البرهان يسعى لتحقيق مكاسب عسكرية قبل محادثات محتملة

  • 5/5/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يسعى الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان لتحقيق مكاسب عسكرية رغم موافقته على وقف إطلاق النار، في خطوة يرى مراقبون أن الهدف منها استباق محادثات محتملة، لاسيما في ظل الضغوط العربية والدولية لإنهاء القتال. ودوت أصوات معارك ضارية في وسط الخرطوم الخميس مع محاولة الجيش السوداني إبعاد قوات الدعم السريع عن المناطق المحيطة بالقصر الرئاسي ومقر قيادة الجيش. وتعرضت الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ الخميس لخروقات، حيث تردد وقوع ضربات جوية وقصف مكثف بالقرب من القصر الجمهوري. كما سُمع دوي مدفعية في أم دُرمان، وفقا لتقارير شهود عيان على تويتر. ومن المعروف أن الجيش يسيطر على سلاح الجو والوحيد الذي يمتلك طائرات مسيرة، وهو ما يشير إلى مسؤوليته عن الضربات الجوية. جو بايدن: العنف الدائر في السودان مأساة، وخيانة لمطالب السودانيين جو بايدن: العنف الدائر في السودان مأساة، وخيانة لمطالب السودانيين وكان من المفترض أن يسري اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة أسبوع اعتبارا من أمس الخميس وحتى الخميس المقبل، غير أن فرص تحقيق ذلك تبدو ضئيلة. ومنذ اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منتصف شهر أبريل الماضي، وقعت خروقات مرارا وتكرارا لاتفاقات وقف إطلاق النار كانت تصل إلى 72 ساعة. واتهمت قوات الدعم السريع الجيش بانتهاك وقف إطلاق النار ومهاجمة القوات منذ الفجر. وقالت إن الجيش هاجم أحياء سكنية لقوات الدعم السريع بالمدفعية والطائرات في “مسلك جبان”. وقال الجيش إنه قتل أفرادا من قوات الدعم السريع ودمر “عددا من العربات القتالية للمتمردين” بعد اشتباكات بينهما في المنطقة العسكرية في بحري. وأدانت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية استخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق ذات الكثافة السكنية المرتفعة بالسودان. وقال محمد عثمان، الخبير السوداني بالمنظمة، في تقرير صدر الخميس “الأطراف المتنازعة في السودان تظهر تجاهلا لحياة المدنيين باستخدام أسلحة غير دقيقة في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان”. ودعت المنظمة مجلس الأمن الدولي إلى بذل المزيد لضمان سلامة المواطنين ومحاسبة المسؤولين عن الصراع. وقال الصادق أحمد (49 عاما)، وهو مهندس من الخرطوم، “منذ مساء أمس (الأربعاء) وهذا الصباح (الخميس) هناك ضربات جوية وأصوات اشتباكات”. وأضاف أنهم في حالة فزع دائم لأن المعارك تدور حول مراكز الأحياء السكنية. وتابع “لا نعرف متى ينتهي هذا الكابوس والخوف”. وضغطت الأمم المتحدة على طرفي الصراع الأربعاء لتأمين ممر آمن لتوصيل المساعدات الإنسانية، بعد تعرض ست شاحنات محملة بالإمدادات الإنسانية للنهب وتقويض الضربات الجوية التي ينفذها الجيش في الخرطوم الهدنة من جديد. pp وقال مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، إنه يأمل في عقد اجتماع مباشر مع طرفي الصراع في غضون يومين أو ثلاثة أيام للحصول على ضمانات منهما، لتتمكن قوافل المساعدات من توصيل الإمدادات الإنسانية. وتحذر الأمم المتحدة من أن القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع الذي اندلع في الخامس عشر من أبريل يهدد بحدوث كارثة إنسانية قد تمتد إلى دول أخرى. وقال “السودان يوم” الثلاثاء إن الصراع تسبب في مقتل 550 وإصابة 4926. وتقول الأمم المتحدة إن نحو 100 ألف فروا من السودان إلى بلدان مجاورة بدون مؤونة تذكر من الطعام أو المياه. وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في مؤتمر صحفي في موزامبيق إنه ناقش الوضع في السودان مع الزعماء الأفارقة وسيعمل على المساهمة في إحلال السلام. 335 ألف شخص أجبروا على النزوح بفعل المعارك كما دفعت 115 ألفا آخرين إلى اللجوء إلى دول مجاورة وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس أن المعارك “يجب أن تنتهي”، مهددا بعقوبات جديدة على الجهات المسؤولة عن إراقة الدماء. وقال في بيان إن “العنف الدائر في السودان مأساة، وخيانة للمطالب الواضحة للشعب السوداني بحكومة مدنية وانتقال إلى الديمقراطية”، مضيفا “يجب أن ينتهي”. ومنذ الخامس عشر من أبريل، أسفر القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع عن سقوط نحو 700 قتيل والآلاف من الجرحى، بحسب مجموعة بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثه (أي.سي.أل.إي.دي). وبات أقلّ من مستشفى واحد من أصل خمسة في الخرطوم قيد الخدمة، مع شبه انعدام للخدمات الاستشفائية في إقليم دارفور (غرب). وأجبرت المعارك أكثر من 335 ألف شخص على النزوح ودفعت 115 ألفا آخرين إلى اللجوء إلى دول مجاورة، وفق الأمم المتحدة التي تخشى بلوغ ثمانية أضعاف هذا العدد من اللاجئين. وأكد مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في مصر، عبر حسابه على موقع تويتر، عبور 50 ألف شخص إلى الأراضي المصرية عبر الحدود السودانية بينهم 47 ألف سوداني. والخميس قالت الأمم المتحدة في بيان إنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص قد يفرون بحلول أكتوبر من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين نداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مشيرة إلى أن مصر وجنوب السودان ستسجّلان أكبر عدد من الوافدين.

مشاركة :