مدينة المسنين في الصين تتحدى الشيخوخة

  • 5/7/2023
  • 10:21
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يحافظ مسنون داخل صالة رياضية في رودونغ على لياقتهم البدنية من خلال ممارسة كرة الطاولة .. وبعدما كانت هذه المدينة الصينية نموذجالسياسة الطفل الواحد، باتت راهنامن المناطق التي تضم أعلى نسبة من كبار السنفي الصين. وشهدت المدينة الساحلية الواقعة شمال شنغهاي، ارتفاعابطيئافي أعداد سكانها منذ ثمانينات القرن العشرين، لدرجة أنمن تتخطى أعمارهم الـ60عامايمثلون حاليا39 في المائةمن سكانها، مقابل نسبة 18.7 في المائةعلى الصعيد الوطني. ومن المؤشرات إلى هذه التغييرات الديموجرافية الكبيرة، أنمدرسة سابقة مهجورة استحالت مكانالنمو الأعشاب الضارة في حين توفر جامعة محلية دروسامعينة لكبار السن. وبحسب الأمم المتحدة، باتت الهند الدولة الأكثر تعدادابالسكان في العالم، متقدمة على الصين التي انخفض عدد سكانها خلال العام الفائت للمرة الأولى منذ ستة عقود. وفي نهاية شارع محاط بمبان متداعية في رودونغ، يصدح صوت الكرات في نادي كرة الطاولة المحلي الذي يعج بكبار السن. وتقول فو يابينغ (56 عاما) التي أسست النادي عام 2011 إن"عدداكبيرامن الأشخاص يرتادون هذا المكان للحفاظ على لياقتهم البدنية، في خطوة تعدأفضل من بقائهم في المنازل ولعب الورق!" الذي يشكل نشاطاشائعافي المنطقة. وكان نجل يابينغ انتقل إلى المدينة بحثاعن وظيفة، ومثله فعل كثر في ظاهرة شهدتها الصين خلال العقود الأخيرة وتسهم في إفراغ الأرياف والمدن الصغيرة من سكانها. وتقول يابينغ عن نجلها "له ابن" ولا يخطط لإنجاب طفل آخر، مضيفة"أنإنجاب الأطفال يمثل عبئاكبيرافي المرحلة الراهنة"، في إشارة إلى تكلفة التعليم بحسب "الفرنسية". ويشير الستيني تشو، أحد أعضاء النادي ومتقاعد كان يعمل في شركة الاتصالات "تشاينا تيليكوم"، إلى صعوبات يواجهها الشباب الصينيون في سوق العمل. ويضيف أن"الوضع ليس مماثلالما عاشه جيلنا. ففي تلك المرحلة، كانت الدولة توفر وظائف للشباب، أما اليوم، فبات الصينيون يبحثون بأنفسهم عن أشغال". ورودونغ بمثابة مختبر للتحديات الديموجرافية التي تواجهها الصين، فالمشكلة في هذا الخصوص دقيقة لأنشيخوخة السكان مقرونة بنزوح الفئة الشابة إلى المدن. ويظهر تعداد لـ2021 أنإجمالي عدد السكان في رودونغ يبلغ نحو 880 ألفا، وهو رقم أقل بنحو 116 ألفامن العدد السابق. وكانت الصين قدأطلقت سياستها لتحديد النسل في أواخر سبعينيات القرن الفائت لتجنب انفجار سكاني فيها. إلا أنعددامن القرارات المرنة أتاحت للأزواج منذ 2016 إنجاب ثلاثة أطفال. لكنإيجابيات هذه القرارات ليست محسوسة بعد. وجاء معدل الخصوبة في الصين منخفضاجداالعام الفائت، إذ بلغ 1.2 طفللكل امرأة. وتلقي شيخوخة السكان بثقلها على الشباب الصينيين، لأنالعائلات غالباما تضم ابناواحدا، ويتعين عليه تاليارعاية أفراد الأسرة المسنين بمفرده، من دون مساعدة شقيق أو أخت. وتضع الزيادة في عدد المسنين ضغوطاعلى نظام التأمين الصحي والمعاشات التقاعدية كذلك. ومن الشائع في الصين أن ينتقل كبار السن، وتحديدامن لا يتمتعون بلياقة بدنية، للعيش مع أبنائهم. ويؤكد عدد من سكان رودونغ،أنهم يرغبون في الحفاظ على لياقتهم لتجنب قرار مماثل. ويقول وانغ جيان هوا (67 عاما) وهو يمارس الكروكيه "إذا كانت صحتنا جيدة، سيشعر أبناؤنا بتوتر أقل"، مضيفا"أنمشاركتنا في أنشطة كهذه مفيدة لنا ولهم على السواء". وتخرج بينغ (74 عاما) من حرم جامعة محلية تأخذ دروسافيها وهي تقود دراجتها الهوائية وتتحدث مع زميلة لها. وتقول "بسبب الثورة الثقافية، لم نرتد المدارس آنذاك" في إشارة إلى الاضطرابات السياسية التي شهدتها الصين بين عامي 1966 و1976، حين أرسل شباب كثر إلى الأرياف لتعلم أسلوب حياة الفلاحين. وتأخذ بينغ دروسافي الأدب والأوبرا الصينية. وتقول "نمضي وقتاممتعاونتعلم في الوقت نفسه"، مضيفة"ما زلنا نعيش حياة حافلة" بالنشاطات.

مشاركة :