لا اتفاق بين بغداد وأربيل حول استئناف صادرات النفط إلى تركيا

  • 5/3/2023
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

كشف وزير النفط العراقي حيان عبد الغني اليوم الأربعاء عن عدم توصل الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان إلى اتفاق ضروري لاستئناف صادرات النفط من إقليم كردستان شبه المستقل في شمال العراق إلى ميناء جيهان التركي. وقال عبدالغني، خلال مشاركته في منتدى العراق "لدينا الآن مفاوضات مع الجانب التركي حول توقيت الصادرات والتأكد من سلامة خط الأنابيب داخل الأراضي التركية الذي تضرر جزء منه جراء الزلزال الذي ضرب المدن التركية وحال انتهاء عمليات الفحص ستتم المباشرة بالتصدير". وأضاف "نأمل خلال الأيام المقبلة التوصل إلى اتفاق مع إقليم كردستان بشأن الحساب المالي لصادرات نفط الإقليم من قبل شركة تسويق النفط العراقية سومو". وذكر أن الاتفاق مع إقليم كردستان يقضي بتسليم شركة سومو 400 ألف برميل يوميا من حقول الإقليم إضافة إلى 75 إلى 85 ألف برميل من الحقول في مدينة كركوك يتم لتصديرها وفق الأسعار العالمية. وأوضح الوزير العراقي "نحتاج إلى اتفاق مع الإقليم بشأن الشركات التي ستشتري النفط وفق تسعيرة شركة سومو". ووقعت الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان، اتفاقا مؤقتا في أبريل الماضي يمهّد الطريق لاستئناف الصادرات، لكن ذلك لم يتحقق بعد. وكان نفط كردستان العراق إلى تركيا قد توقف في 25 مارس الماضي، وذلك بعد حكم صادر عن غرفة التجارة الدولية في فرنسا، الذي تسبّب في توقف نحو 450 ألف برميل من النفط الخام يوميًا. وبالإضافة إلى وقف صادرات نفط كردستان العراق إلى ميناء جيهان التركي باتجاه الأسواق العالمية، نص قرار غرفة التجارة الدولية على أن تدفع أنقرة تعويضات إلى بغداد قدرها 1.5 مليار دولار، وذلك عن الصادرات غير المصرح بها، بين عامي 2014 و2018. ويُعَد خط أنابيب النفط الذي يمتد من منطقة كركوك العراقية إلى ميناء جيهان، هو طريق التصدير الوحيد للخام الذي تنتجه منه حقول النفط في شمال العراق. وحدد الخبير الاقتصادي والنفطي نبيل المرسومي، شرطين أساسيين لاستئناف تصدير نفط العراقي عبر الانابيب إلى ميناء جيهان التركي، بعد توقفها لمدة تجاوزت الشهر وتسجيل خسائر بأكثر من مليار دولار. وقال المرسومي في تصريحات لموقع "بغداد اليوم" الثلاثاء إن "هناك شرطين لاستئناف ضخ النفط عبر الخط التركي، الأول أن تتحمل حكومة إقليم كردستان الغرامة التي فرضتها المحكمة الدولية على تركيا البالغة 1.471 مليار دولار". وأضاف أما الشرط الثاني، فهو أن تستمر تركيا بشراء النفط العراقي بأسعار مخفضة كما جاء بالاتفاق بين إقليم كردستان وتركيا الذي يمتد إلى 50 عاما. من المنتظر أن يقوم وفد عراقي مشترك من وزارة النفط ووزارة الثروات الطبيعية في حكومة كردستان بزيارة إلى العاصمة التركية أنقرة، لبحث مسألة استئناف تصدير النفط عبر ميناء جيهان التركي عقب توقفه منذ أكثر من شهر، إثر قرار قضائي دولي. وسيبحث الوفد مع المسؤولين الأتراك إمكانية استئناف تصدير النفط مجدداً عبر ميناء جيهان التركي، بعد توقف دام حوالي 40 يوماً، كما سيبحث استكمال توقيع العقود النفطية مع 4 شركات عالمية، وتفاصيلها الدقيقة، بما يضمن استئناف تصدير النفط من خلال شركة النفط الوطنية العراقية "سومو"، عبر ميناء جيهان التركي. بحسب مسؤولون عراقيون. وحذر المرسومي، من زيادة في العجز المالي في الموازنة لعام لسنة 2023 في حال استمرار توقف الصادرات النفطية من إقليم كوردستان العراق. وقال المرسومي في منشور له عبر حسابه على فيسبوك الثلاثاء إن "استمرار توقف صادرات نفط كوردستان يتطلب قيام بغداد بتمويل رواتب موظفي الاقليم بنصف مليار دولار أي 650 مليار دينار شهرياً مما سيفاقم من عجز موازنة 2023". ‏ وفي حال استمرار توقف التصدير إلى نهاية العام الحالي (وهي فرضية مستبعدة)، حينها سيتجاوز مجموع الخسائر المالية الـ8 مليارات من الدولارات، وهذا الرقم الصعب سيضاف إلى عجز موازنة العام الحالي، وستكون له تبعات كبيرة، وبالتالي حتى تركيا ستتعرض لخسائر مالية كبيرة، وهذا الأمر سيجعلها ترضخ لعملية استئناف تصدير النفط مجدداً، بحسب خبراء اقتصاد. ومؤخراً أعلن وزير المالية والاقتصاد في حكومة إقليم كردستان آوات شيخ جناب، عن عدم قدرة حكومة الإقليم على تسديد رواتب الموظفين لشهر أبريل، بسبب إيقاف تصدير النفط. كما طالب الحكومة العراقية بتحمّل دفع تكاليف رواتب الموظفين في إقليم كردستان، كون حكومة الإقليم غير مسؤولة عن توقف الصادرات النفطية. والأسبوع الماضي أعلن وزير النفط العراقي أن الحكومة المركزية وصلت الى المراحل الأخيرة من تنفيذ الاتفاق مع أربيل بشأن استئناف تصدير النفط من إقليم كردستان"، لافتاً الى أن" شركة تسويق النفط التي تكفلت بعملية استلام وتصدير النفط من الإقليم هي الآن بصدد توقيع العقود مع الشركات التي تشتري النفط". وأشار إلى أنه" سيتم في الأيام القريبة المقبلة الإعلان عن استئناف تصدير النفط". وأعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الاتفاق على استئناف تصدير نفط إقليم كردستان مؤكداً على الجهات الفنية المباشرة فوراً بتنفيذ الاتفاق مع أربيل. وقال السوداني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور بارزاني، "على الجهات الفنية المباشرة فوراً بتنفيذ الاتفاق مع أربيل وإيجاد السبل القانونية لهذا الأمر". وأوضح أن "الاتفاق يؤكد الرغبة الجادة والصادقة من قبل الحكومة الاتحادية وحكومة كردستان لمواجهة كل المشاكل والمعوقات التي ورثت منذ سنوات وأجلت ولم نصل فيها الى حلول". وكانت وسائل إعلام كردية قد كشفت عن قيام حكومة إقليم كردستان بإعادة العمل بحقل "خورملة" النفطي الواقع بمدينة أربيل، واستخراج النفط منه، وإرساله إلى المصافي المحلية، بهدف تحويله إلى مشتقات نفطية والاستفادة من النفط الخام، لحين استئناف تصدير النفط عبر تركيا.

مشاركة :