تحتفل مصر الأسبوع القادم بذكرى مرور 50 عاماً على إنقاذ معبدي أبو سمبل المنحوتين في عمق جبل صخري بأقصى جنوب البلاد وأحدهما للملك رمسيس الثاني والآخر لزوجته نفرتاري. ومعبدا أبو سمبل يطلان على بحيرة ناصر على بعد 290 كيلومتراً جنوب غربي مدينة أسوان -الواقعة على بعد نحو 900 كم إلى الجنوب من القاهرة- وشيدهما رمسيس الثاني في منتصف القرن الثالث عشر قبل الميلاد. وكانت الشمس تتعامد على وجه تمثال رمسيس في عمق المعبد داخل الجبل مرتين في السنة، يوم ميلاده 21 فبراير ويوم جلوسه على العرش 21 أكتوبر. وقال ممدوح الدماطي وزير الآثار المصري في مؤتمر صحفي أمس بالقاهرة إن الوزارة ستقيم يومي 21 و22 فبراير /شباط الجاري احتفالية عالمية بمناسبة نقل معبدي أبو سمبل وتعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني بمعبده في عمق الجبل. وكانت الجزيرة المقام عليها المعبد تعرضت للغرق بسبب ارتفاع منسوب المياه عند بناء السد العالي. وبدأت عام 1959 حملة تبرعات دولية تبنتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) لنقل المعبد إلى موقعه الحالي فتغير تاريخا التعامد يوماً واحداً عن السابق. وابتكر التشكيلي المصري أحمد عثمان فكرة نشر القطع الضخمة وتقطيعها إلى أجزاء وترقيمها ثم إعادة تركيبها بالهيئة نفسها في الموقع الحالي. وقال الدماطي إن حملة إنقاذ آثار النوبة شاهد على عدم الوقوف مغلولي الأيدي أمام الصعاب التي تواجهها مصر على مر العصور حيث تم نقل 300 ألف متر مكعب من الأحجار تزن 250 ألف طن. وأشاد بثلاثة لعبوا أدواراً بارزة في تلك المهمة حتى تمت بنجاح وهم وزير الثقافة المصري آنذاك ثروت عكاشة الذي دشن حملة دولية عنوانها (انقذوا آثار البشرية) ورائد علوم المصريات سليم حسن ومديرة قسم الآثار المصرية بمتحف اللوفر كريستيان نوبلكور.
مشاركة :