قتلى في ريف إدلب في قصف روسي «مقصود» على مستشفى لـ«أطباء بلا حدود»

  • 2/16/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

قتل سبعة مدنيين في غارة جوية استهدفت مستشفى مدعوماً من منظمة «أطباء بلا حدود» جنوب مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب شمال غربي سورية، الأمر الذي اعتبرته المنظمة هجوماً «مقصوداً» على موقع طبي، بالتزامن مع مقتل عشرة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال، في قصف جوي روسي في محيط مستشفى في مدينة أعزاز وقرية كلجبرين في ريف حلب. وقالت «أطباء بلا حدود» إن الغارة الجوية التي استهدفت مستشفى مدعوماً منها في معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي «أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص، ولا يزال ثمانية في عداد المفقودين». وأفادت صفحة «المعرة اليوم» على موقع «فايسبوك» أمس، بأن «12 شخصاً في مدينة معرة النعمان قضوا بعد 6 غارات لطيران العدوان الروسي و (الطيران السوري) على مستشفيي أطباء بلا حدود والمستشفى الوطني في معرة النعمان، بالإضافة إلى عدد من الضحايا مجهولي الهوية لم يتم التعرف إليهم حتى اللحظة». وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان أورد في وقت سابق مقتل تسعة مدنيين، بينهم طفل وممرض، وإصابة العشرات في غارة يُعتقد أنها روسية على مستشفى مدعوم من «أطباء بلا حدود» جنوب معرة النعمان. وأوضحت المنظمة في بيان، أن المستشفى الذي يضم 30 سريراً و54 عاملاً وغرفة طوارئ وأخرى للمعاينات، «دمر في غارة جوية»، من دون تحديد الجهة المسؤولة. وقال رئيس بعثة «أطباء بلا حدود» إلى سورية ماسيميليانو ريبودانغو: «إنه هجوم مقصود (...) يمنع نحو 40 ألف نسمة من الوصول إلى الخدمات الطبية في منطقة النزاع هذه». وتدعم منظمة «أطباء بلا حدود» هذا المستشفى منذ أيلول (سبتمبر) 2015، وتؤمن له المعدات الطبية وتدفع التكاليف الضرورية لعمله. وليست المرة الأولى التي يتعرض فيها مستشفى تدعمه منظمة «أطباء بلا حدود» لقصف جوي في سورية. وأعلنت المنظمة في 9 شباط (فبراير) مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين في قصف جوي لمستشفى تدعمه في بلدة طفس في محافظة درعا بجنوب البلاد. وتدعم منظمة «أطباء بلا حدود» 153 مستشفى ميدانياً ومراكز صحية أخرى في مختلف أنحاء سورية. وقال «المرصد» أيضاً: «استشهد 4 أشخاص على الأقل وأصيب آخرون بجراح، جراء قصف للطائرات الحربية على مناطق في بلدة أبو الضهور بريف إدلب الشرقي، وعدد الشهداء مرشح للارتفاع لوجود جرحى في حالات خطرة، ووجود معلومات أولية عن شهيدين آخرين». ومنذ نهاية أيلول، تنفذ روسيا حملة جوية مساندة لقوات النظام السوري، تقول إنها تستهدف تنظيم «داعش» ومجموعات «إرهابية» أخرى. لكن دول الغرب والفصائل المعارضة تتهمها باستهداف مجموعات مقاتلة يصنف بعضها في إطار «المعتدلة» أكثر من تركيزها على الجهاديين. وفي ريف حلب الشمالي، أفاد «المرصد السوري» بمقتل عشرة مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال الإثنين، في قصف جوي روسي في محيط مستشفى في مدينة أعزاز وقرية كلجبرين القريبة منها. من جهة أخرى، قال «الائتلاف الوطني السوري» في بيان إنه «يدين الجريمة التي ارتكبها الاحتلال الروسي صباح اليوم (أمس) في الشمال السوري، باستهداف