هذا السؤال إجابته طويلة ومتشعبة، وبدأت فصولها من بداية الموسم. ومسؤولية الخسارة يتحملها أطراف كثيرة من داخل النادي وخارجه. فأول من يتحمل مسؤولية الخسارة هي إدارة النادي. فهي السبب فيما تعرض له الفريق الكروي من صعوبات خلال الموسم، بسوء إدارتها للأزمات التي واجهها النادي. إبتداءً من قضية محمد كنو في مراحل المفاوضات، وانتقالاً لأزمة توقيعه اتفاقية انتقال مع النصر! ثم مراحل تداول القضية بين اللجان وغرفة المنازعات، ومركز التحكيم الرياضي. فخلال هذه المراحل كانت الإدارة تقف موقف المتفرج! وطبيعي أن الذي لا يدافع عن موقفه وحقوقه تؤخذ حقوقه أمام عينيه وهو في حالة صمت وذهول! وتم إصدار عقوبة غير مستحقة بمنع النادي من التسجيل لفترتين! أيدها مركز التحكيم والذي رفض أيضاً بلا وجه حق أن يمنح الهلال حق التدابير الوقتية! وإدارة الهلال في حالة صمت! وقد أكد كل القانونيين المعتبرين في الوسط الرياضي أحقية الهلال في قضية كنو، وأكدوا أن اللوائح معه وفي صفه، ومع ذلك صدرت العقوبات ضده! وتتحمل إدارة الهلال المسؤولية في هذا الشأن بصمتها! وعدم ظهورها إعلامياً لببيان موقفها، وايضاح حقيقة الموقف قانونياً، وبيان مقدار الاجحاف الذي وقع على النادي. ربما تقول الإدارة إنها لم تصمت، بل كان لها جولات قانونية داخل أروقة الاتحاد ولجانه، ولدى مركز التحكيم الرياضي. والرد على هذا بسيط للغاية، فمن يريد الحاق الضرر بك يسعده أن تعامل معه داخل أروقته بصمت! بينما الواجب هو الإعلان عن بيان الموقف بوضوح أمام جماهير النادي، وأمام الرأي العام الرياضي. ليكون الجميع على علم بما يحدث، وعلى اطلاع بكافة التفاصيل. وعلى الرغم من أن الطرف الآخر لم يكن موقفه قانونياً بشكل قوي، إلا أنه أدار موقفه إعلامياً وهيأ الرأي العام لقبول كسبه القضية، ومعاقبة الهلال، وحدث ما حدث! إذن فإدارة القضية إعلامياً حققت كسب القضية، أو على الأقل أعطتها الغطاء المطلوب لقبول العقوبة غير المستحقة. وضاع حق الهلال! وما يؤيد موقف الهلال القوي والسليم في قضية كنو أن لجنة الانضباط رفضت معاقبة رئيس الهلال والمدير التنفيذي على خلفية القضية بحجة أن اللاعب قد وقع على اتفاقية انتقال وليس عقد انتقال! وحيثيات رفض معاقبة رئيس الهلال والمدير التنفيذي كافية لرفض القضية من أساسها! وبعد ذلك جاءت قضية جدولة المباريات الظالمة للهلال، حيث تم وضع مباريات السوبر قبل المشاركة في كأس العالم للأندية بأيام، فخرج الهلال بسهولة، ثم جاءت جدولة المباريات المؤجلة والمقدمة في شهر رمضان والتي أجبر الهلال خلالها على لعب سبع مباريات في ظرف ثلاثة أسابيع بواقع مباراة كل ثلاثة أيام قبل أن يلعب مباراته الأولى في نهائي دوري أبطال آسيا! وصمتت إدارة الهلال تجاه هذا الاجحاف والجدولة الصعبة التي فرضت عليه. عدا تصريح فضائي خرج به فهد المفرج بعد