اتهم رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس روسيا بالتصرف في سوريا كأنها «منظمة إرهابية» متوعدًا برد قوي. وصرح داود أوغلو في مؤتمر صحافي في كييف مع نظيره الأوكراني آرسيني ياتسينيوك: «إذا واصلت روسيا التصرف كأنها منظمة إرهابية ترغم المدنيين على الفرار فسنوجه إليها ردا حاسما جدا»، بحسب الترجمة الرسمية لما قاله. وأضاف أن «روسيا وتنظيم داعش في سوريا ارتكبا الكثير من الجرائم ضد الإنسانية. وهذه القضية ينبغي النظر فيها في إطار القانون الدولي»، متهما موسكو والتنظيم المتطرف بمواصلة «الهجمات الوحشية على المدنيين» في هذا البلد. كما تابع داود أوغلو أن «النية الحقيقة لروسيا في سوريا هي قتل أكبر عدد من المدنيين ودعم النظام السوري ومواصلة الحرب». ويدعم الطيران الروسي منذ بداية فبراير (شباط) الحالي، الهجوم الذي تشنه قوات النظام السوري على مقاتلي المعارضة في منطقة حلب بشمال البلاد. وأدت الضربات الجوية إلى فرار عشرات آلاف المدنيين الذين أقامت لهم تركيا مخيمات على الجانب السوري من الحدود بين البلدين. وأضاف رئيس الوزراء: «إذا استمرت الألاعيب الدبلوماسية كما حصل في جنيف أو ميونيخ ستتحمل الأسرة الدولية هذه المشكلات». وبعد فشل مفاوضات السلام الجديدة في جنيف في يناير (كانون الثاني) الماضي، اتفقت الولايات المتحدة وروسيا وحلفاؤهما وبينها تركيا الأسبوع الماضي في ميونيخ على «وقف المعارك في كل أنحاء البلاد خلال أسبوع»، وفقًا لوزير الخارجية الأميركي جون كيري. كما تقرر نقل المساعدات الإنسانية «فورا» إلى المدنيين الفارين من المعارك خصوصًا نتيجة الهجوم على حلب. وجاءت اتهامات وزير الخارجية التركي بعد بضع ساعات من بيان أصدرته الخارجية الروسية وأعربت فيه عن «قلقها البالغ» حيال قصف المدفعية التركية لمواقع المقاتلين الأكراد السوريين لليوم الثالث على التوالي. وتتهم تركيا حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وجناحه المسلح بالارتباط بمتمردي حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة «إرهابيا». وتدهورت العلاقات بين أنقرة وموسكو إلى أدنى مستوياتها بعد أن قامت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي في نوفمبر (تشرين الثاني) بإسقاط طائرة حربية روسية قرب الحدود السورية رغم تأكيد روسيا أن الطائرة لم تدخل الأجواء التركية.
مشاركة :