القدس - كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن محادثات سرية تجريها الحكومة الإسرائيلية مع السلطة الفلسطينية بشان استخراج غاز حقل " غزة مارين" لدعم السلطة اقتصاديا فيما يأتي ذلك وسط تصعيد في الضفة والقدس وتوتر في القطاع. ويقدر الاحتياطي في الحقل بنحو 1.1 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، أي 32 مليار متر مكعب، بما يعادل طاقة إنتاجية قدرها 1.5 مليار متر مكعب سنويا لمدة 20 سنة حيث عمدت مؤسسة بريتش غاز على تطويره في سنة 2000 قبل ان تنسحب منه. وقالت القناة 13 الإسرائيلية في تقرير الخميس وفق ما نشره موقع عرب 48 ان المباحثات تاتي بموافقة ودعم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يواف غولانت دون معرفة موقف الوزراء من اليمين المتطرف. ووفق المعطيات فان الجانب الإسرائيلي وضع ملف حقل " غزة مارين" الذي يبعد أكثر من 35 كلمترا كان على طاولة النقاش في الحكومة منذ توليها السلطة العام الماضي وانها باتت جزء من المحادثات السياسية والأمنية مع الجانب الفلسطيني برعاية أميركية. ووفق التقرير كذلك فان ملف الحقل كان ضمن المباحثات بين ممثلين عن السلطة الفلسطينية وإسرائيل في اجتماع شرم الشيخ الذي عقد قبل نحو شهرين برعاية من الامم المتحدة وبمشاركة الأردن ومصر لتخفيف التوتر بعد أحداث العنف في القدس والتي أثارت تنديد الفصائل الفلسطينية على غرار حركة حماس المسيطرة على القطاع. ويرى الجانب الإسرائيلي ان التوافق بشان استغلال موارد الحقل من شانه دعم السلطة ماديا خاصة مع حاجة العالم للطاقة وبالتالي الضغط من اجل تحقيق سلام وانهاء التوترات الامنية على المدة البعيد رغم وجود كثير من التحديات لتطبيق ذلك على الارض خاصة سيطرة حماس على قطاع غزة. ورفض التقرير المقارنة بين اتفاق بخصوص حقل غزة مارين وبين الاتفاقية التي جمعت لبنان باسرائيل بشان تقسيم الحدود البحرية واستغلال حقول الغاز في المتوسط خاصة وان الامر يتعلق بتعقيدات إدارية وسياسية وبالتالي فقد تم طرح امكانية ان ترعى مصر المشروع مع عدم توفر الإمكانيات للسلطة الفلسطينية. وبالتوازي اجرى مسؤولون مصريون وإسرائيليون مباحثات بشان ملف استغلال الغاز في حقل غزة مارين وياتي ذلك مع حديث عن توقيع صندوق الاستثمار الفلسطيني وقع اتفاقية مع اتحاد المقاولين مع "إيجاس" المصرية، في فبراير/شباطر 2021، للتعاون في مساعي تطوير حقل غاز غزة. لكن هنالك عوائق عديدة لتنفيذ المشروع أهمها سيطرة حركة حماس على قطاع غزة والتصعيد في الاراضي الفلسطينية والانتهاكات الاسرائيلية المستمرة في القدس كون ان أي مشروع تنموي مهما كان يحتاج لحالة من الاستقرار. وتنضاف لهذه التحديات الأمنية مسائل أخرى أكدها مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى حيث أشار إلى ان أي خطوة من هذا القبيل قد تثير انتقادات عامة في إسرائيل حول مسألة الأسرى والمفقودين الإسرائيليين لدى حركة حماس رغم ان التوقيع سيكون مع السلطة وليس مع الحركة الفلسطينية المسلحة. وأشارت مصادر إسرائيلية ان ملف حقل غاز مارين على طاولة الحكومة الإسرائيلية حيث تم إخبار الجانبين الأميركي والمصري بشان التطورات الحاصلة. وكان مصدر فلسطيني نفى نفيا قاطعا في اكتوبر/تشرين الثاني الماضي وجود اتفاق ثلاثي مع مصر وإسرائيل لتطوير الحقل مشددا بان الحقل ملك فلسطيني وعلى اراض فلسطينية ولن يتم الدفع للجانب الإسرائيلي مقابل استغلاله.
مشاركة :