إحدى المباريات! ومرة أخرى كان يجب الظهور إعلامياً ورفع الصوت على جميع المنصات برفض هذه الجدولة، وتبيان ضررها، وعدم عدالتها. ولكن الصمت هو الذي شجع اتحاد الكرة على اتخاذ خطوة وراء خطوة ضد مصالح الهلال. وفي حالة ضغط المباريات في شهر رمضان، كان أمام اتحاد الكرة مدة أسبوعين توقفت خلالها المسابقات خلال أيام الفيفا خصصها الاتحاد للعب مباراتين بلا معنى ولا داع ولا ضرورة أمام فنزويلا وبوليفيا، وتحت اشراف مدرب مستقيل ومغادر إلى بلاده! وهذا دليل على أن ضغط مباريات الهلال المؤجلة والمقدمة لم يكن بسبب ضيق الوقت، بل بسبب تبديد الوقت وعدم استثماره بالشكل الأمثل. وأيضاً صمتت الإدارة الهلالية، ولم تعلن للرأي العام موقفها الرافض، ومقدار الضرر الذي وقع على فريقها! ومرة أخرى فإصدار بيان إعلامي، أو تصريح فضائي عابر ليس هو المطلوب، بل هو كالصمت! فالهلال كان يحتاج إلى صوت إعلامي قوي ومؤثر متواصل في كافة المنصات الإعلامية. حيث ثبت وفق الأحداث أن صاحب الصوت الأقوى هو من يكسب المواقف، ويحافظ على مصالحه، وأحياناً يأخذ ما ليس له. ملخص ما سبق أن العقبات والعراقيل التي وضعت أمام الهلال من أطراف أخرى تتحملها الإدارة بصمتها! أو بصيغة أخرى بتعاملها مع تلك الأحدث بحضارية ورقي! وهذا ما جعلها تخسر على جميع الأصعدة. زوايا.. ** رئيس اتحاد الكرة ياسر المسحل علق على ضغط مباريات الهلال المؤجلة بضربة مثلاً بدوري أبطال أوروبا وريال مدريد الذي يلعب بجدولة مضغوطة أيضاً! وعندما يضرب المسحل هذا المثل فهل هو يدير اتحاد الكرة والمسابقات واللجان كما يديرها الاتحاد الإسباني!؟ فلا تضرب مثلاً بمنظومة لا تستطيع وفق ما نراه اليوم أن تصل إليها ولو بعد مائة عام! ** لم يكف اتحاد الكرة أن يضغط الهلال بجدولة المباريات المؤجلة ليلعب مباراة كل 72 ساعة، بل قدم مباريات من جولات قادمة لتلعب قبل نهائي دوري أبطال آسيا! شكراً على الدعم! ** انتقاد العمل وتبيان بعض الأخطاء لإدارة الهلال ولو كان بقسوة لا يعني التقليل من عمل الأستاذ فهد بن نافل وإدارته أو المطالبة برحيلهم، أبداً فالتاريخ الرياضي والهلالي ينصفهم، ولكن ذلك لا يعني عدم نقد الأخطاء وايضاحها، حتى لا تتكرر. ومن منظوري الشخصي أتمنى استمرار إدارة ابن نافل عدة دورات قادمة وليس دورة واحدة أو اثنتين. فالإنجازات التي تحققت في عهد إدارة ابن نافل غير مسبوقة نوعياً وزمنياً. ** حجم الفرح والسعادة لدى البعض بخسارة الهلال بطولة آسيا يوازي تماماً حجم الألم الذي سببه لهم عندما حقق البطولة مرتين في الثلاث سنوات الماضية! ** التجربة التي مرت بها إدارة الهلال هذا الموسم مع القضايا والأزمات أتمنى أن تجعلها تؤمن بأن المثالية والنموذجية والحضارية والرقي في الميدان التنافسي هي أمور غائبة ومفقودة. ** الحقوق تبي مُطالب.. والصمت ليس دائماً حكمة.
مشاركة :