إزاء تفاقم مشكلة تناقص أعداد المقاتلين في الجبهات، لم تجد ميليشيات التمرد الحوثي بدا من شن حملة واسعة، لتجنيد الأهالي إجباريا للقتال في صفوفها، وأشارت مصادر محلية في محافظة الحديدة إلى أن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، بدأت حملة لتجنيد الأهالي بالإكراه، وشرعت في حشد الشباب من الشوارع، وحملهم على سيارات كبيرة تحت تهديد السلاح، لإرسالهم إلى مناطق العمليات. قال المركز الإعلامي للمقاومة، إن السكان، لا سيما من هم في عمر الشباب، بدؤوا التوقف عن التجول أو الخروج إلى الشوارع، خشية تعرضهم للتوقيف، لا سيما في مناطق الدريهمى والزرانيق وبيت الفقيه، إذ تم خلال الساعات الماضية توقيف العشرات، وإرسالهم لتعزيز قوات التمرد في حرض. مما أدى إلى حدوث مواجهات واشتباكات بين قوى التمرد وأهالي الشباب الذين رفضوا مشاركة أبنائهم ضمن صفوف الانقلابيين. وتابع المركز، إن الميليشيات لم تكتف باعتقال الشباب من الشوارع، بل تفكر في اقتحام المنازل لأخذهم عنوة. الهروب الكبير من جهة أخرى، كشفت مصادر أن أعدادا كبيرة من قيادات التمرد بدأت في مغادرة صنعاء بصورة جماعية، عقب اقتراب قوات الجيش الموالي للشرعية والمقاومة الشعبية من العاصمة، وانهيار قواتهم التي كانت ترابط عند المدخل الشرقي. وأضافت المصادر أن عددا من القيادات غادروا البلاد، عن طريق مطار صنعاء، فيما اختار آخرون التسلل عبر ميناء الحديدة إلى إريتريا. وترددت أنباء خلال الفترة الأخيرة، أنه تم نقل عائلات قيادات الميليشيات الحوثية أخيرا إلى العاصمة الإيرانية طهران، وفي مقدمة تلك العائلات أفراد أسرة زعيم التمرد، عبدالملك الحوثي، الذي تأكد وصول أفراد أسرته إلى العاصمة الإيرانية طهران، برفقة نجله الأكبر جبريل. تقدم الثوار كانت قوات الشرعية تقدمت بسرعة مذهلة خلال الفترة الماضية باتجاه صنعاء، واستعادت السيطرة على كثير من المواقع العسكرية المهمة، وكانت الهزيمة التي تلقتها القوات الموالية للمخلوع صالح، في فرضة نهم، قاصمة لظهر الانقلابيين، إذ انكشفت مداخل صنعاء أمام الثوار، إضافة إلى ما كانت تلك المعسكرات تحويه من عتاد عسكري بكميات كبيرة، كانت الميليشيات تعول عليه في مواصلة عدوانها على الشعب. وأصاب التقدم الكبير للثوار، قوى التمرد بحالة هستيرية، إذ لا تملك أعدادا كافية من القوات تواجه بها قوات الشرعية المنتشرة في كل جبهات القتال. لا سيما بعد أن بدأ التحالف العربي في اتباع سياسة شد الأطراف التي هدفت إلى تشتيت جهود الميليشيات وإنهاكها بالقتال في عدد من الجبهات المشتعلة، مما أدى إلى انهيارات متسارعة في صفوفهم.
مشاركة :