مستشفى منظمة أطباء بلا حدود، على الطريق الدولي إلى معرة النعمان بريف إدلب. الغارات الجوية استهدفت المستشفى بشكل مباشر ومتكرر أفضى، وفق أول الإحصاءات، إلى سقوط شهداء في صفوف المدنيين». وتابع: «جريمة اليوم ليست أول جريمة ترتكبها روسيا وتبرهن من خلالها على طبيعة بنك الأهداف الذي تستهدفه مقاتلاتها الحربية، من أحياء مدنية ومراكز طبية ومدارس ودور عبادة، كما لن تكون هذه الجريمة الأخيرة، ما دام المجتمع الدولي يستمر في مراقبة الانتهاكات التي تمارسها روسيا ونظام الأسد والميليشيات الطائفية الموالية له، من دون أن يتحمل مسؤولياته تجاهها». وإذ حمل «الائتلاف» موسكو مسؤولية تلك الجرائم، حذر من أن «زهد المجتمع الدولي سيمثل دافعاً رئيساً في استمرار السلوك الروسي، ومحرضاً إضافياً في انتقال الكارثة التي تسبب بها نظام الأسد إلى مستويات أشد سوءاً وأبعد مدى، الأمر الذي لن ينعكس سلبياً على مسار العملية السياسية فحسب، وإنما على تمدد الإرهاب الذي باتت موسكو تؤمن له الغطاء الأمثل للتوسع في الجغرافية السورية». وطالب «فريق العمل» الذي تشكل بناء على اتفاق ميونيخ، بـ «النظر العاجل في ما تستمر القوات الروسية في ارتكابه من جرائم بحق السوريين، وما يمثله ذلك من تهديد لفرص تحقيق أي تقدم على طريق التسوية السياسية»، مؤكداً أن «عدم إظهار الجدية الكافية من طرف المجتمع الدولي تجاه استمرار هذه الخروقات يمثل شراكة مع روسيا في تضييع ما تم تحقيقه في ميونيخ». في غضون ذلك، شهد ريف حلب الشرقي استمراراً للمعارك العنيفة بين قوات النظام وعناصر تنظيم «داعش»، وسط معلومات عن نجاح النظام في السيطرة على قرية أبوضنة وتلتها ومنطقة السين وكذلك على قرية الطيبة ومزارعها قرب منطقة كويرس شرقي. وبوصول قوات النظام إلى قرية الطيبة تصبح في مواجهة مباشرة مع تنظيم «داعش» المتمركز في المحطة الحرارية الضخمة شرق حلب. وفي محافظة اللاذقية (غرب)، قال «المرصد» إن «معارك الكر والفر» تواصلت بين «غرفة عمليات قوات النظام بقيادة ضباط روس» وبين «الفرقة الأولى الساحلية» و «حركة أحرار الشام الإسلامية» و «أنصار الشام» و «الفرقة الثانية الساحلية» و «الحزب الإسلامي التركستاني» و «جبهة النصرة» وفصائل أخرى في عدة محاور بجبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية الشمالي، مضيفاً أن أربعة من قوات النظام بينهم ضابط برتبة مقدم قُتلوا في المعارك التي أسفرت في النهاية عن تقدم النظام وسيطرته على مواقع جديدة. وفي وسط البلاد، ذكر «المرصد» أن الفصائل الإسلامية استهدفت بقذائف هاون تمركزات لقوات النظام في محيط الفرقة 26 بريف حمص الشمالي، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، بينما جددت الطائرات الحربية قصفها لمناطق في الساحة العامة والحي الشمالي وأماكن أخرى بمدينة تدمر بريف حمص الشرقي، والتي يسيطر عليها تنظيم «داعش». وأحصى المرصد وقوع عشرات الغارات منذ صباح أمس. أما في محافظة حماة المجاورة، أشار «المرصد» إلى اشتباكات بين قوات النظام وبين تنظيم «داعش» في منطقة طريق أثريا- الرقة بالريف الشمالي الشرقي، ما أدى إلى مقتل عنصر في التنظيم من قرية لطمين بريف حماة. وأفيد أن قوات النظام سيطرت على تلال جديدة في المنطقة الواقعة أقصى شمال شرقي حماة، في إطار محاولتها الوصول إلى الحدود الإدارية لمحافظة الرقة.

مشاركة :