لا شك أن ثقة الشارع الرياضي مهزوزة في لجان اتحاد الكرة القضائية، وفي الهيئات الأخرى القضائية ذات العلاقة باتحاد الكرة، بسبب القرارات المتناقضة التي تصدرها بين الفينة والأخرى، وبسبب التفسيرات غير المنطقية للوائح في كثير من الحالات، وبسبب الاجراءات الغريبة غير القابلة للتفسير التي تصدر من تلك اللجان. بالإضافة إلى حالة الاستقالات الغريبة التي يتقدم بها أعضاء اللجان القضائية والتي تتم في أوقات حرجة وغامضة. وفي قضية اللاعب محمد كنو كانت الحالة المثارة مخالفة للائحة الاحتراف وأوضاع اللاعبين. لكن القضية بدلاً أن تنظر فيها لجنة الاحتراف وأوضاع اللاعبين ذهب ملف القضية كاملاً بقدرة قادر وبدون تفسير لغرفة فض المنازعات. والغريب أن غرفة فض المنازعات كانت جريئة باستقبال الملف والبت فيه وإصدار قرار بشأنه! وبنفس جرأة الغرفة قدم نائب رئيسها وأحد الأعضاء في وقت لاحق استقالتيهما وذهبا للنادي الأهلي للعمل ضمن إدارته رئيساً وعضواً! وفي هذا تداخل وتقاطع فاضح في المصالح! فالذي أصدر العقوبة ضد نادي الهلال اتجه لرئاسة ناد منافس بعد أربعة أشهر فقط وفي نفس الموسم! وهذا كفيل بنقض القرار والغاء العقوبة وضرورة إعادة دراسة القضية من جديد. فمبدأ تضارب المصالح معمول به في كل أنحاء العالم، في كل المنظمات واللجان. فلماذا لا يوجد في منظومتنا الرياضية.. لماذا رئيس رابطة المحترفين مثلاً يستقيل من منصبه ثم يتجه لرئاسة ناديه مباشرة! ولماذا نائب رئيس غرفة فض المنازعات يستقيل ثم يتجه مباشرة لرئاسة ناديه!؟ كيف يمكن تقديم حسن النوايا؟! في كل العالم يؤخذ بمبدأ تضارب المصالح وتسن أنظمة تمنع ذلك! فوزارة العدل السعودية أصدرت قبل أشهر قواعداً بالحد من تضارب المصالح لمن سبق له العمل في السلك القضائي عند مزاولة العمل في مهنة المحاماة. وهو مبدأ رئيس من مبادئ النزاهة. فلماذا لا يتم تفعيل هذا المبدأ في منظومتنا الرياضية لتحقيق مزيد من النزاهة!؟ ومعلوم أن التنافس الرياضي قائم في الأساس على مبادئ النزاهة. وأي خلل في هذه المبادئ يعني انهيار الثقة في هذه المنافسة، وفي كل المنظومة التي تديرها. فعندما أشاهد رئيس ناد أو أي عضو في ناد ينتقل من ناديه للعمل مباشرة في اتحاد الكرة أو أي لجانه أو اللجان المرتبطة به فينتابني الألم بشأن النزاهة. ومثله الاتجاه في الطريق المعاكس! فلا يمكن تقبل استقالة رئيس لجنة أو رابطة ثم انتقاله مباشرة للعمل في ناديه! ليس شكاً في هذا أو ذاك! ولكن لأن مبادئ النزاهة تفرض عدم حدوث ذلك. وبناء على ما تقدم من الواجب والضروري الآن انقاذ الهلال مما تبقى من عقوبات غير عادلة تعرض لها بشكل عجيب، من حالة الاضطراب التي انتابت تلك اللجان. وتجسدت في حالتين صارختين، الأولى صدور قرار من الفيفا بشأن قضية حمدالله مخالف تماماً لما أصدرته لجنة الاحتراف في اتحاد الكرة السعودي، وكذلك صدور قرار مركز التحكيم الرياضي برفع الايقاف عن فهد المولد، وعدم ثقة اتحاد الكرة وإدارة المنتخب بهذا القرار واستبعاد اللاعب من صفوف الأخضر خشية صدور قرار من محكمة كاس الدولية يبطل قرار مركز التحكيم الرياضي!! وإذا كان الهلال قد نفذ ثلاث عقوبات في قضية كنو من اربع وهي المالية، وايقاف اللاعب، والايقاف لفترة تسجيل، وتبقت الاربعة وهي الايقاف لفترة تسجيل ثانية. فمن باب رفع شيء من الظلم عن الهلال من الواجب الغاء هذه العقوبة، ليس رأفة بالهلال، أو تعاطف معه، ولكن تقليل الظلم. وإنقاذه من تبعات اضطراب العمل في اللجان القضائية. فالهلال تعرض لظلم واضح فاضح، ومن الواجب رفع هذا الظلم عنه. وهذا ما تفرضه العدالة. إن كنا نحترم العدالة. وهذا الظلم الواقع على الهلال ليس مقصوداً بكل تأكيد، ولكنه نتاج عمل مضطرب في تلك اللجان والهيئات القضائية. زوايا.. ** تلبيس ميسي «البشت» كان فكرة ذهبية ولامعة، وعملاً في منتهى الذكاء. فهو تراث عربي طاف العالم في ختام المونديال، وسيبقى خالداً في سجلات وتاريخ الكرة العالمية، ومهما عرضت صور التتويج الأرجنتيني ولو بعد مائة عام ستبقى صورة ميسي بالبشت هي الأبرز. ** ستبقى مشاركة منتخبنا الوطني في مونديال 2022 وفوزه على الأرجنتين بطل كأس العالم خالدة في تاريخ بطولات كأس العالم. وكلما جاء ذكر فوز الأرجنتين بكأس العالم 2022 يأتي ذكر اسم المنتخب السعودي. وهذا هو التأثير والبصمة والصدى. وهو المكسب الكبير. فالفوز على بطل العالم أفضل من التأهل لدور الستة عشرة أو غيره ثم الخروج بلا بصمة ولا أثر، فهكذا يكتب التاريخ. ** غياب خمسة لاعبين دوليين عن الهلال يشكلون أعمدة رئيسية بالفريق بسبب الإصابات التي تعرضوا لها مع المنتخب هي فاتورة وطنية دفعها الهلاليون بكل حب، وهي سبب معاناة الفريق الحالية. ** ثنائية جوفينكو وقوميز التي صنعت مجداً للهلال، هي ما يفتقده الفريق حالياً. فقد غاب صانع الألعاب وصانع هجمة الهدف، وغاب الهداف. فلا بيريرا عوض غياب الايطالي القصير، ولا ايغالو هذا الموسم هو ايغالو الموسم الماضي!! وهو في كل الأحوال ليس البديل الحقيقي للأسد الفرنسي. ** سيبقى الهلال يعاني حتى يستعيد ايغالو مستواه، أو يعثر على هداف ينقذه. ** عودة المهاجم عبدالله رديف المعار لنادي التعاون باتت ضرورية، فهو الحل الذي يمكن انقاذ الفريق من خلاله. فلا الشهري ولا الحمدان لديهما الحل.
مشاركة :