والمقاومة. وكانت مدفعية الجيش المتمركزة في جبل الجبير بنهم، واصلت قصفها مواقع الميليشيات في نقيل ابن غيلان الاستراتيجي، فيما شنت مقاتلات التحالف أكثر من 12 غارة على مواقع الميليشيات في مناخ وصفات ومحيط المجاوحة في نهم، أدت إلى تدمير آليات عسكرية، ومقتل أكثر من ستة من عناصر الميليشيات. كما شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على مواقع الميليشيات استهدفت معسكر اللواء 63 حرس جمهوري في بيت دهرة في مديرية بني الحارث شمال العاصمة، وأخرى على مواقع للميليشيات في منطقة صعفان غرب العاصمة. في الأثناء، وصلت 20 جثة لعناصر الميليشيات التي قتلت في نهم خلال الأيام القليلة الماضية إلى ساحة مستشفى الكويت التعليمي في صنعاء، الذي رفض تسلّمهم لعدم وجود مكان لهم في ثلاجات المستشفى المكتظ بجثث قتلى الميليشيات ولم يتم دفنها، والتي بدأت بالتعفن وإطلاق الروائح الكريهة من ثلاجات المستشفى باتجاه الأحياء القريبة منه. وفي جبهتي عسيلان وبيحان في شبوة، أكدت مصادر ميدانية في قوات الشرعية تمكن الأخيرة من التصدي لأكبر هجوم تشنه الميليشيات على مواقعها في عسيلان بهدف استعادته، بعد تلقيها تعزيزات عسكرية ضخمة قدمت من صنعاء، بينها قوات في الحرس الجمهوري والقوات الخاصة الخاضعة لسيطرة الميليشيات والمزودة بأسلحة ثقيلة. وأفادت المصادر بأن الميليشيات شنت قصفاً مدفعياً مكثفاً وحاولت التقدم في مناطق السليم والعلم والعكدة، التي سيطرت عليها الشرعية أخيراً، بهدف استعادتها، لكنها فشلت وتكبدت ثمانية قتلى وعشرات الجرحى، وتدمير ثلاث عربات عسكرية. 38 قتيلاً بينهم قيادي ميداني، وتدمير مخزن أسلحة، خسائر للميليشيات في مأرب. ووفقاً للمصادر فإن هجوم الميليشيات جاء لتخفيف الضغط وفك الحصار على مواقع عناصرها في منطقة الصفراء، الذي تفرضه قوات الجيش والمقاومة عليها بعد قطع طرق الإمداد القادمة لها بعد سيطرتها على مناطق جبل العلم والسليم والعيينة. وكانت قوات الشرعية خاضت معارك عنيفة مع الميليشيات في مديريتي عسيلان وبيحان خلال الأيام القليلة الماضية أسفرت عن تطهير معظم أراضي المديريتين من الميليشيات، وقتل وجرح العشرات من الانقلابيين، بينهم القيادي الحوثي الميداني البارز أحمد عبدالقادر الحاج السيد، قائد محور بيحان، الذي أصيب في معركة السليم وتوفي لاحقاً متأثراً بإصابته. وأكدت المصادر استمرار المعارك في منطقة الصفراء، آخر معقل للميليشيات في بيحان غرب شبوة، وسط تقدم لقوات الشرعية والسيطرة على أجزاء واسعة من موقعي الصفراء والسويداء، وهما من المواقع الاستراتيجية المهمة بالنسبة للميليشيات، كونها تحوي معسكرات استحدثوها خلال الفترات الماضية، إضافة إلى أنها تمثل طرق الإمدادات القادمة من محافظة البيضاء. وفي حجة، تمكنت مقاتلات التحالف من استهداف تعزيزات للميليشيات في مثلث عاهم كانت في طريقها إلى جبهتي ميدي وحرض الحدوديتين، ما أسفر عن تدمير شاحنتين تحملان صواريخ باليستية وذخائر، كما استهدفت مواقع أخرى لها في حرض. وفي صعدة، تمكنت قوات الجيش من تحقيق انتصارات جديدة، أمس، في مديرية البقع بمحافظة صعدة، وتحرير مواقع كانت تسيطر عليها الميليشيات الانقلابية. وقال قائد محور صعدة، العميد عبيد الآثلة، إن «قوات الجيش دحرت الميليشيات، من جبل الثأر، وجبل حبش، ومخنق صله، في جبهة البقع، وكبدت الميليشيات خسائر فادحة في العتاد والأرواح». وأضاف أن «الجيش استعاد كميات من الأسلحة والذخائر التي خلفتها الميليشيات بعد فرارها من المواقع». وأكدت مصادر في الجيش وصول لواء عسكري كامل إلى جبهات صعدة للمشاركة في