ظلّت عودة سعد الحريري إلى بيروت الحدث الأبرز والمهيمنة على اهتمامات السياسيين، لاسيما كونها حرّكت راكد المياه في المشهد، مثلما فعلت مبادرته بدعم رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، ووضعت سقفاً جامعاً بين قوى 14 آذار، عنوانه الاستمرار في حضور جلسات الانتخاب مع احترام حقّ كل مكوّن من مكوّناتها بترشيح أو انتخاب من يريد. وإن كانت المؤشرات لا تدل على أن هذه العودة ستسهم في فكفكة العقد التي تعوق إنجاز الاستحقاق الرئاسي وإنهاء الشغور في قصر بعبدا، يبقى التعويل على ما ستحمله الأيام المقبلة من تطورات، بعدما كشف الحريري أنّ إقامته في لبنان ستطول، وأكّد ثبات موقفه تجاه ترشيح النائب سليمان فرنجية، ووعد بالمشاركة في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية 2 مارس المقبل. حراك استثنائي وتحت عنوان احترام الدستور واللعبة الديمقراطية، استهلّ رئيس تيار المستقبل حراكه الرئاسي بزيارات واستقبالات واتصالات، إذ أجرى زيارات ولقاءات بعضها يتعلق بتفعيل العمل الحكومي عشية جلسة الغد، والتي سيشارك فيها وزير العدل أشرف ريفي خلافاً لموقفه الأخير الذي أعلن فيه مقاطعة جلسات مجلس الوزراء إلى حين البتّ بقضية الوزير السابق ميشال سماحة، فيما البعض الآخر تعلّق بمراجعة التباينات التي طرأت بين القوى المكوّنة لـ14 آذار. فيما وصفت زيارتان بأنهما غاية في الأهمية، الأولى إلى محلّة الصيفي ولقائه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، والثانية إلى معراب، حيث عقد جلسة مطوّلة مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع تناولت الإشكالات التي طرأت على العلاقة بين الطرفين. فضلاً عن جلسة 2 مارس المقبل المخصّصة لانتخاب رئيس الجمهورية، والتي سيشارك فيها الحريري، مع التأكيد على مرشحه النائب سليمان فرنجية، في حين أن جعجع لا يزال داعماً لرئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون. لقاءات دبلوماسية إلى ذلك، عقد الحريري لقاءات دبلوماسية وسياسية في مقر إقامته في بيت الوسط، وتلقّى اتصالات تهنئة بعودته فيما لاقى خطابه في الذكرى الحادية عشرة لاغتيال والده، ترحيباً إقليمياً ودولياً. وقال القائم بالأعمال الأميركي ريتشارد جونز بعد زيارته الحريري إنّ الخطاب كان قوياً، في حين أعرب السفير السعودي علي عواض عسيري عن أمله في أن يشكّل هذا الخطاب خطوة أولى في مسيرة حوار ومصارحة تفضي للتوصّل إلى الحلول المطلوبة، وأن يقابل بالانفتاح من كل القوى السياسية بما يسهم في إطلاق ديناميكية جديدة تنهي الشغور الرئاسي وتطلق عجلة الاقتصاد وتحصّن لبنان من الأخطار الإقليمية.
مشاركة :