التبوريدة ‘ فن عريق من فنون الفروسية في المغرب وقد استمد اسمه من مادة البارود . التي تطلق من بنادق تقليدية عند نهاية خط سير الفارس الذي يمتطي جوادا مسرجا و بأبهى زينة. وتعود أصول ” التبوريدة ” كونه شكل من أشكال العسكرية يمثل الهجمات المتتالية للفرسان ضد الاحتلال الفرنسي. وبعد الاستقلال صارت استعراضات ” التبوريدة ” مصاحبة للمناسبات التقليدية و الوطنية و الدينية. و عند نهاية اي موسم فلاحي كذا الأعراس بالبوادي وقد استطاعت ” التبوريدة ” ان تخترق مجال الرياضة ضمن منافسات رياضية تحت اشراف الجامعة الملكية للفروسية .لتخصها بمنافسات بجميع أرجاء المملكة . لم تكن ” التبوريدة ” او الفروسية التقليدية حكرا على الرجال، بل نافست المرأة الرجل في هذا المضمار لكن بشكل تطوعي محتشم ساعة الضرورة لان ” التبوريدة ” بالعرف التقليدي هي من مهام الرجال كالجهاد في الشريعة الإسلامية . إلا أن السيدات برزن مواهبهن في هذا الإطار واستطعن في العقود الأخيرة ان ينافسن الرجال في استعراضات ” التبوريدة ” فدانت لهن الميادين بشكل رحب واستطعن ان يطبعن بصمتهن البارزة في هذا المضمار. هذا وتخضع ” التبوريدة ” لطقوس خاصة تبدأ بتسريج الفرس واعداده بأبهى حلة ثم تجهيز الفارس او الفارسة لنفسه بزي تقليدي خاص و يكون هذا بعد النظافة والتعطر والصلاة ركعتين و طلب الدعاء والتزكية من شيخ الفرسان ويكون شيخا جليلا متدينا عارفا بأصول الفروسية هذا قبل ان يخرج الفارس للميدان وكانه خارج للجهاد وطلب الشهادة. وفي هذا الإطار تقول الفارسة بشرى باوطيني، وهي فارسة و ” مقدمة ” اي قائدة “سربة” : “قبل بدء العرض نتوضأ ونصلي ركعتين ونقرأ الفاتحة ويسلم بعضنا على بعض، وهذا من طقوس التبوريدة، كما يذكر عند الرجال بالماضي البعيد قبل أن يخوض الفرسان الحروب “ وقد تأخذ أحدهم الجلالة والحماسة فينتصب واقفا فوق فرسه وهو يعدو بأقصى سرعة فيأخذ بالألباب وتشخص له الأبصار وهي تتابعه الى أن يصل هدفه وترتفع فرقعات البارود ويملأ دخانها فضاء الميدان فتعلو تكبيرات الرجال و زغاريد النساء. في مشهد يذكر ببسالة المجاهدين ضد الاحتلال و بطولاتكم في ميادين الحرب وتسجيلهم للضربات الموجعة بحق العدو.
مشاركة :