كبار السن هم الأكثر شعورا بالسعادة والرضا في الحياة

  • 5/9/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كشف خبراء أن المرء يزداد سعادة ورضا عن حياته في مرحلة الشيخوخة، في حين يعتقد كثيرون أن مرحلة الشباب هي أسعد المراحل العمرية في حياة الإنسان. كما يعتقد كثيرون أن الشخص الذي يمتلك مواصفات الشباب والغنى والجمال ووسامة المظهر، عليه أن يكون أكثر سعادة ورضا في حياته مقارنة بغيره من الناس. غير أن هذا الأمر ليس صحيحاً دوما، لأن التمتع بالشباب وامتلاك الكثير من المال لا يجلبان بالضرورة السعادة والرضا عن النفس؛ إذ أن السعادة مرتبطة بطبع المرء وما يمكن أن يفعله في سبيل الحصول عليها، وهو ما توصل إليه باحثون في دراسة نشرت نتائجها على صحيفة “فرانكفورترروند شاو” الألمانية. وفي مرحلة الشباب غالباً ما ينظر المرء إلى حياته على أنها مغامرة، يتمتع خلالها بصحة جيدة وبالجرأة والإقدام على خوض تجارب جديدة وعيش لحظات مفعمة بالسعادة ولكنها في الغالب لحظات عابرة، في حين يميل المرء في مرحلة الشيخوخة إلى أن يكون أكثر رتابة بسبب المشاكل الصحية التي ترافقه خلال هذه الفترة من حياته. لكن الكثيرين يكونون أكثر سعادة في هذه المرحلة. على الرغم من الأمراض الجسدية عادة ما يكون كبار السن أكثر سعادة وأكثر شعورا بالرضا في الحياة مقارنة بالبالغين و في هذا الصدد يتحدث أستاذ الطب توبياس إيش من جامعة فيتن ـ هيرديك في ألمانيا، عما يسمى بمفارقة الرضا، ويوضح الطبيب أنه على الرغم من الأمراض الجسدية فإن كبار السن يكونون أكثر سعادة بشكل عام وأكثر شعوراً بالرضا في الحياة مقارنة بالبالغين في منتصف العمر. ويتابع “من المثير للدهشة أن العامل الأكثر أهمية في هذا هو الشيخوخة نفسها”. ويوضح إيش أن مفهوم السعادة يتغير على مدار الحياة؛ ففي حين أن الشباب يبحثون عن المتعة والإثارة، يكون كبار السن سعداء خاصة عندما يبتعدون عن التوتر والالتزامات الناتجة مثلا عن الحياة المهنية وتربية الأطفال ومشاكل العلاقات وبناء أو شراء منزل. ويواجه المرء الكثير من التحديات خلال فترة الشباب، وفق ما تؤكده أستاذة علم الاجتماع هيلكه بروكمان بقولها “في هذه المرحلة العمرية لدى الإنسان الكثير من الالتزامات التي تظل ملتصقة به طوال الوقت. ولكن في وقت لاحق سيزداد الرضا في الحياة مرة أخرى”. وتضيف “لا تزال في وضع يسمح لك بالاستمتاع بالتقاعد. لديك الوقت الكافي لإعادة اكتشاف نفسك وتجربة شيء جديد”. في سن الستين وما فوق لا يحتاج الناس عادة إلى الكثير من الأمور المادية والمعنوية ليكونوا سعداء، كما كشف أستاذ الطب توبياس إيش. وهذا ما يفسر الشعور العميق والدائم بالسعادة والرضا لدى كبار السن، على الرغم من معاناتهم من أمراض الشيخوخة. ويوضح إيش أنه “بالتوازي مع تقدم الشخص في العمر ينبغي عليه تحرير نفسه من فكرة أن يكون بصحة جيدة من جميع النواحي، طالما أن لا شيء يهدد حياته”.

مشاركة :