رئيسي يؤكد أن زيارته الى دمشق ستعطي دفعاً قوياً للعلاقات الاقتصادية الثنائية

  • 5/4/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

وقال رئيسي قبيل اختتام زيارة استمرت يومين الى دمشق وتخللها توقيع اتفاقيات ثنائية في مجالات اقتصادية عدّة، "مما لا شك فيه أن هذه الرحلة ستشكّل نقطة تحول في العلاقات الإيرانية السورية، وسيكون لها تأثيرها على المنطقة والعلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين". وأضاف في كلمة ألقاها أمام منتدى جمع رجال أعمال إيرانيين وسوريين "لا نعتبر بأي حال من الأحوال أن مستوى النشاط الاقتصادي بين إيران وسوريا يرقى إلى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين، ونعتقد أنه يجب أن تكون هناك قفزة إلى الأمام في العلاقات التجارية بين البلدين". وصل رئيسي الأربعاء على رأس وفد وزاري رفيع الى سوريا، في أول زيارة لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً، رغم الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري الكبير الذي قدّمته طهران لدمشق وساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح القوات الحكومية. ومنذ سنوات النزاع الأولى، أرسلت طهران مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات الجهادية والمعارضة، التي تصنّفها دمشق "إرهابية". وساهمت كذلك في دفع مجموعات موالية لها، على رأسها حزب الله اللبناني، للقتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية. وهدأت الجبهات نسبياً منذ 2019، وإن كانت الحرب لم تنته فعلياً. وتسيطر القوات الحكومية حالياً على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية النزاع بفضل دعم حليفين رئيسيين، إيران وروسيا. واستهل رئيسي زيارته الأربعاء بإجراء محادثات موسعة مع نظيره السوري بشار الأسد، أشاد خلالها بـ"الانتصار" الذي حقّقته سوريا بعد 12 عاماً من نزاع مدمر، "رغم التهديدات والعقوبات" المفروضة عليها. وقال "كما وقفت الجمهورية الإسلامية إلى جانب سوريا حكومةً وشعباً في مكافحة الإرهاب، فإنها ستقف إلى جانب أشقائها السوريين في مجال التنمية والتقدم" في مرحلة إعادة الإعمار. وبات استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية لدمشق بعدما أتت الحرب التي أودت بحياة أكثر من نصف مليون شخص على البنى التحتية والمصانع والإنتاج. 15 وثيقة تعاون ووقّع الجانبان السوري والإيراني الأربعاء مذكرة تفاهم لـ"خطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد"، تشمل مجالات عدة بينها الزراعة وسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرة. وقال رئيسي الخميس أمام منتدى رجال الأعمال إنه جرى توقيع 15 وثيقة تعاون، اتخذ خلالها الطرفان "التدابير اللازمة" من أجل "فتح فصل جديد في العلاقات الاقتصادية" الثنائية. خلال السنوات الماضية، وقّع البلدان اتفاقات ثنائية في مجالات عدة، أبرزها فتح خط ائتماني لتأمين احتياجات سوريا من النفط خصوصاً على ضوء العقوبات الدولية وخروج حقول نفط وغاز رئيسية عن سيطرة دمشق. وتخضع سوريا بسبب مواجهتها الاحتجاجات ضد السلطة في بداية النزاع، وإيران بسبب برنامجها النووي، لعقوبات دولية قاسية تجعل كلّ التعاملات المالية والتحويلات المصرفية أمراً شبه مستحيل بالنسبة الى حكومتيهما. وكان رئيسي استهل لقاءاته الخميس في دمشق باستقباله في مقر إقامته في القصر الرئاسي مجموعة من "قادة الفصائل الفلسطينية"، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا". وقال رئيسي، وفق المصدر ذاته، "اليوم، أكثر من أي وقت مضى، باتت وحدة وتماسك قوى المقاومة والمنطقة والعالم الإسلامي ضرورية للإسراع بهزيمة النظام الصهيوني". وتعدّ طهران الداعم الرئيسي لفصائل ومجموعات مقاتلة لإسرائيل على رأسها حزب الله اللبناني، العدو اللدود لإسرائيل، إضافة إلى فصائل فلسطينية. وتقدم لها دعماً لوجستياً ومالياً وأسلحة. واستقبل رئيسي كذلك وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا". واطلع منه على "التحضيرات الجارية للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية سوريا وإيران وروسيا وتركيا في موسكو في الأيام المقبلة"، وفق سانا. وتقود موسكو، الداعمة الأبرز لدمشق، وساطة لإصلاح العلاقات بين دمشق وأنقرة التي دعمت من جهتها المعارضة السورية خلال سنوات النزاع. واستضافت قبل أيام اجتماعاً، بحضور إيران، جمع مسؤولين سوريين وأتراكاً. جامعة الدول العربية وجاءت زيارة رئيسي إلى دمشق على وقع تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في آذار/مارس استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة، بينما يسجَّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة وجمّدت جامعة الدول العربية عضويتها إثر اندلاع النزاع في 2011. وفي ترجمة للانفتاح العربي المتسارع، تعقد جامعة الدول العربية الأحد في القاهرة اجتماعين غير عاديين على مستوى وزراء الخارجية، يخصّص أحدهما لمناقشة تطوّرات الأزمة السورية ومسألة إعادة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة، وفق ما قال دبلوماسي رفيع المستوى لوكالة فرانس برس الخميس. وعقد مجلس التعاون الخليجي اجتماعاً منتصف نيسان/أبريل في جدّة، شاركت فيه أيضًا مصر والعراق والأردن للبحث في مسألة عودة سوريا إلى الجامعة العربيّة. وعقب الاجتماع بأيام، زار وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان دمشق، في أول زيارة رسمية سعودية إلى سوريا منذ 12 عاماً. واستضافت عمّان الإثنين اجتماعاً تشاورياً بمشاركة وزراء خارجية كلّ من سوريا والأردن والسعودية والعراق ومصر، بحث خلاله الوزراء سُبل عودة اللاجئين السوريين من دول الجوار وبسط الدولة السورية سيطرتها على أراضيها. وأدت الحرب السورية الى نزوح وتشريد أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها. ولا تزال مناطق واسعة في شمال وشمال غرب سوريا خارجة عن سيطرة القوات الحكومية. بورز-لار/غد

مشاركة :