مشكلة بعض الوزراء أنهم يطلقون تصريحات مكتوبة على أوراق وعلى أرض الواقع مجرد سراب، أعلم أن توجه الدولة هو التحول إلى الخصخصة من خلال برنامج التحول الوطني الذي أعلنه سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في نهاية العام 2015، وأنا مع هذا التوجه وفق خطط علمية وبرامج زمنية مُعلنة ومعلومات كافية ووافية حتى يعرف الناس إلى أين نحن متجهون؟!. قبل أيام أعلن وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، أن وزارته تسعى لتخصيص عدد من المدارس الحكومية وتحويلها إلى مدارس مستقلة، مضيفاً أن الوزارة ستتوسع في الخصخصة ليبقى دورها الإشراف والمراقبة. وفي رأيي أن تحويل المدارس الحكومية إلى مستقلة سيحقق الكثير من المميزات الايجابية في ما يتعلق بمجال تطوير المناهج والكتب والملازم المدرسية، وإحداث نقلة نوعية في التعليم من خلال استحداث طرق جديدة للتدريس والاعتماد على الوسائل الحديثة في نقل المعلومات وتحفيز المدرسين على الاجتهاد والبحث وتقديم أفضل ما لديهم وابتكار أفكار جديدة تساعد الطلاب على التركيز، بدلاً من التلقين وتشتيت الطالب بين أكثر من مصدر أو وسيلة تعليمية ويحقق أهداف مبادرات وزارة التعليم وهيئة تقويم التعليم في الارتقاء بالمستوى الفكري والعلمي لدى الطلاب. أرجو أن تحقق وزارة التربية أهدافها وأن يرافق تلك الأهداف عدم الرجوع مرة أخرى إلى الكتاب المدرسي والمناهج الموحدة، فالهدف من المستقلة هو التنوع والابتكار وإخراج أجيال شابة ومؤهلة تأهيلاً علمياً وعملياً وحياتياً وتتسم بالتفاعل والتفكير الابداعي والابتكاري، فالمدارس الحكومية بوضعها الحالي تُقلّل من فرص الإبداع وتُلزم المعلم بمصادر محددة دون الاجتهاد والبحث عن أحدث الوسائل والطرق التعليمية لأنه في النهاية ملتزم بمعايير المنهج ولا يجوز له الخروج عن ذلك والاجتهاد وإلا عوقب من قبل المشرف المتابع؟ّ!. لا شك أن هناك تفاوتا ملحوظا في المناهج الدراسية بين مدارس التعليم الحكومي والمدارس المستقلة إن طبقت، وهذا الفرق سيكون واضحا في المدارس المستقلة من خلال الأسس التربوية الموضوعة لإعداد الطلبة وكيفية ترغيبهم للدراسة، وكذلك طريقة غرس المهارات التعليمية والحياتية لديهم في مختلف المجالات التعليمية والتي ستصقل مواهبهم فيواكبوا التطور التكنولوجي لحظة بلحظة وذلك لما سيحظون به من أسس تعليمية مدروسة بعناية. وفي حال تم اختيار مدارس معينة لتكون مدارس مستقلة فأرجو أن يكون من ضمن أهدافها تعليم اللغة الانجليزية بالدرجة الأولى، والتركيز على المواد العلمية مثل الرياضيات والعلوم وتجاوز أو تقنين مناهج بعض المواد الأخرى التي تعتبر مجرد حشو معلومات لا فائدة منها، وأن تتحمل الدولة رسوم المدارس المستقلة وتمنع الطلبات المتزايدة على الطلاب تحت مسمى شراء كتب وملازم، وبعض ما يخص الطلاب من أنشطة وللأسف بعض المدارس الحكومية والخاصة حالياً تتفنن في تحميل أولياء الأمور مبالغ وطلبات غير مبررة. أعتقد أنه يجب تصحيح مسار مدارس التعليم الحكومي قبل أن ننتقل إلى المستقلة لكي ننهض بالتعليم ونواكب التقدم التكنولوجي الذي سبقتنا فيه دول لم تكن تملك لا موارد نفطية ولا زراعية بل تملك عقولا مفكرة مبدعة، وخير مثال على ذلك اليابان وسنغافورة وغيرها من الدول الأخرى المتقدمة علمياً. توجه تحويل المدارس إلى مستقلة ما زال غامضاً مبهماً وتحت الدراسة يعني «ردد يا ليل ما أطولك!!» فالمستقبل غير واضح بمعنى هل سيكون هناك تحالف تعليمي بين المدارس المستقلة أو سيكون هناك استقلالية في مناهج كل مدرسة من المدارس المستقلة وبناءً عليه ستتنوع طرق التدريس ومصادر التعليم من مدرسة إلى أخرى، وهل ستكون بالمجان للطلاب السعوديين، أو ستطبق برسوم وللسياسة التي تحددها كل مدرسة على حدة.... أسئلة ننتظر الإجابة عنها من وزارة التعليم؟!.
مشاركة :