أعلن "الجهاز المركزي للإحصاء" في السودان الأربعاء الماضي انخفاض معدل التضخم في البلاد إلى 12.44 في المئة، في انتعاشة اقتصادية محدودة مردها جزئياً إلى تراجع أسعار النفط خلال الأشهر الماضية، ما سمح لحكومة البلاد برفع الدعم عن بعض المشتقات النفطية. وأشار الجهاز السوادني إلى أن التضخم تراجع في كانون الثاني (يناير) الماضي من 12.58 إلى 12.44 في المئة في غضون أسبوعين من تطبيق إجراءات مفاجئة ومثيرة للجدل كانت وزارتا المال والنفط أعلنتا عنها، وشملت رفع الدعم عن ثلاثة مشتقات نفطية هي الفيول ووقود الطائرات وغاز الطبخ، بهدف انقاذ الموازنة المهددة بالانهيار بسبب ضعف الإيرادات. وتدخل الرئيس عمر البشير في شكل مباشر لمساندة وزيري المال والنفط بعدما شرع البرلمان في خطوات لسحب الثقة عنهما بسبب الإجراءات الأخيرة، مؤكداً أن لا تراجع عن الزيادات. وأعلن برلمان البلاد لاحقاً بعد اجتماع طارئ انه وافق على الزيادات في أسعار غاز الطهي شرط أن يشرف مجلس النواب على وصول عائدات تحرير السلعة إلى الشرائح الضعيفة. وكانت الخرطوم، رفعت الدعم جزئياً عن المحروقات في أيلول (سبتمبر) 2013 ما تسبب في خروج تظاهرات في مدن عدة قتل فيها أكثر من 86 شخصاً بحسب الاحصاءات الرسمية، فيما قالت المنظمات الحقوقية إن عدد القتلى تجاوز 200 قتيل. وعلى رغم أن المرحلة الأولى من تحرير أسعار السلع لم تعط النتائج المتوقعة، مضت الخرطوم في سياسة تحرير السلع الاستراتيجية مثل المشتقات النفطية والقمح تنفيذا لتوصيات صندوق النقد الدولي لإصلاح الاقتصاد المتعثر.
مشاركة :