حذر مركز حقوقي فلسطيني، اليوم الإثنين، من تداعيات تعليق برنامج الأغذية العالمي مساعداته الغذائية لأكثر من 200 ألف فلسطيني. وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان: “إنه يتابع بقلق شديد، إعلان برنامج الأغذية العالمي نيته وقف مساعداته الغذائية لأكثر من 200 ألف فلسطيني يشكلون 60 % من الحالات المستفيدة حالياً، ابتداءً من شهر يونيو المقبل بسبب نقص حاد في التمويل الدولي”. وأضاف المركز الحقوقي إنه بتنفيذ هذا القرار، يقع التأثير الأكبر على الفقراء في قطاع غزة، حيث يعاني أكثر من نصف سكان القطاع من الفقر (53%)، في حين يعاني (64.4%) من انعدام الأمن الغذائي، من بينها أسر تعاني من انعدام الأمن الغذائي الشديد ومن فجوة استهلاك كبيرة تشكل نسبتها (40.6%)، وأسر تعاني من انعدام الأمن الغذائي بدرجة متوسطة، أي تواجه صعوبات في توفير كمية ونوعية الطعام المستهلك وتبلغ نسبتها (23.6%). ووفق تصريحات إعلامية، فقد قال سامر عبد الجابر مدير برنامج الأغذية العالمي في فلسطين: “في ضوء النقص الحاد في التمويل، فإن برنامج الأغذية العالمي مضطر لاتخاذ خيارات مؤلمة بسبب الموارد المحدودة، حيث سيُضطر البرنامج لتعليق المساعدة لأكثر من 200 ألف شخص، أي 60 % من الحالات الحالية، اعتباراً من يونيو 2023”. وأوضح “عبد الجبار” أن البرنامج سوف يتم تعليق عمله بشكل كامل ما لم يتلق تمويلا كافياً بحلول أغسطس/آب المقبل. ويعمل برنامج الأغذية العالمي على توفير المساعدات الغذائية للسكان الفلسطينيين الأشد فقراً من غير اللاجئين، حيث يقدم البرنامج مواد غذائية وقسائم شرائية بقيمة (10 دولار) للفرد الواحد شهرياً، ويستفيد من البرنامج (34471) أسرة فلسطينية، بواقع (11141) أسرة في محافظات الضفة الغربية، و(23330) أسرة في محافظات قطاع غزة. ووفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة (43/178) للعام 1988، والذي أقر بصعوبة تحقيق التنمية لصالح الشعب الفلسطيني في ظل استمرار الاحتلال، فإن السياسات الإسرائيلية القائمة على تقييد حركة الأفراد والبضائع، وسلب الموارد الطبيعية والتوسع الاستيطاني، تعيق تمتع الفلسطينيين بالحقوق الضرورية لزيادة قدرتهم على القضاء على الفقر، كحقهم في تقرير المصير، وتحقيق التنمية المستدامة، والحق بالحركة، والحق بالحياة. وأكد المركز الحقوقي تراجع جميع القطاعات الإنتاجية والخدمات الاجتماعية الأساسية والبنية التحتية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بسبب استمرار السياسات الإسرائيلية، وحصار قطاع غزة منذ 16 عاماً، إضافة ً لأربعة أعمال حربية واسعة، عمد خلالها الاحتلال على تدمير المنشآت المدنية وتقويض عمل المصانع والورش الاقتصادية، وما نتج عن ذلك من آثار كارثية على الفلسطينيين. وطالب المركز المجتمع الدولي بالوقوف أمام مسؤولياته، وتقديم ما أمكن لحماية السكان الفلسطينيين، والالتزام بدعم البرامج الدولية التي تقدم المساعدات المالية والغذائية للفقراء، ومنع أي تدهور جديد على الأوضاع الإنسانية المتأزمة في فلسطين. وحذر المركز من تداعيات قرار برنامج الأغذية العالمي بتقليص أعداد المستفيدين الفلسطينيين، وتأثيره على ارتفاع معدلات انعدام الأمن الغذائي، وتدهور أوضاع الفقراء الاقتصادية والاجتماعية، داعيا الأذرع الإنسانية للأمم المتحدة بتوفير التمويل اللازم لاستمرار عمل برنامج الأغذية العالمي والبرامج الإنسانية الأخرى في فلسطين.
مشاركة :