العمليات العسكرية نحو مركز المحافظة عبر ثلاثة محاور، التي تبعد عن جبهات القتال الحالية نحو 70 كليومتراً فقط، بعد استكمال تحرير معسكر البقع الذي يرابط فيه اللواء 101 مشاة. وفي مأرب، تمكنت قوات الشرعية من التقدم في جبهتي صرواح والمخدرة باتجاه ريف العاصمة، بعد معارك عنيفة مع الميليشيات التي تكبدت 38 قتيلاً، بينهم قيادي ميداني وأسر أربعة آخرين، وتدمير مخزن أسلحة وذخائر ودبابة. وأكدت مصادر في المقاومة تمكن قوات الجيش والمقاومة من قصف مواقع الميليشيات في المناطق الواقعة بين ريف العاصمة وصرواح بعد فرارهم من جبهات القتال في صرواح والمخدرة، والتمركز في تلك المناطق التي تعد الخط الفاصل بين مأرب وصنعاء من جهة الجنوب الشرقي. وأشارت المصادر إلى أن مناطق الصافية ووادي رمضة والزغن باتت مناطق عسكرية على تخوم صنعاء من جهة صرواح، وأن الميليشيات في حالة تقهقر وتراجع مستمر في معظم الجبهات، مشيدة بالمساندة الكبيرة لمقاتلات التحالف، التي شنت غارات مكثفة على مواقع وتعزيزات الميليشيات الواقعة بين صنعاء وصرواح. وفي تعز، كثفت الميليشيات المتمركزة في شرق المدينة قصفها على محيط معسكر التشريفات ومدرسة محمد علي عثمان ومستشفى الكندي، وذلك بهدف فك الحصار عن القصر والتشريفات، كما استهدفت أحياء في وسط المدينة وشمالها، وقصفت قرية الصياحي بالربيعي غرب المدينة بصواريخ الكاتيوشا، ما أدى إلى تدمير منزلين وسقوط قتلى وجرحى. كما شهد محيط تبتي الخلوة والسوداء وفي مناطق شرق جبل المنعم بالضباب معارك عنيفة بين الجانبين بعد محاولة الميليشيات التقدم باتجاه مواقع الجيش في تلك المناطق. وفي جبهة الوازعية جنوب المحافظة، شهدت منطقة بني عمر مواجهات عنيفة بين الجيش من جهة، والميليشيات من جهة أخرى، تركزت أعنفها في منطقة راسن، بعد محاولة الميليشيات شق طريق في منطقة قناهو للدفع بتعزيزات عسكرية تابعة لها إلى المنطقة، الأمر الذي تصدت له قوات الجيش المرابطة في جبهة الوازعية بقصفها تلك المنطقة وتدمير الآليات التي كانت تشق الطريق. وكانت منطقة الأحكوم في حيفان شهدت مواجهات عنيفة بين الجانبين، عقب محاولة تقدم الميليشيات باتجاه قرى الأحكوم، وتم التصدي لها ومنعها من التقدم وإجبارها على التراجع، وفقاً ناطق جبهة حيفان، سهيل الخرباش، الذي أكد لـ «الإمارات اليوم»، تمكن وحدات من قوات اللواء 35 مدرع المتمركزة في المنطقة من إفشال الهجوم ومحاولة التقدم للميليشيات باتجاه الأحكوم. وفي ذمار، رفضت بعض المناطق في مديرية عتمة طلب الميليشيات تزويدها بمقاتلين، بعد الهزائم التي منيت بها في أكثر من منطقة. وفي الحديدة، واصلت مقاتلات التحالف استهداف مواقع الميليشيات في مناطق متعددة، مستهدفة بـ 15 غارة مديريتي الحجيلة والصليف ومناطق أخرى. وفي الضالع، أكد الناطق باسم جبهة مريس، فواز المريسي، لـ «الإمارات اليوم»، تمكن مقاتلات التحالف من استهداف مواقع الميليشيات في جبل ناصة، وأخرى بالقرب من مدينة دمت، ما أسفر عن تدمير المدافع والآليات العسكرية التابعة للميليشيات التي كانت تستهدف بصورة مستمرة قرى دمت ومريس من جبل ناصة. وأشار المريسي إلى أن الغارات استهدفت أيضاً منصة صواريخ باليستية استقدمتها الميليشيات إلى المنطقة برفقة خبراء إيرانيين من أجل إطلاق الصواريخ باتجاه عدن، وتم تدميرها ومقتل عدد من العناصر التي كانت في المنطقة بينها خبراء إيرانيون. وأوضح أن جبل ناصة الذي يقع شمال مريس يعد من أعلى الجبال في محافظة الضالع، الذي تتمركز عليه الميليشياتمنذ سنة وثلاثة أشهر لقنص ومحاصرة المواطنين غرب قرى منطقة مريس.
مشاركة :